شارك المقال
  • تم النسخ

هل فتحت الرسائل الألمانية الإيجابية مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الأوروبية؟

قبل نهاية سنة 2021، قرر المغرب إعادة سفيرته زهور العلوي إلى برلين، بعد أن أعربت حكومة برلين الجديدة بقيادة أولاف شولتز، عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي، كحل للنزاع المفتعل في الصحراء، قبل أن يعود الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ويوجه دعوة إلى الملك محمد السادس لزيارة بلاده من أجل فتح شراكات جديدة.

وجدّد شتاينماير، على أن خطة الحكم الذاتي تعتبر “أساس جيد” لحل النزاع في الصحراء، مشيداً في السياق نفسه، بـ”المقاربات المبتكرة في مكافحة تغير المناخ وانتقال الطاقة”، التي طورها المغرب، إلى جانب تويهه بالإصلاحات الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس في المغرب، والتي مكنت من تحقيق العديد من الإيجابيات.

مجلة “أتالايار” الإسبانية، قالت إن خبراء يرون أن موقف برلين الجديد تجاه المغرب، يعكس الموقف الأوروبي الرامي إلى تعميق علاقات الشراكة مع الرباط، مع مراعاة مصالحها الوطنية وأمنها القومي، حيث نقلت عن المحلل السياسي المغربي أمين صوصي العلوي، قوله، إن رسالة شتاينماير، “دليل على أن السياسات المستقبلية ستكون منسجمة مع السياق الحالي، وستتعامل مع الرباط كشريك استراتيجي”.

علاوة على ذلك، تضيف المجلة أن العلوي يرى في التغيير في السياسة الخارجية الألمانية تجاه المغرب محاولة من برلين لـ”الحفاظ على مصالحها، خاصة أن تحالفات المغرب الدولية أصبحت قوية ومتنوعة وشعبية للغاية داخل وخارج الاتحاد الأوروبي”، متابعةً أن حلفاء الرباط الرئيسيين، هم الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإسرائيل.

ومن جانبه، يقول الصحافي المغربي محمد ماموني العلوي، إن جهود فرنسا هي الأخرى، لتعزيز الشراكة مع المغرب، لاسيما في ظل علاقاتها المتوترة مع النظام الجزائري، ملحوظة، موضحاً أن “انخراط فرنسا وألمانيا مع المغرب يأخذ في الحسبان الحاجة الأوروبية لدور الرباط في قضايا الأمن والهجرة”.

وأوضحت المجلة، أن الرباط تأمل في تعزيز علاقاتها مع باريس، خصوصاً أن فرنسا تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، مبرزةً أن الظروف غير المستقرة في شمال إفريقيا، وصعوبة إبرام اتفاقيات ملزمة مع دول المنطقة، تجعل المغرب الشريك الرئيسي لأوروبا في المنطقة، بالنسبة لقصر الإيليزيه.

وشددت على أنه، رغم خلافات الماضي، إلا أن المغرب ما يزال شريكاً رئيسيا للاتحاد الأوروبي، لاسيما في مجال الهجرة، مشيرةً في السياق نفسه، إلى أن العلاقات بين الرباط ومدريد، يمكن أن تتحسن بعد الانقطاع الدبلوماسي الناجم عن دخول إبراهيم غالي زعيم البوليساريو، إلى المملكة الإيبيرية، بشكل سري، وبهوية مزورة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي