شارك المقال
  • تم النسخ

هل تعيد الولايات المتحدة الأمريكية قضية قتل البوليساريو لـ 6 من مواطنيها للواجهة؟

فضح تسجيل صوتي لأحد المعتقلين السياسيين الذين كانت تسجنهم جبهة البوليساريو الانفصالية في معتقلاتها ضواحي مخيمات تندوف، قتل “جماعة الرابوني”، لمواطن أمريكي يدعى كريستيان جوزيف سنة 1980، دون أن تحرك الولايات المتحدة الأمريكية ساكنا لمحاسبة المسؤولين عن تصفيته.

وطرح العديد من النشطاء إمكانية إعادة واشنطن للملف إلى الواجهة، والمطالبة بمعاقبة غالي جراء الجرائم التي ارتكبها، وتسببه بشكل مباشر في قتل 6 مواطنين أمريكيين على الأقل، 5 في عملية إسقاط لطائرة، و1 في السجن بعد اختطاف من مطار هواري بومدين بالجزائر، خصوصاً في ظل التقارب الكبير بين البيت الأبيض والمغرب.

وتساءل محجوب البرش السباعي، في تدوينة على حسابه الشخصي: “لماذا تسترت أمريكا عن استهداف الجزائر/البوليساريو لطائرتين مدنيتين قتل فيهما خمس مواطنين أمريكيين؟”، مضيفاً: “في شهادته حول قتل المواطن الأمريكي جوزيف، صرح المعتقل السياسي السابق سيدي يوسف كاي أنه عقب مغادرته لسجون البوليساريو سيئة الذكر، كتب رسالة للسفير الأمريكي بالرباط يعلمه بقتل البوليساريو لمواطن أمريكي بتندوف”.

وأضاف السباعي في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “بعد أيام أرسلت السفارة الأمريكية مبعوثين لها لمدينة العيون للتحقق من المعطيات الواردة في رسالة يوسف كاي. استمع ممثلو السفارة الأمريكية لشهادة الضحايا الذين كان من بينهم الحسّاب، أربيعة، المرحوم الكبش، الخرشي والشويعر، إضافة إلى صاحب الرسالة سيدي يوسف كاي”.

وتابع: “بعد استماعهم لشهادات الضحايا، أرسلتهم السفارة الأمريكية إلى واشنطن للقاء وزارة الخارجية في واشنطن، تم عقد لقاءين مع الضحايا والاستماع إلى شهاداتهم مع تقديم معطيات حول أوصاف وصفة المواطن الأمريكي الذي قتل من طرف إبراهيم غالي وأحمد محمود بين الله الملقب بكريكاو واثنين آخرين كانا ملثمين”.

أوضح البرش: “جاء في شهادة الضحايا أن كريستيان جوزيف، كان يشتغل مترجماً بالكتابة الخاصة للأمين العام السابق للأمم المتحدة كورت فالدهايم، وقد كان في رحلة من واشنطن إلى مالي، وعند توقف الطائرة الأمريكية بمطار هواري بومدين، تدخلت المخابرات الجزائرية واعتقلته وسلمته للبوليساريو حيث تم سجنه وتعذيبه بغرفة انفرادية قبل بناء سجن الرشيد”.

وشدد السباعي على أن “أمريكا أقامت الدنيا ولم تقعدها على ليبيا القذافي بسبب حادثة لوكيربي وصمتت صمت القبور سنة 1980 و1988 في الحاثتين المذكورتين أعلاه”، في إشارة إلى الواقعة الأخرى التي تسببت فيها البوليساريو في مقتل 5 مواطنين أمريكيين بعدما قامت بإسقاط الطائرة التي كانوا على متنها.

وعن واقعة إسقاط الطائرة، التي نشرتها جريدة “نيويورك تايمز”، في عددها الصادر في الـ 11 من ديسمبر سنة 1988، والذي وضعته في الأرشيف على الإنترنت لاحقاً، حيث نقلت عن جبهة البوليساريو الانفصالية قولها إنها أسقطت طائرة مدنية أمريكية، ظنّاً منها أنها طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية، معربةً عن أسفها عن الواقعة.

وأوضحت الجريدة بأن جميع أفراد الطاقم الأمريكيين الذين كانوا على متن الطائرة، وعددهم خمسة، قتلوا في حينها، بعدما أصابهم صاروخ أرض جو، من طراز دي سي – 7، لتسقط في الصحراء المغربية، مضيفةً بأن العملية التي نفذتها جبهة البوليساريو، أصيبت خلالها طائرة أخرى من نوع DC-7 مستأجرة من قبل وكالة التنمية الدولية، غير أنها تمكنت من الهبوط بأمان في سيدي إيفني.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرتين، كانتا في مهمة لرشّ المبيدات في السنغال ضد غزو الجراد، غير أن خطأً في التقدير دفع مقاتلي البوليساريو إلى مهاجمتها، مسترسلةً أن “قيادة الرابوني” قالت إن “تدمير إحدى الطائرتين لم يكن مع سبق الإصرار بأي حال من الأحوال”، مضيفةً أنه “كان خطأ نتج عن صدفة محضة نابعة من ظروف الحرب السائدة في المنطقة ولحظة وصول الطائرات”.

واسترسلت الجريدة في ختام تقريرها الإخباري، أن جبهة البوليساريو وصفت الواقعة بأنها “مأساوية”، معبرةً، وقتها، عن عميق أسفها للعالم، وعميق أساها للولايات المتحدة الأمريكية التي ينحدر الضحايا الـ 5 منها، مسترسلةً أنها عثرت على حطام الطائرة وشرعت في انتشال جثث الضحايا، من أجل إعادتها إلى عائلاتهم.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي