شارك المقال
  • تم النسخ

هل تعاني إسبانيا من “أنيميا” حادة في الذكاء السياسي والدبلوماسي مقارنة مع المغرب؟

عكست تقارير إعلامية إسبانية جُملة من المخاوف بخصوص التفوق العسكري المغربي المتنامي في المنطقة، ومن ذلك الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واستئناف العلاقات مع إسرائيل، ومن فقدان السوق البريطاني لصالح المغرب بعد “بريكست”.

المخاوف الإسبانية ظهرت جليا أيضا، بعد أن أجرت القوات الجوية والبحرية الملكية مناورات ضخمة الى جانب الأسطول الأمريكي بسواحل المملكة بين أكادير وطانطان، تحت إسم “مصافحة البرق 2021″، وذلك في ظل استمرار النزاع الدبلوماسي بين البلدين حول عدد من القضايا الخلافية بما فيها أزمة الحدود البحرية.

وأشارت مجلة “propronews” في تقرير لها، إلى أن المناورات الجوية والبحرية الأمريكية المغربية المشتركة الأخيرة والتي أجريت للتو شمال جزر الكناري، بمشاركة العديد من السفن والطائرات المقاتلة من كلا البلدين، تسببت في بعض حوادث الاقتراب من الطائرات المدنية أثناء الطيران إلى أو من الجزر، كما لو كانت تحلق فوق الأجواء الإسبانية.

وأوضحت المجلة، أن الجماعات الكنارية، فسرت هذه التحركات على أنها دليل على مصلحة الولايات المتحدة في استغلال النفط والتيلوريوم في المياه المتنازع عليها بين إسبانيا والمغرب ، وكضغط على إسبانيا لموقفها فيما يتعلق بالصحراء التي يحتلها المغرب.

وأضافت، أنه خلال الأيام الأخيرة، جرت مناورات جوية مشتركة مهمة في المياه شمال جزر الكناري، داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة (200 ميل بحري من المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسبانيا) وعلى مسافة قصيرة من المياه الإقليمية (12 ميلاً)، مع العديد من السفن، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور” والقوات الجوية المغربية.

ومن بين الحوادث التي أبلغت عنها مصادر جزر الكناري ومراقبو الحركة الجوية بالجزيرة والطيارون المدنيون، يبرز الاقتراب أثناء الطيران على بعد 33 قدمًا (100 متر) من المقاتلين العسكريين من هذه الجنسيات إلى الطائرات المدنية المتجهة إلى الجزر أو مغادرتها والتحليق فوقها، وكذلك جزيرة لا جراسيوزا في نطاق 12 ميلًا إقليميًا إسبانيًا.

وأضافت المجلة، أن العديد من الجماعات الكنارية أعربت عن قلقها واستيائها من هذه الأحداث، التي تعتبرها مصيرية، من ناحية، على مصلحة الولايات المتحدة في رواسب النفط والتيلوريوم الواقعة بين الساحل الصحراوي المعتمد على المغرب وجزر الكناري، ومن ناحية أخرى، كضغط على الحكومة الإسبانية من أجل الموقف الإسباني الرسمي فيما يتعلق بالصحراء.

ولفت المصدر ذاته، إلى أن الولايات المتحدة اعترفت بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء في نهاية عام 2020، وهو الموقف الذي أيده أيضا الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، كما أن إسبانيا تحافظ على التزامها بقرارات الأمم المتحدة، التي تدعو إلى استفتاء تقرير المصير، لكن المغرب يعارض، وفق تعبير المجلة.

وشدّدت المجلة، على أن الحكومة الإسبانية تعاني من نقص في الذكاء السياسي والسمو الدبلوماسي للتعامل مع بلد نشيط وذكي في عمله الدولي مثل المغرب، وهو ما حققه بالفعل، نظير المسيرة الخضراء الشهيرة دون إطلاق طلقة نار واحدة.

وتابع المصدر ذاته، أن الساحات الإسبانية في سبتة ومليلية وقرب جزر الكناري من الساحل الصحراوي، والتي أعلن المغرب مؤخرًا عن مياهها كمنطقة اقتصادية خالصة خاصة به، ودخلت في صراع مع جزر الكناري الاقتصادية الخالصة، هي نقاط ضعف في الاستراتيجية الجيولوجية الوطنية الإسبانية.

وأضافت، أن الجار المغربي يعرف كيف يستغل المواقف عندما يهمه الأمر، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاهتمام في السنوات القادمة، هذا دون احتساب الضغط الذي تمارسه الرباط في الجنوب على مشكلة الهجرة من شواطئه.

وأشارت المجلة إلى أن المملكة المغربية في الآونة الأخيرة عملت على تجديد معدات وترسانة قواتها المسلحة، مع اقتناء أحدث القاذفات المقاتلة وغيرها من الأسلحة الأمريكية الصنع، بالإضافة إلى عملها الخارجي الذكي والعالمي، مثل ارتباطها بالولايات المتحدة، وعلاقاتها الودية مع إسرائيل وصداقتها الوثيقة مع دول الخليج.

وأضافت، أن المملكة وطدت علاقاتها مع الصين، وأبرزت دورها المتنامي في المراقبة والتقدم التجاري في مضيق جبل طارق، مع إسقاطها نحو المحيط الأطلسي ونحو البحر الأبيض المتوسط​​، من بين أمور أخرى، وذلك بفضل التطور “النيزكي” لميناء طنجة العملاق في السنوات الأخيرة، كنقطة ذات أهمية جيواستراتيجية وتجارية كبيرة بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي