شارك المقال
  • تم النسخ

هل تدفع تحالفات المغرب وتسلحه القويان إسبانيا للخوف على سبتة ومليلية؟

يبدو أن التحالفات الأخيرة التي قام بها المغرب، خاصة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، عطفا على توجهه نحو شراء أسلحة وتقنيات عسكرية عالية الجودة، لم تُثر تخوفات جبهة البوليساريو الانفصالية وصنيعتها الجزائر فقط، ولكن قد أثارت أيضا حفيظة مدريد، وجعلت إسبانيا مُتخوفة ولو في الخفاء، من عزم المملكة إرجاع ثغريها المُحتلين؛ سبتة ومليلية.

وقد أوردت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية أن تقريرا استخباراتيا قد استبعد احتمالية أن تكون الخطوات الأخيرة التي قامت بها المملكة المغربية مقدمة لحملة ضد إسبانيا، وبالضبط ضد سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك بعد تحليل للحالة الراهنة في المغرب، وفي دراسة لعواقب إعادة تسليح جيشه، وما قد يعنيه ذلك لمدريد.

وتابعت “أوكي دياريو” أن التقرير نفسه يعزز هذا الطرح بتوضيح أن أسطول المقاتلين  F-16مثلا، والذي يشكل الجزء الأكبر من القوات الجوية المغربية، لا يشكل تهديدا حقيقيا لبلد مثل إسبانيا بسبب مركزه كشريك في منظمة حلف شمال الأطلسي، كما أنه يستهدف فقط الاستفزازات الواقعة في الصحراء المغربية أو على طول الجدار الرملي من تلك التي مصدرها جبهة البوليساريو الانفصالية.

وذكر المصدر ذاته، أن المغرب يراهن على طريقة أخرى بعيدة عن الشق العسكري ولكن سيكون لها القدر نفسه من الفعالية، وأن المملكة لن تلجأ إن هي أرادت إرجاع سبتة ومليلية المحتلتين إلى خيار الغزو، بل ستسعى إلى توليد المناخ اللازم في تشابه لما حدث في أوكرانيا مع شبه جزيرة القرم وروسيا، ولكن مع فارق هام واحد، ففي سبتة ومليلية لا توجد بعد ساكنة مغربية مهمة بما يكفي لإحداث تغيير ورفض اجتماعيين،وأيضا بالنظر إلى أن جميع المظاهرات العامة التي تطالب بالسيادة المغربية على سبتة ومليلية قد جرت مُعظمها خارجهما.

واستبعد المصدر ذاته أن يكون وراء التدفق الهائل للمهاجرين إلى سبتة في شهر ماي الماضي محاولة من المملكة للإخلال بالتوازن بين الوضع السكاني الراهن في سبتة، مُشيرا إلى أنه مجرد نوع من الضغط والاحتجاج لاستضافة زعيم جبهة البوليساريو في للاستشفاء بإسبانيا.

كما أشارت الصحيفة الإسبانية ذاتها إلى استراتيجية المغرب للوصول إلى سبتة ومليلية هي أقل سطحية وبكثير مما تتصوره إسبانيا والإسبانيون، مُبرزة أن تعقيدها يعني في الوقت نفسه أن الوصول إلى المدينتين أصبح مٌستبعدا في الوقت الحالي لكنه يظل في كل الأحول هدفا طويل الأمد للمغرب.

هذا وقد ذكرت “أوكي دياريو” الإسبانية  إلى أن البيئة المغربية أكثر تنافسية وجاذبية من سبتة ومليلية المُحتلتين، وتابعت أن الحظر الذي فرضه المغرب على عبور البضائع عبر الناقلات لصالح عبور الشاحنات، وزيادة النشاط اللوجستي لميناء طنجة، والاستثمار الكبير بمطار الناضور، جعل البنية التحتية التجارية المغربية تتفوق على نظيرتها في الثغرين المُحتلين.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي