Share
  • Link copied

“هنا أشعر أني من هناك، وهناك أحس بالعكس”.. سائقة طاكسي من أصول مغربية بمدريد تبرز معاناة الجالية مع “أزمة الهوية”

أثارت سائقة طاكسي من أصول مغربية، تعمل في العاصمة الإسبانية مدريد، الجدل بخصوص الهوية، بعدما كشفت مضمون أكثر الأسئلة التي يطرحها عليها الركاب.

وقالت سلمى، في مقطع فيديو نشرته عبر حسابها على “تيك توك”، إن أكثر المحادثات تكرارا مع الزبناء، هي “من أين أنت؟ هل أنت إسبانية؟ هل ولدت هنا؟ هل أنت من مدريد؟”.

وأضافت، والإحباط باد على وجهها، أن هذه بعض الأسئلة، التي تتكرر بشكل شبه متواصل في كل رحلة تقوم بها، متابعةً أنها ولدت في مدريد، إلا أن والديها من المغرب، ولهذا السبب يتم ربطها بهوية أخرى غير الإسبانية.

واسترسلت: “حسنا، نعم، لقد ولدت هنا، ووالداي من المغرب، وأعتقد أن الأمر واضح تماماً”، مردفةً: “أبدو مغربيةً بعض الشيء، ولدي لهجة عربية. لكن.. في إسبانيا أنا مغربية وفي المغرب أنا إسبانية”.

وأوضحت سلمى: “أنا لا أنتمي إلى أي من هذه الأطراف، حقاً”، مسلطة الضوء على صعوبة الانتماء الكامل إلى ثقافة واحدة عندما تكون لديك هوية متعددة.

وأبرزت، في محاولة لإخفاء الإحباط بنوع من الفكاهة: “لو دفعوا لي يورو واحداً مقابل كل مرة يسألونني فيها هذا السؤال، كنت سأحصل على سيارة GTI”، في إشارة إلى مدى تعبها من تكرار هذا السؤال.

نقاش حول الهوية

وسلط موقع “cope”، الضوء على هذه القصة، إذ قال إنها ليست معزولة، بحيث إن العديد من الأشخاص من أصول متنوعة، ممن يعيشون في إسبانيا، يواجهون أسئلة مماثلة، والتي تتجاوز الفضول، وتصل إلى حد عدم الراحة.

وأكد الموقع الإلكتروني الإسباني، أنه “لا ينبغي أن تكون الجنسية أو الثقافة أو لون البشرة من العوامل التي تثير هذا النوع من الأسئلة المتكررة، خاصة في بلد متنوع ومتعدد الثقافات مثل إسبانيا”.

ووفق الموقع، فإن سلمى، لا تطرح قضية شخصية فحسب، بل تتأمل أيضا في التسميات التي يطلقها المجتمع الإسباني على الأشخاص من أصول أجنبية.

وحسب المصدر نفسه، فإن ما قالته سلمى، يدعو إلى “التفكير في طريقة التواصل مع الآخرين وكيف يمكن لأسئلة الإسبان، أن تكون وسيلة للإدماج والاستبعاد”، مسترسلاً أنه “في بعض الأحيان، قد يؤدي تغيير بسيط في الطريقة التي تسأل بها إلى إحداث فرق كبير في شعورنا جميعاً كمجتمع”.

وتسلط هذه الظاهرة، حسب “cope”، الضوء أيضا، على “الميل للبحث عن إجابة بسيطة في عالم معقد، حيث الهويات متنوعة ومتغيرة بشكل متزايد”، مردفاً أن سلمى أوضحت في قصتها، أنها “لا تنتمي تماماً إلى أي من الفئتين، ولهذا السبب تشعر بأنها في غير مكانها، في كل من إسبانيا والمغرب، على الرغم من أن كلاهما جزء من حياتها”.

وأكد المصدر نفسه، أن قضية سلمى، تثير سؤالاً يتجاوز مجرد بادرة الفضول، ويدعو إلى “إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع أولئك الذين لهم جذور من ثقافات أخرى. يمكن أن يكون السؤال عن جنسية الشخص وسيلة لإثبات الاختلاف، ولكنه يمكن أن يساعد أيضا في التعرف على هويته، إذا تم ذلك بطريقة محترمة”.

Share
  • Link copied
المقال التالي