اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم أمس الأربعاء، بالعاصمة المصرية القاهرة، مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، بحضور رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، حسب بيان مصري رسمي.
والمثير في هذا البيان، تجاهل الرئيس المصري للقاء الأخير الذي جمع الأطراف الليبية ببوزنيقة في المغرب، حيث دعا السيسي كل الأطراف إلى الانخراط »الإيجابي « في مسارات حل الأزمة الليبية المنبثقة من قمة برلين برعاية الأمم المتحدة (السياسي، الاقتصادي، العسكري والأمني) و»إعلان القاهرة«، وصولًا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي» ستتيح للشعب الليبي الاستقرار والازدهار والتنمية« حسب البيان، دون الإشارة إلى المجهودات الكبيرة التي بدلتها الأطراف الليبية بدعم مغربي ورعاية الأمم المتحدة في بوزنيقة منذ أسبوعين.
ومرة أخرى، لوحظ أن المصريين يحاولون العودة باللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى الواجهة وفرضه كطرف في كل المفاوضات الجارية لحل الأزمة الليبية، بل يرى مراقبون أن حضور حفتر وعقيلة جنبا إلى جنب في القاهرة، هي محاولة من الداعمين لحفتر لتحجيم وتقليص دور صالح عقيلة السياسي في لعب دور داخل الأزمة الليبية، فالمصريون لازالوا يراهنون على دور لحفتر رغم أن خطابه الأخير هو إعلان حرب على كل المبادرات الجارية لحل الأزمة الليبية، وأن اتفاق ابنه مع معيتيقة في موسكو حول المنشآت النفطية يجعل من عائلة حفتر أمراء حرب في ليبيا ،لاعلاقة لهم بالدولة الليبية ووحدتها ومؤسساتها، بل يضعون أنفسهم في حالة اللادولة.
ومن الواضح جدا، أن تمسك المصريين باللواء المتقاعد خليفة حفتر هو انحياز مصري لخيار الحرب والفوضى واللادولة في ليبيا، وما وجود عقيلة صالح بالقاهرة إلى جانب حفتر إلا محاولة لإعادة صالح عقيلة إلى ماوراء خيار الحرب والفوضى، وتكسير الدور السياسي الذي بات يلعبه كرجل التمثيلية في الشرق الليبي.
ويطرح حدث جمع القاهرة لحفتر وعقيلة أياما معدودات قبل عودة وفدي النواب والمجلس الرئاسي إلى المغرب، تساؤلات حول ماذا تريد القاهرة في ليبيا ؟ هل تريد السلم أم الحرب؟ ولماذا تتجاهل في كل مرة الاتفاقات الليبية – الليبية في المغرب من الصخيرات إلى بوزنيقة؟ ولماذا تُصر في كل مرة على محاولة إخفاء دور سياسي لعقيلة صالح بإخراج ورقة حفتر العسكرية؟ هل فعلا يريد السيسي والقاهرة الاستقرار في ليبيا؟
- رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني
تعليقات الزوار ( 0 )