قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، “إن حزب العدالة والتنمية دخل منذ نهاية التسعينيات في منطق التكيف الاستراتيجي، حيث طغت البراغماتية والخطاب السياسوي على الإطار المرجعي الأيديولوجي للحزب”.
واستهلت الأسبوعية الفرنسية، في تقرير لها يوم أمس (الجمعة)، للصحافية نينا كوزلوفسكي، “أن الإسلام السياسي في المغرب يسير نحو الهلاك، بعد انصرام 10 سنوات من تدبير حزب “المصباح” للشأن العام، وفق ما ذهب إليه أهل السياسة في المغرب”.
ولفتت المجلة، إلى أن الحزب، انتقل من “العمل السري إلى النشاط الشرعي”، وفق تعبير الخبير السياسي محمد طوزي، و”أن حزب العدالة والتنمية، أصبح أخيرا حزبًا لإدارة الشؤون العامة، محافظا وقوميًا قويًا، ذو نكهة إسلامية طفيفة، لا أكثر، أو بعبارة أخرى، “حزب حكومي”.
وأضاف المصدر ذاته، “أن هناك العديد من الأمثلة على هذا التحول: حيث أن حزب العدالة والتنمية، وهو من أشد المدافعين عن التعريب، اعترف باستخدام اللغة الفرنسية في تدريس المواد العلمية، كما قبل استئناف العلاقات الرسمية مع إسرائيل مؤخرًا، مقدما جملة من التنازلات”.
سيناريو الانفجار الداخلي
وأبرزت المجلة ذاتهأ، أن “حزب العدالة والتنمية يظل حزبا”، إلا أن الشخص الوحيد الذي يمكنه تفجير بيت هذا الحزب هو بنكيران.، لاسيما إذا قرر بدء حركة جديدة، فسيتبعه غالبية الناس، وترجع الشعبية التي يتمتع بها الحزب في الأساس إلى بنكيران.
ومع ذلك، فإن عبد الإله بنكيران، ساند في 23 دجنبر، رئيس الحكومة الحالي، وخرج عن صمته في بث مباشر على صفحته بالفيسبوك، للدفاع عن رفيقه العثماني الذي تعرض لانتقادات شديدة في موضوع التطبيع مع إسرائيل.
كما دعا بنكيران إخوانه إلى “الهدوء وضبط النفس” وأكد أنه لا يحق لأحد التراجع عن القرارات الملكية، كما تحدث عن الضغط الذي يمارس على العثماني، وأكد أن استقالته المحتملة من الحكومة ستؤدي إلى “أزمة خطيرة للبلاد”.
وفي هذا الإطار، قال الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، إدريس جنداري، إنّ حزب “الببجيدي”، يعيش على صفيح ساخن، مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التي تهدده بالاندحار.
تسيير الشأن العام أكبر من لعبة دعوية استقطابية عابرة
وأوضح، في تصريح لجريدة “بناصا”، أنه ضمن هذا السياق المتسم بالتردد والريبة، خرج مجموعة من شباب الحزب بمبادرة للنقد والتقييم تطالب بعقد مؤتمر استثنائي قبل موعد الاستحقاقات الانتخابية، وقد تجاوز عدد الموقعين عليها الألف، مما اضطر مكتب المجلس الوطني للحزب إلى تبنيها.
وأضاف، لا يهمنا، كمتابعين، ما ساقه أصحاب المبادرة من تبريرات تبدو بعيدة عن الأمر الواقع، وخصوصا ما يتعلق منها بالتفاعل مع موقف الحزب من (التطبيع)، فوضعية الحزب باتت مترهلة نتيجة فشله المدوي في تنزيل مثالياته الدعوية على أرض الواقع، لأن تسيير الشأن العام أكبر من لعبة دعوية استقطابية عابرة.
وشدد جنداري، صاحب كتاب «المسألة السياسية في المغرب»، على أنه مباشر بعد خروج المبادرة، تم ربطها بالأمين العام السابق (عبد الإله بنكيران)، باعتبارها خطوة تمهد لعودته إلى قيادة الحزب.
لكن، الأسئلة التي تطرح نفسها، بإلحاح، يتساءل جنداري، ما الجديد الذي يمكن لـ(بنكيران) تقديمه للحزب، وهو الذي أشرف على ولايتين متتاليتين أنهاهما بـ(بلوكاج) حزبي وحكومي ؟ هل يمكن للشعبوية (البنكيرانية) أن تجد لها موطئ قدم في وضع سياسي جديد أصبح ينحو نحو البرجماتية السياسية؟.
“إن مجرد التفكير في إعادة ترميم (البنكيرانية ) يعتبر مظهر أزمة حزبية يعاني منها البيحيدي، وسيكون لها ما بعدها”، يردف المتحدث ذاته.
الخيار الدعوي الإسلاموي أصبح من الماضي
ويرى جنداري، أن حقيقة الأمر، التي يسعى البيجيدي إلى إخفائها، هي نهايته كرؤية سياسية انبثقت في سياق الربيع العربي، وما لم يسارع قادته الخطو لتغيير المسار فإن الاصطدام بالجدار هو مصيره المحتوم.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه لا يمكن للمغرب أن يستمر كجزيرة معزولة عن محيطه الدولي والإقليمي، فالخيار الدعوي الإسلاموي أصبح من الماضي، ولا يمكنه أن ينبعث من رماده مثل طائر الفينيق الأسطوري.
وأضاف، أن مرحلة ما بعد كورونا، تحتاج قوى سياسية بنفس برجماتي يتجاوز الجعجعة الإيديولوجية، والبيجيدي لا يمكنه أن ينجز هذه المهمة لأنه دون مستواها، سواء على صعيد نخبته الحزبية المترهلة، أو على صعيد مشروعه السياسي المفارق للنزوع الواقعي البرجماتي.
التطبيع مع دولة إسرائيل ليس بسياسة و إنما ذلك لمصلحة الوطن و المغرب ليس له عدو في العالم ، فأغلبية الإسرائيليين مغاربة ولا يمكننا التخلي عنهم
فيهم يحبون بلدهم الأم المغرب و ملكهم .