شارك المقال
  • تم النسخ

هل توصل فوزي لقجع برسالة أحمد المرزوقي المعتقل السابق في سجن تزمامارت؟!

يحكي المعتقل السياسي السابق أحمد المرزوقي في مذكراته “الزنزانة رقم 10″، كيف أن المعتقلين في سجن تزمامارت، وعلى رغم الظلم والأهوال والجحيم الذي كانوا يعيشونه في هذا المعتقل سيء الذكر، لم يمنعهم ذلك كله من الالتفاف حول راديو “ترانزيت” من أجل مواكبة إنجازات المنتخب الوطني المغربي بكاس العالم مكسيكو 1986، وكيف كانت فرحتهم كبيرة، وهم يتابعون في وقت جد متأخر من الليل ملحمة “غوادالاخارا”، عندما تمكن زملاء بادو الزاكي من هزم المنتخب البرتغالي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، والإعلان عن تأهل أسود الأطلس للدور الثاني للمونديال، كأول منتخب عربي وإفريقي ينال هذا الشرف.

معتقلون قضوا زهاء 20  سنة في سجن تازمامارت الرهيب، تكبدوا فيها كل أنواع التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي، منهم من قضى نحبه، ومنهم من بقي يطارد الموت كل لحظة وحين، وبالرغم من ذلك عندما نادى الوطن ولو عن طريق المنتخب الوطني، وقفوا وقفة رجل واحد خلف مذياع عتيق من أجل تشجيع ودعم  منتخب بلادهم وهو يخوض ثاني مشاركة مونديالية في تاريخه، وعبروا عن فرحهم وابتهاجهم بنصر كروي ولو من وراء قضبان.

تشاء الأقدار ويغادر أحمد المرزوقي السجن، ويتأهل المنتخب الوطني المغربي للمرة السادسة لأكبر محفل كروي في العالم والذي نُظم بالشقيقة قطر، فما كان من أحمد المرزوقي إلا أن يربط الماضي بالحاضر ويشد الرحال نحو الدوحة، ليحضر بدمه ولحمه، وقد بلغ من الكبر عتيا، من أجل دعم وتشجيع منتخب بلاده، ملتحفا الألوان الوطنية، وهو الذي شهد تأهل المنتخب المغربي لدور الثمن من وراء القضبان، ها هو اليوم يشهد تأهل المنتخب لدور النصف من داخل الميدان.

هذا هو الرجل الوطني الحر الذي لم يمنعه “جور” السجان من حب وطنه والفرح لفرحه وبإنجازاته وإن على مستوى الكرة.

وكل مواطن مغربي على يقين أن مثل أحمد المرزوقي الكثير والكثير، ممن ظلمهم السجان ولكنهم لازالوا مخلصين في حب وطنهم وألوان وطنهم.

واليوم وبعد مرور أزيد من 26 سنة، على واقعة تزمامارت، وصلت الرسالة للقطاع الوصي على كرة القدم في المغرب، وخاصة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي رخص لأفراد المنتخب الوطني بزيارة السجن المحلي بسلا من أجل الحضور لأشغال الجامعة الربيعية بالسجون، وهكذا التقى النزلاء بنجوم المنتخب الوطني المغربي المحتل للمركز الرابع عالميا، كما عاين اللاعبون رسومات السجناء ومجسمات تذكارية من إبداعهم احتفاء بإنجاز المنتخب بالمونديال، واستمتعوا بمعزوفات تشجيعية.

هي زيارة حتما سيكون لها ما بعدها، وستبقى حدثا راسخا في ذاكرة هؤلاء السجناء، مما سيساعدهم إيجابا في مسارهم التأهيلي بهدف المساعدة على إعادة الادماج.

بل هي جواب على الرسالة التي أبرق بها أحمد المرزوقي إلى أهل “الحل والعقد” في الجامعة الملكية لكرة القدم، من الدوحة عندما حضر نهائيات كأس العالم، وهو يشجع المنتخب المغربي الذي مثل الروح الرياضية والأخلاقية والتاريخية لوطن اسمه المغرب.

وهاهي تصل الرسالة اليوم بشكل مباشر إلى رئيس الجامعة، ولعلها التفاتة رياضية، إنسانية وطنية، وأخلاقية. لقد وصلت الرسالة إلى الرئيس فوزي لقجع!

وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب المغربي يخوض تربصه الإعدادي بمركز محمد السادس بالمعمورة، استعدادا للمقابلتين الحبيتين ضد كل من المنتخب البرازيلي يوم 25 مارس الجاري بطنجة، وثلاثة أيام بعدها مواجهة منتخب البيرو بالعاصمة الإسبانية مدريد.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي