شارك المقال
  • تم النسخ

هل يُحسّن “طرد” لايا غونزاليس من الحكومة الإسبانية علاقاتها مع المغرب؟

كشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن أرانشا لايا غونزاليس، باتت على مشارف مغادرة وزارة الخارجية في حكومة مدريد، بعد سلسلة مما سميّ بـ”الكوارث الدبلوماسية” التي تسببت فيها، على رأسها قبولها استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية للعلاج في مستشفياتها، الأمر الذي تسبب في أزمة غير مسبوقة مع المملكة المغربية.

وقالت التقارير، التي وصلت إلى حد وصف استمرار أرانشا في مهامها على رأس الدبلوماسيىة الإسبانية بـ”المستحيل”، إن لايا ستغادر منصبها، دون أن تغادر الحكومة، لكي لا تظهر الجارة الشمالية أن المغرب، انتصار عليها في الأزمة التي تشبت بين البلدين، مضيفةً (التقارير) أن لويس بلاناس، وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية، وهو أكبر المرشحين لخلافتها.

ويرى مراقبون بأن إعفاء أرانشا من مهامها على رأس الخارجية الإسبانية لن يكون سبباً مباشراً لحل الأزمة مع المغرب، باعتبار أن أصل المشكل لا يتعلق بهوية رئيس الدبلوماسية للجارة الشمالية، وإنما بالمواقف الصادرة عن حكومة مدريد، التي اختارت الاصطفاف في جانب أعداء الوحدة الترابية، وتنبي مواقف معادية للمملكة.

وأوضح المراقبون أن المغرب شدد مراراً على أن الأزمة ليست مرتبطة بالأشخاص، بل بمواقف مدريد تجاه القضية الوطنية المقدسة لدى المغاربة، والتي ظهرت بقوة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، حين أدانت أرانشا، صراحةً الخطوة الأمريكية، وقالت إن بلادها ستعمل على إقناع إدارة بايدن بالتراجع عن الخطوة.

ومن جانب آخر، اعتبر متابعون أن مغادرة أرانشا لوزارة الخارجية الإسبانية، قد يسفر عن تغير مواقف حكومة بيدرو سانشيز تجاه قضية الصحراء المغربية، وذلك من خلال جعل لايا شماعة للأزمة، وإبعادها عن رئاسة دبلوماسية المملكة الإيبيرية، كخطوة أولى نحو إصلاح العلاقات، من خلال إظهار غونزاليس، على أنها كانت المسؤولة عن كلّ ما حصل.

ويبرّر أصحاب هذا الرأي الأمر، بالقول إن غونزاليس لايا، كانت أكبر مسؤولي حكومة مدريد، الذين صرّحوا مراراً بمواقف عدائية تجاه المغرب، انطلقت من خلال إدانة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ثم استقبال غالي، والتأكيد على أن الخطوة جاءت لأسباب إنسانية، قبل أن تتواصل من خلال التشبث بما قامت به الجارة الشمالية، وهو ما يجعل من تحويلها لشماعة، لرأب الصدع وارداً.

هذا، وسبق لوزارة الخارجية المغربية، أن نفت أن تكون الأزمة متعلقة بشخص غالي، وأكدت حتى قبل خروجه أن أو بقائه في إسبانيا لن يغير شيئاً، في ظل استمرار أصل المشكل، المتعلق بمواقف عدائية من طرف المملكة الإيبيرية، وتعامل مزدوج من طرفها مع الرباط، بالرغم من الشراكة المميزة والمهمة التي تجمع البلدين.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي