شارك المقال
  • تم النسخ

هل يؤثر قرار الجزائر “قطع العلاقات الدبلوماسية” مع المغرب على المملكة؟

عكس الادعاءات التي تروجها بعض وسائل الإعلام الجزائرية، فإن أغلب المراقبين يجمعون على أن قرار “قصر المرادية” قطع علاقاته مع المغرب، لن يكون له أي تأثير، عكس توقف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، نظراً لأن التواصل بين المملكة وجارتها الشرقية، كان شبه منعدم طوال السنوات الماضية.

وسعت مجموعة من الصحف الجزائرية، الحديث عن التأثير المحتمل لقرار رئاسة الجمهورية، وهو ما رآه مراقبون، محاولات لتوجيه الأضواء صوب المملكة، وإبعادها عن ما تشهده الساحة الداخلية للبلاد، التي يرى عدة خبراء، ومن بينهم الإسباني بيدرو كاناليس، بأنها ستكون المسرح الحقيقي لتأثيرات خطوة قصر المرادية.

واعتبر الناشط الحقوقي والمدون المهتم بحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، الفاضل ابريكة، بأن المغرب “قطعا لن يتأثر بقطع العلاقات الذي يزمر له عسكر الجزائر الذين وظفوا كل شيء في اغتناء الأسلحة العصرية التي ستكون غنيمة بأيدي الجنود المغاربة في اندلاع أي مواجهة قادمة، ومن غباوة هؤلاء الجنرالات أنهم يتصورون أن حشودهم ومناوراتهم بأبناء الجزائر الأبرياء، تخيف الجيش الملكي”.

وقال ابريكة، إن القوات المسلحة الملكية المغربية، خبرت المعركة، وتربت في كنف الصحراء، وألهمتها التجربة التكيف مع كل الظروف، مضيفاً أن النظام الجزائري “لا يدرك أن المغرب قوة ناهضة اقتصادية تسيره قوة فكرية رائدة على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي في التصنيع والبنى التحتية وكل ما لديه اليوم في السوق النشطة لا تربطه أية علاقة بالدولة الجزائرية”.

وأوضح أنه “رغم محاولات العسكر اليائسة والبائسة المس من مصلحته، بسرقة أصول الشركات المغربية نهارا جهارا بأمر من تبون رئيس الدولة الجزائرية، لم تتأثر وتأكدت بأنها تتعامل مع نظام مارق بني علي التلصص، أما الجوانب الأخرى فلا توجد عوامل اقتصادية ولا ثقافية ولا علمية ولا تعليمية ضاغطة تمكن نظم العسكر الجزائري، من الضغط علي المغرب بقطع العلاقات.

ونبه ابريكة، إلى أن “النظام الصناعي والتجاري والعلمي بالمغرب يتمتع بالاكتفاء الذاتي ومحصن من أيادي نظام الجزائر”، مسترسلاً: “لنحتكم للشعوب المغاربية ما هو مستوى معاشها وهي العنايات الاجتماعية التي تجد في أنظمتها ولنسأل الشعب الجزائري، ونسنتطقه عن ما يلاقي على أياي نظام الجنرالات، وما حالة شعب القبائل المنتفض، إلا أكبر دليل بأن الجزائر، تئن تحت قبضة حكام من اللصوص”.

وأشار ابريكة، إلى أن استبشار أتباع البوليساريو، بقطع العلاقات الجزائرية المغربية، غباء، لأنهم “لا يدرون بأن كل خلاف بين البلدين يزيد من معاناة الصحراويين الذين يعيشون بمخيمات تندوف”، مختتماً: “كان من باب الحكمة والسياسة أن تصدر الجبهة بيانا سياسيا حكيما تطالب فيه الأطراف بالحكمة والتبصر ووضع مصالح شعوبهم قبل مصالح جنرالاتهم”.

ونبه إلى أن الجزائر، ورغم كونها دولة نفطية وغازية كان بإمكانها أن توفر لمواطنيها دخلًأ محترماً وعملة قوية، وبنى تحتة متكاملة، وآليات ديمقراطية شفافة، ومساواة في الحقوق، وكان يمكن أن تكون قوة اقتصادية، إلا أن كل ذلك لم يحصل، لأن “العسكر أنفق الثروة للتسلح، فالدينار الجزائري يعيش الانهيار، والمؤسسات مفلسة، وأنظمة العسكر والمدنيين الذين يدورون في فلكهم، يتبادلون الأدوار لنهب خيرات الوطن الواقع في قبضة العسكر منذ الاستقلال”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي