شارك المقال
  • تم النسخ

هل يعوض جبل طارق موانئ إسبانيا لتسهيل مهمة عودة الجالية إلى المغرب؟

قرّر المغرب استثناء موانئ إسبانيا من عملية “مرحبا 2021″، للعام الثاني على التوالي، وذلك في سياق الأزمة الحالية التي تعيشها العلاقات بين الرباط ومدريد، على خلفية قبول حكومة الأخيرة استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، سرّاً، وبهوية مزورة، الخطوة التي كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس بين البلدين الجارين.

وأعلنت وزارة الخارجية المغربية، أمس الأحد، عن استقبال الجالية بحراً، في إطار عملية “مرحبا 2021″، “ستتم انطلاقا من نفس نقاط العبور البحري التي تم العمل بها خلال السنة الماضية”، وهو ما يعني إقصاء موانئ إسبانيا والثغرين المحتلين، على اعتبار أن النقاط التي عرفت رحلات بحرية صوب المغرب في الصيف الماضي، هي سيت في فرنسا، وجنوى بإيطاليا.

وتلقى العديد من أفراد الجالية الخبر بصدمة بالغة، سيما أولئك الذين كانوا يعولون على الصيف الحالي من أجل العودة إلى الوطن بعد قرابة السنتين من الغياب بسبب إجراءات التصدي لتفشي جائحة فيروس كوورونا المستجد، الأمر الذي دفع بعضهم إلى مطالبة الحكومة بربط الاتصال مع برطانيا لإتاحة ميناء جبل طارق لنقل المسارفين المقيمين إسبانيا صوب المملكة.

وتفرض الرحلات الجوية على أفراد الجالية عدم حمل العديد من الأمتعة التي تتيحها الرحلات البحرية، إلى جانب استحالة جلب السيارات، الأمر الذي من شأنه أن يصعّب من مهمة العودة خلال الصيف الحالي، سيما وأن هذه الإكراهات تنضاف إلى أخرى متعلق بتكاليف إجراء اختبار فيروس كورونا المستجد.

ولا يقل سعر إجراء اختبار فيروس كورونا المستجد عن 80 يورو، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من صعوبة عودة الأسر المغربية المقيمة في أوروبا، سيما تلك المكونة من عدة أفراد، نظرا للتكاليف الباهظة التي ستتحملها فقط للتمكن من التأكد من وضعيتها الصحية، مع احتمال أن يتضاعف الثمن للفرد، في حال السفر بحرا.

وأعرب مجموعة من أفراد الجالية في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أملهم في أن تتحرك الحكومة للتواصل مع المملكة المتحدة، من أجل إتاحة الفرصة لأفراد الجالية المقيمين في إسبانيا والبرتغال، للمجيء إلى المملكة بحراً، عبر ميناء جبل طارق الذي لا يبعد سوى ببضع كيلومترات عن مدينة طنجة شمال البلاد.

ومن شأن توصل المغرب وبرطانيا لاتفاق لإضافة ميناء جبل طارق إلى نقط انطلاق الرحلات البحرية إلى جانب سيت وجنوى، أن يتيح للجالية المقيمة في الجارة الشمالية، العودة إلى الوطن، وإحضار وسائل النقل والأمتعة التي لا يستطيعون حملها في حال جاءوا جواً، خصوصاً وأن أغلب المغاربة المقيمون بأوروبا، يعتبرون السيارة أمراً ضرورياً للرجوع للبلاد لقضاء العطلة الصيفية.

وبالرغم من الآمال التي يعلقها العديد من أفراد الجالية في إسبانيا على تحرك الحكومة للتواصل مع برطانيا بشأن إتاحة ميناء جبل طارق، إلا أن الخطوة تبدو صعبة للغاية حسب متابعين، لأنه من شأنها أت تخلق أزمة بين المملكة المتحدة وإسبانيا، إلى جانب أن الأخيرة بإمكانها عرقلتها عبر منع عبور المسارفين من في الحدود بينها وبين “جيبلارتار”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي