بعد مرور أكثر من سنة على المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، والذي انعقد خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير 2020، وتوج المحامي عبد اللطيف وهبي أمينا عاما لحزب التراكتور، ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لهذه السنة 2021، اندلعت خلال الأيام القليلة الماضية حرب جديدة داخل الحزب تمثلت في صراع التموقعات والاصطفافات وراء هذا القيادي أو ذاك.
وتجلت هذه الصراعات الطاحنة في التقاربات وتقليد المسؤوليات وهو ما جعل من بعض القياديين يحتلون الصفوف الأمامية في تدبير شؤون الحزب على غير التوقعات التي اعتبرت أن عبد اللطيف وهبي وحكيم بنشماس أصبحا خطين متوازيين لا يلتقيان.
واعتبر مجموعة من المتابعين والمحللين لشؤون حزب الأصالة والمعاصرة، أن المصالحة الأخيرة التي جرت بين التيارين: تيار عبد اللطيف وهبي وتيار حكيم بنشماس، كانت بسبب تدخل إلياس العماري، الذي وإن غادر الحزب ظاهريا فإنه لا يزال يلعب دورا هاما من وراء الستار، لأن الرجل يملك مجموعة من أوراق الضغط يوظفها في إشعال نار الخلافات التي غالبا ما تتمخض عنها صراعات طاحنة تتزيى بشعارات سياسية قديمة من قبيل التيار والرؤية والموقع والتموقع، بينما هي في الأصل خلافات شخصية وأحقاد يتم تصريفها ضد هذا الشخص أو ذاك.
فما هو دور إلياس العماري، القيادي السابق الأبرز في الحزب في عملية المصالحة، التي جرت قبل أيام، والتي هلل لها الكثير من الغاضبين السابقين داخل الحزب؟ فهل مُباركة عملية المصالحة من قبل يساريين داخل الحزب والمحسوبين على إلياس العماري يعني أن هذا الأخير نجح في دوره المتمثل في اللعب من وراء الحجاب؟ أو إتقان اللعب عبر ثانئية الظهور والتخفي مثل ثعلب محمد زفزاف؟.
مصدر موثوق من داخل حزب الأصالة والمعاصرة، قال في اتصال مع جريدة بناصا الإلكترونية، إن إلياس العماري بعيد جدا عن عملية المصالحة التي جرت خلال الأيام الأخيرة.
وأضاف القيادي، الذي رفض ذكر اسمه، أن إلياس العماري لا يتدخل في شؤون الحزب من قريب أو من بعيد، سواء بشكل متخف من وراء الستار كما جرت العادة أو بشكل علني ظاهر.
واعتبر أن المصالحة التي جرت خلال الأيام الماضية قد رفعت من جديد من رصيد ومكانة وهبي، وقوت من مكانته القيادية في عملية التفاوض مع الجميع، وخاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، كما أن هذه المصالحة حررته من الطوق الذي ضربته عليه فاطمة الزهراء المنصوري بعد انتخابه أمينا عاما للحزب.
وقال نفس المصدر في اتصال مع جريدة بناصا، بأن فاطمة الزهراء لعبت دورا مهما في الوقوف إلى جانب عبد اللطيف وهبي ووصوله إلى قيادة قمرة حزب “البام” خلال المؤتمر الرابع الذي جرى بمدينة الجديدة، وهذه المعلومة أصبحت معروفة وخاصة في المساحة الضيقة عند القياديين الذين تنافسوا على الأمانة العامة للحزب، وهو ما جعل فاطمة الزهراء المنصوري تعول على التحكم في عبد اللطيف وهبي بعدما طوقته بما قدمته له من دعم كبير في التربع على زعامة الحزب.
واسترسل المتحدث لجريدة بناصا بالقول بأنه بعد وصول عبد اللطيف وهبي إلى الأمانة العامة، فكر حينها مجموعة من القياديين ومنهم العربي المحرشي والمقربين منه بمنطقة الغرب ووزان في تأسيس حزب جديد أو الالتحاق بحزب آخر، وهكذا عقدت هذه المجموعة التي انضم إليها بعض الشباب من الأطلس وجهة الرباط مجموعة من اللقاءات التنسيقية، لكن في الأخير قرروا أن يفكوا القيد الذي فرضته فاطمة الزهراء المنصوري على عبد اللطيف وهبي وتحريره من الطوق المفروض عليه.
وهكذا، وبعد أن أُسندت رئاسة اللجنة الوطنية للانتخابات إلى القيادي محمد الحموتي وأصبح العربي المحرشي يلعب أدوارا هامة داخل التنظيم، وبعد عملية الصلح المبرمة مع حكيم بنشماس، والتي جرت خلال الأيام الماضية، أصبحت مجموعة فاطمة الزهراء المنصوري معزولة عن باقي المكونات الرئيسة للقيادة الجديدة التي أفرزتها المصالحة بين التيارين المتصارعين، وهو ما دفع هذه المجموعة إلى التشكيك في قدرة وهبي على جمع شتات الحزب و التصريح العلني أن يدي إلياس العماري تجر الخيوط وراء الستار.
تعليقات الزوار ( 0 )