شارك المقال
  • تم النسخ

هل ستؤثر شروط بنموسى على جاذبية المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح؟

بالإضافة إلى الجدل الواسع الذي أثارته التعديلات الأخيرة لوزارة التربية الوطنية على شروط الترشح لاجتياز مباريات التعليم، كان هناك نقاش آخر قد أُثير حول التأثير الذي ستُحدثه هذه التعديلات على جاذبية المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح.

ولأن الواقع المعيش يبين أن السواد الأعظم من خريجي الجامعات المغربية يجدون ضالتهم في مباراتي التعليم والشرطة، للأعداد الكبيرة التي يعلنون عنها سنويا، فإن ما حملته الشروط الجديدة قد دفع عددا من المغاربة إلى التعبير صراحة عن أن الجامعات المغربية ذات الاستقطاب المفتوح قد فقدت شيئا من جاذبيتها، وبأن التعديلات المذكورة ستؤثر لا محالة على أعداد المسجلين فيها كل عام.

بل وذهب آخرون في التعبير عن امتعاضهم إلى المطالبة بإغلاق الجامعات، معتبرينها ستصير وسيلة فقط لتفريخ جيوش من العاطلين كل عام، وبأنه مادام أن سوق الشغل اليوم قد صار يضيق على خريجيها بشروط غير مقبولة، فلا معنى لاستمرارها.

وقد أعتبر هشام المراكشي، الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بالجديدة، في تدوينة منشورة على حسابه الشخصي، أنه إن تم اجتياز مباراة التعليم اعتمادا على التعديلات التي تمت أخيرا، فإنه يجب إقفال الجامعات، وبرر الأستاذ موقفه بتصريح للكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، والذي أكد أن التعليم في السنوات القادمة سيقتصر على خريجي الإجازة في التربية.

وقد لقيت التدوينة موجة تفاعل كبيرة عبر من خلالها رواد مواقع التواصل عن فقدان أملهم في الحصول على وظيفة بالشهادة الجامعية، وكتب أحدهم ” لي تخرج من شي جامعة عمومية حسن لينا نهاجروا، لانه غا ضيعنا هنا السنوات ديال القراية وفالأخير الخدمة مكيناش”.

وعن إمكانية الاقتصار مستقبلا على خريجي كليات علوم التربية فقط، جاء في أحد التعاليق ” غير مفهوم أن الوزارة تتجه إلى الاقتصار فقط على خريجي علوم التربية، على أساس الخريجين لي فشعب الفلسفة والتاريخ والجغرافيا والآداب بكافة فروعها بعد التخرج لمتوجهوش التعليم فين غيمشيو، لا غيضيعو سنوات كثيرة من عمرهم وعلاش غتصرف عليهم الدولة لمكانتش غتستفد منهم”.

وقد تقاطعت تعليقات عديدة في أن الأجازة الأساسية الممنوحة من الجامعات المغربية قد فقدت ما تبقى من قيمتها، ولم تعد اليوم أمام هذه التعديلات التي تم الإعلان عنها أخيرا تساوي أي شيء، فيما دعا آخرون إلى وقف الشعب التي لا تشفع لخريجيها بالتقدم للمباريات المهنية، والتي لا تمنحهم أملا في الحصول على وظيفة يحسنون بها من أوضاعهم الاجتماعية.

يأتي هذا بعد أيام من إعلان وزارة التربية الوطنية عن اعتمادها شروطا جديدة للراغبين في التقدم لاجتياز مباراة التعليم، كان أبرزها تسقيف السن في ثلاثين سنة، وفرض انتقاء أولي على جميع المترشحين باستثناء خريجي كليات علوم التربية، وكذا اشتراط أن لا يكون المترشح على علاقة تعاقدية مع إحدى مؤسسات التعليم الخصوصي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي