Share
  • Link copied

هل تسحب “صحراويون من أجل السّلام” البساط من تحت جبهة البوليساريو الانفصالية؟

تمكّنت حركة صحراويون من أجل السلام، في ظرف أقل من سنة على تأسيسها، من تغيير أفكار مجموعة من سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة، ممن كانوا موالين للطرح الانفصالي الذي تقترحه جبهة البوليساريو، ما لم يعجب الأخيرة، التي أصدرت تعليمات لأتباعها في الداخل المغربي، من أجل قتل قادة الهيئة السياسية الجديدة.

وفتحت الحركة التي تأسست في أبريل من سنة 2020، على يد قادة سابقين في جبهة البوليساريو، من أجل التوصل إلى حلّ سياسي مع المغرب ينهي أزمة الصحراء التي عمّرت لسنين، وتفسح المجال أمام تنمية المدن الصحراوية، نقاشات قانونية وسياسية وحقوقية، وضعت قادة الانفصاليين، في ورطة حقيقية أمام من تدعي أنها تمثلهم، داخل مخيمات تندوف وبجنوب المملكة.

وينتقد مؤسسو “حركة صحراويين من أجل السلام”، بقاء البوليساريو، حبسية لأفكار السبعينات، وعلى رأسها ادعاؤها بأنها تسعى للدفاع عن حقّ الصحراويين في تقرير المصير، وهو ما يعتبره مؤسسو الهيئة السياسية الجديدة، ضرباً من الخيال، لأن “تقرير المصير”، يقتضي بالضرورة وجود خيارات، في الوقت الذي ترفض فيه الجبهة، بشكل نهائيّ، أي خيار غير الانفصال، وهو ما يفسره حملها للسلاح.

بالإضافة إلى هذا الجانب، فضح منتمون لـ”صحراويون من أجل السلام”، ومن بينهم الإعلامي بادي عبدربو، الذي تعرض للتهديد بالقتل مؤخرا، تأسيس البوليساريو على القبلية، حيث تقود قبيلة واحدة فقط الجبهة هي “الركيبات”، فيما ظلّت قبائل الساحل في المدن الجنوبية للمغرب، بالرغم من أن الأخيرة، هي صاحبة الأغلبية، وفق الكتابات التاريخية والواقع الحالي.

وساءل “صحراويون من أجل السلام”، مدى استطاعة البوليساريو، تأسيس دولة، على حدّ زعمها، في وقتٍ تفرض فيه نفسها بالقوة على كافة المحتجزين في تندوف، وتحرمهم من أبسط حقوق المواطنة التي تدعي أنها تسعى لتحقيقها، وعلى رأسها الوصول إلى رئاسة الجبهة على سبيل المثال، والتي تقتصر فقط على المنتمين إلى العسكر فيها دون سواهم، ودائماً حسب النقاشات التي تطرحها الهيئة السياسية الجديدة.

هذا، وتطرق التنظيم السياسي أيضا، عبر أعضائه، إلى ملفّ الخروقات والانتهاكات الحقوقية الجسيمة التي ارتكبتها جبهة البوليساريو في سجن الكويرة بيلة، والرشيد، داخل التراب الجزائري، عبر خروج مجموعة من قادة “صحراويون من أجل السلام”، على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف المستور الذي عاينوه، عن ما تقوم به جماعة الرابوني داخل هذا المكان.

وتحدث مجموعة من قادة الحركة، ممن سبق لهم أن زجّ بهم داخل سجون البوليساريو في تندوف، وعلى رأسها “الرشيد”، عن طرق ووسائل التعذيب التي كانت تنفذها الجبهة في حقّ معارضيها السياسيين، الذين مات منهم عدد كبير تحت التعذيب، وهو ما جعل جماعة الرابوني وقيادتها، تدعو لقتل كلّ المنتمين لـ”صحراويون من أجل السلام”، بذريعة أنهم “خونة”.

ويراهن أتباع التنظيم السياسي الجديد، على أن يكونوا الممثلين الحقيقيين للصحراويين في ملفّ النزاع بالأمم المتحدة، بعدما أكدت جبهة البوليساريو، فشلها في إيجاد أي حلّ يرضي الأطراف المتنازعة، وتشبثها بعقلية السبعينات التي لم تعد تجدي أي نفع في الوقت الحالي، حسب “صحراويون من أجل السلام”.

وتخشى البوليساريو من أن تفقد ورقة كونها، حسب البعض، ممثلاً للصحراويين، في الوقت الذي يكيل مجموعة من المنتمين للهيئة السياسية الجديدة، انتقادات حادّة بخصوص هذا الادعاء، قائلين إن جماعة الرابوني، التي تقودها قبيلة وحيدة، لم يسبق لها أن أجرت أي استفتاء وتأكدت بأن سكان الصحراء موافقون على تمثيلها لهم، بل إن الغالبية القصوى من الصحراويين لا يتبنون بشكل نهائي، بل يعادون الجبهة، حسبهم.

ووسط توسّع أفكار الهيئة السياسية الجديدة داخل مخيمات تندوف، والتي وصلت إلى حدّ هتاف مجموعة من المحتجين قبل حوالي أسبوع، بقناة “الغربية”، التي يديرها بادي عبدربو، رئيس لجنة الإعلام بـ”صحراويون من أجل السلام”، لم تجد البوليساريو، غير التحريض على المسارعة لقتل الصحافي المذكور، وعدد من قادة المولود الجديد.

وطالب منتمون لـ”صحراويون من أجل السلام”، من المجتمع الدولي، التحرك إزاء هذه التهديدات والتحريض على القتل، إلى جانب التشجيع على تنفيذ عمليات إرهابية داخل التراب المغربي، ما يكشف بجلاء، حسبهم، طبيعة البوليساريو، التي تتخذ من الترهيب وسيلة لإجبار الصحراويين على اتباعها.

Share
  • Link copied
المقال التالي