انتقدت مجموعة من التقارير الإسبانية، تأخر البدء في تفعيل التصريحات المعسولة التي يطلقها مسؤولو مدريد والرباط، بخصوص العلاقات بينهما، من أجل إنهاء الأزمة الحادة التي كانت قد اندلعت بين البلدين، وفتح صفحة جديدة، واستغلال الفرص التي أتيحت لتحقيق ذلك في الفترة الأخيرة، ملقيةً باللوم في هذا الأمر، على المغرب، الذي اعتبرت أنه من يؤجل اللقاء الرسمي.
وقالت جريدة “niusdiario”، إنه على الرغم من أن اللهجة التي يتحدث بها ممثلو البلدين عرفت تغيراً بالفعل، إلا أنه، وعلى الرغم من مرور عدة أشهر على الأزمة، إلا أن الحقائق تظهر أن الأمور لا تزال كما كانت خلال فترة التعثر، ملقيةً باللوم على المغرب، الذي اعتبرت أنه من يقف وراء تأجيل اللقاء الرسمي لإنهاء الخلاف.
وأضافت أن رئيس الدبلوماسية الإسبانية، مانويل ألباريس، الذي عينه بيدرو سانشيز خلفاً لأرانشا غونزاليس، من أجل إنهاء الأزمة مع المغرب، و”تقوية العلاقات مع الصديق العظيم والجار الجنوبي”، وفق ما صرّح به الوزير الجديد في لقاء تنصيبه في 12 يوليوز الماضي، ما يزال ينتظر لقاء نظيره المغربي ناصر بوريطة منذ ثلاثة أشهر.
وأوضحت أن ألباريس، برّر هذا التأخر بأن الوزراء الجدد للحكومة في المغرب، مازالوا في بداية مهامهم، إلا أن ذلك ليس مبرّراً مقنعاً، وفق الصحيفة، باعتبار أن رئيس دبلوماسية الرباط، بوريطة، استمرّ في منصبه الذي شغله منذ أبريل من سنة 2017، وهو ما يعني أن مانويل لا يتعين عليه تغيير محاوره، إلى جانب أن وزارة الخارجية المغربية من اختصاص القصر، أي أن الأمر غير مرهون بانتظار الحكومة.
واسترسلت أنه خلال هذا الانتظار الطويل لألباريس، وقعت عدة أحداث مهمة لا تساهم في تحسين الوضع، من ضمنها رفض غونزاليس لايا الإجابة أمام قاضي التحقيق عن سؤاله بخصوص هوية المسؤول الذي أصدر الأمر بالسماح لغالي بدخول إسبانيا بهوية مزورة، تحت ذريعة “الأسرار الرسمية للدولة”، لأنه سيفضح جزءاً خطيراً من سياسة الدولة السيادية.
بالإضافة، تتابع اليومية، إلى قرار إلغاء المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي للاتفاقيات الموقعة بين المغرب وبروكسيل، المتعلقة بالصيد البحري والزراعة والتجارة، بمبرّر عدم التشاور مع “الشعب الصحراوي”، في ظل أن الاتفاقيات تستغل الموارد الطبيعية للمنطقة، وهو ما دفع جبهة البوليساريو إلى مطالبة إسبانيا بتحمل مسؤوليتها في الموضوع.
ونقلت الصحيفة الإسبانية، عن المستشار الدبلوماسي والمتخصص في العلاقات الإسبانية المغربية، سمير بنيس، قوله إن المغرب، أظهر إشارات على رغبته في طي الصفحة، لكن كانت هناك عدة خطوات خاطئة من قبل الحكومة الإسبانية، مبرزاً أنه في البداية أشار سانشيز، إلى أن حكومة إسبانيا فعلت ما كان ينغبي في مسألة دخول غالي، إلى جانب زيارة ألباريس للجزائر، وقرار المحكمة الأوروبية.
وأوضح بنيس، وفق ما جاء في الجريدة نفسها، أنه لن “يكون هناك لقاء بين وزيري البلدين لمدة شهرية أو ثلاثة”، مشيراً إلى أن المغرب يؤجل الاجتماع حين يكون غاضباً، وأن اللقاء حتى وإن تم فلن تعود العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، طالما استمر بيدرو سانشيز في قيادة الحكومة الإسبانية.
يشار إلى أن صحيفة “Larazon”، كانت قد وجهت انتقادات لاذعة إلى بيدرو سانشيز، بسبب ما اعتبرته تأخرا في القيام بخطوات عملية من أجل إنهاء الأزمة بين البلدين، خصوصاً أن المغرب يشهدت انتعاشا غير مسبوق على المستوى الاقتصادي، بعد أن تجاوزت نسبة توقعات النمو فيه الـ 6 في المائة، الأمر الذي يمكن للمملكة الإيبيرية الاستفادة منه، في حال كانت العلاقات بين الجارين جيدة.
تعليقات الزوار ( 0 )