شارك المقال
  • تم النسخ

هل راحت إسبانيا ضَحِيةً للاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المُتحدة وإسرائيل؟

في الذكرى الأولى لمرور سنة على الاتفاق الثلاثي الذي جمع بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وفي ظل المنافع الكثيرة التي كسبتها المملكة جراء هذا الاتفاق، تبرُز إسبانيا كطرف رابع، ليس كمُنتفع من هذا التحالف، ولكن كضحية له كما سماها عدد من الخبراء والمختصين.

وقد عانت مدريد من أثر هذا الاتفاق على المغرب، التي رأت سواء عبر مسؤوليها الرسميين أو عبر إعلامها أن المملكة قد صارت تتخذ مواقف أكثر جرأة، وبأنها قد أضحت قوة إقليمية في المنطقة يجب أن يُحسَب لها ألف حساب، إضافة إلى تصريح لدبلوماسي إسباني سابق قال فيه “يجب على حكومة بيدرو سانشيز ألا تُغضب المغاربة”.

ولم تقتصر معاناة الإسبان على شق واحد فقط، بل انقسمت معاناتهم على كفتين، كفة أولى تحمل اعترافا بمغربية الصحراء من القوة العظمى بالعالم، وكفة ثانية تحمل اتفاقات تعاون عسكري مع إسرائيل.

ضغط الاعتراف الأمريكي

أوقع اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على كامل أقاليمه الجنوبية ضغطا هائلا على الحكومة الإسبانية، والتي صارت في وضع صعب يُحتم عليها اتخاذ خطوة إيجابية تُجاه الملف.

وقد أشارت جريدة “لاراثون” الإسبانية، إلى أن إعلان ترامب قد دفع المغرب إلى توقع الأمر نفسه من باقي شركائه الأوروبيين، وصار يُطالب، بدءا من إسبانيا، أن تنحوا الدول الأوروبية مثل ما نحته أمريكا.

كما اعتبر عدد من الخبراء والمختصين أن الخطاب الملكي الذي جرى بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، والذي أكد فيه الملك أنه“من حقنا أن نتوقع مواقف أكثر جرأة وأوضح من شركائنا” بشأن “وحدة أراضي المغرب”.، يُعتبر إشارة قوية وواضحة على أن المملكة لن ترضى بعودة علاقاتها مع إسبانيا كما كانت من دون تقديم مدريد لمقابل يرتبط غالبا بملف الصحراء المغربية.

ضغط التعاون العسكري مع إسرائيل

تنامى التوجس الإسباني بعد زيارة ويزر الدفاع الإسرائيلي للمغرب، حيث إن إبرام اتفاقيات تعاون أمنية بين الرباط وتل أبيب، أثار العديد من ردود الأفعال بالجارة الشمالية، ودفعها للتخوف من التهديدات التي يمكن أن يحملها هذا التقارب بين البلدين.

وقد سبق وأشارت مصادر إعلامية من مدريد إلى أن الاستخبارات الإسبانية قد حذرت حكومة بيدرو سانشيز من “الخطر” الذي قد يمثله التقارب المغربي الإسرائيلي على “الأمة الاسبانية”.

وتابعت المصادر ذاتها أن الاستخبارات قد  أوردت في تقريرها أن”مصالح مدريد في المتوسط قد تتهاوى بفعل هذا التقارب المتزايد”، مؤكدة على أن “التعاون المغربي الإسرائيلي يشمل بناء قاعدة عسكرية بالقرب من حدودنا الوطنية، ويتجاوز هذا المشروع إطار اتفاقات أبراهام التي يعتبر المغرب من أصحاب المصلحة فيها”.

كما وصفت المصادر الإعلامية الإسبانية تقرير الاستخبارات ب” المُقلق”، وأضافت بعضها “”نعلم جميعا أن الأمة الإسبانية في خطر، اللوبي اليهودي هو الأقوى والأكثر نفوذا في العالم. ونتيجة لذلك، فإن التقارب بين الرباط وتل أبيب يضع المغرب في موقع قوة ويزيد نفوذه بشكل كبير في المنطقة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي