تسبب الحجر الصحي بالمغرب وفي مختلف دول العالم في تداعيات اجتماعية ونفسية ناتجة عن غياب الأنشطة الخارجية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما جعل البعض يتخوفون من التأثيرات النفسية المستقبلية على الحالة النفسية للأفراد، وخاصة فئة الأطفال.
خوف وقلق
يؤكّد أطباء نفسيون أن وجود الأطفال في المنزل دون الحق في مغادرته والبقاء بعيدا عن زملائهم في أمر جديد لم يعتادوا عليه، ويعد مثيرا للإحباط، ومبعثا على القلق سواء بالنسبة للصغار أو الكبار، معتبرين أنه أيا كانت الشريحة العمرية للأطفال، فإن فترة الحجر الصحي ستكون لها تأثيرات حقيقية على واقعهم اليومي، وبالتالي فإن الأطفال يواجهون مشاعر الخوف والقلق كما يطرحون العديد من الأسئلة حول ما يجري حولهم.
الابتعاد عن التأويلات
ويعتبر المتخصصون أن تشجيع الطفل على الحديث عما يدور بذهنه يعد أمرا جيدا، وأنه من الواجب تفادي ترك الطفل فريسة لتأويلاته الشخصية، كما ينصحون بالتقليل من تعرض الأطفال لتدفق المعلومات والمعطيات عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن تطور الوضعية الوبائية لجائحة فيروس كورونا المستجد، مع التأكيد على أهمية تقديم تفسير هادئ للوضع وسبب ملازمة الأسر للبيوت.
دعم أسري
وللأسرة دور حاسم خلال فترة الطوارئ الصحية، بحيث من اللازم عليها أن توضح للطفل أن الالتزام بتعليمات فترة الحجر الصحي تشكل عملا مسؤولا يجعلهم فاعلين في خدمة بلدهم، والدور المنوط بالآباء والأمهات يتمثل في تقديم تفسير للوضع بلغة مبسطة وواضحة، وجعلهم يستوعبون أن الأمر لا يتعلق بعقوبة بل مبادرة مسؤولة، في انسجام أسري رهين بتدبير الوالدين لهذه الفترة، بغية مواكبة أفضل للأطفال.
وعلى العائلات أن تضطلع بمسؤولياتها تجاه تأمين الصحة النفسية للأطفال خلال فترة الحجر الصحي، مع ضرورة قضاء الأطفال ساعات معينة خلال اليوم في النوم والأكل والدراسة إضافة لممارسة الألعاب، لأنها تبقيهم أكثر فعالية وتبعدهم عن البيئات السلبية خلال مرحلة الحجر الصحي، ومحاولة الإجابة عن أسئلتهم بالمعلومات اللازمة عن الفيروس بطرق مختلفة وبحسب فئاتهم العمرية وبقدر ما يحتاجون إليه.
ما بعد الحجر الصحي
من بين الهواجس المؤرقة للأسر هي الصعوبات التي قد تواجهها من أجل استعادة نمط عيشها الطبيعي، خاصة ما يتعلق بالإبقاء على تيقظ الأطفال واستئنافهم للسير الطبيعي لمختلف الأنشطة الحياتية الاعتيادية.
وفي الصدد، يؤكد الأخصائيون أن وتيرة الحياة تشهد تغيرات جذرية خلال فترة الحجر الصحي، حيث تطرأ تعديلات على مواعيد تناول الوجبات أو النوم سواء بالنسبة للأطفال أو الكبار، وهو الأمر الذي يعد طبيعيا، وأن الأطفال سيكونون بحاجة لأسبوع قبل الاعتياد على نمط الحياة الطبيعي، إذ سيتعين عليهم مواكبة التحول بشكل تدريجي، على المستوى النفسي وأيضا الجسماني لتفادي الإرهاق، ويتعين التعامل بمرونة مع وضعية الأطفال.
تعليقات الزوار ( 0 )