شارك المقال
  • تم النسخ

هل قامت الأحزاب باستمالة شخصيات مشهورة من أجل “دعاية غير مباشرة”؟

زادت الخرجة الإعلامية الأخيرة للشيخ عمر القزابري من الشكوك التي أبداها قبلا عدد من المغاربة، حول قيام بعض الشخصيات المعروفة من مجالات مختلفة بحملات دعاية غير مباشرة لفائدة أحزاب معينة، وقد رأوا في الأمر استخفافا بعقول الشعب المغربي واستهزاء بذكائهم، خاصة وأن الدعاية وإن كانت غير مباشرة في الشكل، إلا أنها كانت واضحة الهدف والمضمون.

وقد ظهر القزابري في خرجته الإعلامية وهو يغدق على أحد القادة السياسيين بعبارات الثناء والمدح والتقدير، وأطال في ذكر حسنات الرجل الكثيرة وكيف أن له أعمال خير وإحسان يحرص على إبقائها في السر، كما أبدى إعجابه بكمية التواضع التي يمتلكها والتربية الحسنة التي تبدو على ملامح وجهه وبين ثنايا كلامه.

كما بدا الشيخ نفسه وهو يقدم بعضا من الحوار الذي دار بينهما، كطلب السياسي الدعاء له ولصاحب الجلالة ولباقي أفراد الشعب المغربي لتجاوز هذه الفترة الحرجة التي تعيشها البلاد، والرجوع سريعا إلى الحياة الطبيعية.

ولم يكن القزابري وحده من أثار الشكوك بين المغاربة حول احتمالية قيام عدد من الأحزاب السياسية، من استمالة خفية للشخصيات المشهورة للقيام بحملات دعائية غير مباشرة، بل هناك عدد كبير آخر من مجالات مختلفة كالتمثيل والمسرح والموسيقى والصحة وعدد مهم أيضا من الأكاديميين والجامعيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد عاينت جريدة بناصا، منشورات مجموعة من هذه الوجوه المعروفة، والتي كانت وبشكل اعتبره البعض واضحا جدا، ذات حمولة دعائية، كما كانت تميل كلها لمصلحة حزب دون آخر، ولفائدة مرشح معين أيضا دون غيره.

كما تتبعت بناصا عددا من ردود الفعل التي صاحبت موجة “الدعاية غير المباشرة” هذه، وقد جاء أغلبها مستنكرا لما أقدمت عليه وجوه معروفة في التأثير على الناخبين ومحاولة توجيه أصواتهم نحو مرشح معين، كما عبر جزء منها على استغرابه قبول البعض منهم الإقدام على هذه الخطوة وتغليب مصالحهم على مصالح عامة الشعب.

وقد انتقدت تدوينة موجة الدعاية غير المباشرة هذه، فكتب صاحبها ” التأثير على الشعب المغرب يكون بالوعود القابلة للتحقق وبالبرامج الانتخابية الكفيلة بتحسين الأوضاع الحالية، وليس باستغلال وجوه ألفها الشعب المغربي من أجل القيام بدعاية غير مباشرة هدفها خدمة حزب معين”.

فيما جاء في تدوينة أخرى ” فاش كتشوف شخصيات معروفة كدير حملات دعائية بشكل غير مباشر لأحزاب، كيبقا فيك الحال كمغربي، ماشي حيث قبلوا هوما يديرو هاد شي، ولكن حيث شافو فبزاف ديال المغاربة لكانو كيبغيوهم، ناس لساهل يضحك عليهم وتأثر عليهم”.

وكتب صاحب تدوينة ثالثة ” حتى وإن كان خروج البعض خروجا لم تُمله جهة معينة، إلا أن الظرفية كانت تستدعي تأجيل أي نوع من الدعاية لجهة دون أخرى إلى وقت آخر، كما أن اختيار هذا التوقيت بالذات، يثير أكثر من شك حول مصداقية ونزاهة كل من قام بهذا الشكل الدعائي غير المباشر”.

يذكر أن هذا النقاش قد تمت إثارته منذ مدة، بعد أن اتجه فنانون مغاربة ومؤثرون بمواقع التواصل الاجتماعي إلى إثارة الشك في نفوس المغاربة بعد أن كانت عدد من منشوراتهم الافتراضية وخرجاتهم الإعلامية تقوم بترجيح كفة حزب على آخر، وتبدو وكأنها تقوم بدعاية غير مباشرة مدفوعة التكاليف.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي