يُواصل مجموعة من أتباع جبهة البوليساريو الانفصالية، تهديد مجموعة من أعضائها السابقين المقيمين بمدن الجنوب المغربي، ممن راجعوا أفكارهم السابقة، وقرّروا العودة إلى أرض الوطن، أو من الفئة التي قررت البحث عن مشروع سياسيّ جديدٍ بعيد عن جماعة الرابوني، التي ظلّت حبيسة عقلية سبعينيات القرن الماضي، وفق منتقديها.
وتلقى الصحافي بادي عبد ربو، القاطن بمدينة العيون المغربية، إلى جانب الطاقم الذي يشتغل معه في قناة “الغربية” على الإنترنت، تحريضاً على القتل، من قبل الشخص المدعو بلاهي ولد جعيدر، المقيم بمخيمات تندوف بالتراب الجزائري، وهو ابن أخت إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وواصل أتباع جماعة الرابوني، التحريض على قتل بادي، في مجموعة من التسجيلات التي توصلت “بناصا”، بنسخ منها، حيث اعتبر المهدّدون بأن قتله “واجب وطني مقدس”، وقال أحدهم: “والله لو التقيت به، سأقتله ثم أقضي السجن المؤبد، لأن قتله واجب وطني مقدس”، مضيفاً: “هذا خائن، وأي صحراوي يشعر بانتمائه للصحراء، من واجبه أن يقتله”.
وجاءت التهديدات في مجموعات على تطبيقات التراسل الفوري، من بينها مجموعة تحمل اسم “كتيبة التصدي للخونة”، والتي تضم أتباع الجبهة الانفصالية في مخيمات تندوف وأوروبا وأيضا في الداخل المغربي، وتضمنت مصطلحات تستعملها التنظيمات الإرهابية، مثل ما ورد على لسان الشخص الأخير، الذي واصل التحريض بالقول، إن “بادي يعتقد أنه صحافي، وهو مجرد رويبضة مرتزق، وفي قتله وأمثاله من الرويبضات الخونة شهادة”، حسبه.
وأكد مصدر مطلع لـ”بناصا”، بأن التهديدات الحديثة التي تعرض لها، نشرها أصحابها في تهديدات على مجموعات على تطبيقات التراسل الفوري واتساب، وهذه المجموعات بها أتباع للجبهة من مدن الصحراء المغربية، مثل السمارة، وهو ما يعني أن الأشخاص يتبنون نفس الأفكار، ويؤمنون بقتل معارضي طرح جماعة الرابوني.
وكشف المصدر ذاته، بأن الغاية من نشر التحريض على القتل في مجموعات بتطبيقات التراسل الفوري، هو أن تصل للصحراويين الذين يتبنون الطرح نفسه داخل مدن الصحراء المغربية، لينفذوا العمليات، لاسيما وأن التهديد الذي أطلقه ولد جعيدر، ضد بادي، يطلب من سكان المنطقة، أن يتحركوا ويقتلوا الصحافي.
ونبه المصدر إلى أن الأشخاص المتواجدين في هذه المجموعات، ممن يقطنون في مدن الصحراء المغربية، ينتمون للهيئة التي أسستها أميناتو حيدر قبل بضعة شهور، والتي أثارت الجدل نظرا لتسميتها المستفزة التي تصف فيها السلطات بـ”الاحتلال”، والتي فُتح في خطوة إعلان خروجها للعلن، تحقيق قضائي لم تظهر نتائجه لحد الآن.
وقال بادي عبد ربو، في تصريح لجريدة “بناصا”، إنه سيتوجه بشكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالعيون، ضد الأشخاص الذين حرّضوا على تصفيته جسدياً، في مجموعات بـ”واتساب”، والتي يتواجد بها مؤيدو الطرح الانفصالي ممن يقيمون بمدن الصحراء المغربية، مدعّماً بتسجيلات ومقاطع فيديو وأرقام هواتف أعضائها، لتأكيد ما تعرض له برفقة مجموعة من زملائه.
وطالب نشطاء بضرورة تحرك النيابة العامة وفتحها لتحقيق في موضوع التحريض على القتل، وتحديد المتورطين ممن يقطنون داخل المدن المغربية وتقديمهم للعدالة، بغيةَ تفادي أي جريمة محتملة من شأنها أن تودي بحياة مواطن مغربي، وتنقل صورة مُشوّهة عن الأقاليم الجنوبية للمغرب؛ بإظهار أنها لا تعيش في استقرار وأمان.
يشار إلى أن مجموعةً من الفاعلين السياسيين والحقوقيين سبق وطالبوا، بتصنيف جبهة البوليساريو الانفصالية، ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، نظرا للسلوكات التي تقوم بها، على رأسها التعذيب والقتل خارج القانون، مثل ما يقع داخل سجن الرشيد، والسطو على سيارات المدنيين؛ مثل ما كان يقع بمعبر الكركارات، إلى جانب التحريض على قتل المخالفين لطرح جماعة الرابوني.
تعليقات الزوار ( 0 )