شارك المقال
  • تم النسخ

هل تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تجاوز الأزمة المغربية الإسبانية؟

بعد جمود ملحوظ في العلاقات بين إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لشهور، تلقى بيدرو سانشيز، رئيس حكومة مدريد، أول اتصال هاتفي من جو بايدن، ساكن البيت الأبيض، من أجل تباحث استضافة القواعد العسكرية في روتا ومورون دي لا فرينتيرا، لـ 4000 لاجئ أفغاني، جرى إجلاؤهم من طرف واشنطن.

وبالتزامن مع عودة إصلاح العلاقات مع المغرب، وإنهاء الأزمة الدبلوماسية التي تسبب فيها قبول حكومة مدريد لاستضافة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، أبريل الماضي، أعلن سانشيز، في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”، أنه أحرى “محادثة مثمرة مع الرئيس جو بايدن، تناولنا فيها مواضيع مختلفة ذات اهتمام مشترك، لاسيما الوضع في أفغانستان والتعاون بين الحكومتين في إجلاء المواطنين من هذا البلد”.

وكشفت جريدة “إل إسبانيول”، أن المكالمة التي جمعت بين سانشيز وبايدن، دامت لـ25 دقيقة، وطلبت خلالها الولايات المتحدة الأمريكية استعمال القواعد العسكرية بالأراضي الإسبانية لاستضافة اللاجئين الأفغان، بالرغم من أن واشنطن، كانت قد شرعت في استعمالها بالفعل، وفق ما نقلته الصحيفة عن مصادر دبلوماسية.

وأضافت اليومية، أن خوسيه مانويل ألباريس، تمكن خلال أسابيع قليلة من توليه حقيبة وزارة الخارجية خلفا لأرانشا غونزاليس لايا، من القيام بمهمتين عاجلتين، الأولى التقرب من بايدن، الذي كان قد سار لبضع ثوان فقط كع سانشيز خلال قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل يونيو الماضي، وإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.

ونبهت إلى أن الجارة الجنوبية تعتبر منافسا كبيرا لإسبانيا، نظرا لعلاقاتها الممتازة مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعمل على إعداد المغرب ليكون أفضل دولة في شمال إفريقيا من حيث التجهيز العسكري، مع الأخذ بعين الاعتبار أن واشنطن هي بالفعل، أكبر مورد للأسلحة إلى الرباط، وسبق للأخيرة أن احتلت الصدارة كأكبر زبون لسوق الأسلحة الأمريكية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا في 2019.

وأشارت الصحيفة، إلى أن المغرب، سبق له أن اقترح على الولايات المتحدة الأمريكية استضافة الفرقة 600 مشاة البرحية و6-4 مدمرات، في قاعدة الكازارجير، بالقرب من مدينة سبتة المحتلة، قبل وقت قصير من انتهاء الاتفاقية بين إسبانيا وواشنطن الموقعة سنة 1988، التي تتيح للأخيرة استعمال قاعدة روتا.

وتابعت أن الولايات المتحدة تعمل على إنشاء قواعد عسكرية في المغرب، كما ستعمل بريطانيا على تعزيز قاعدتها البرحية في جبل طارق، بغية منع القوات المسلحة الأخرى، التابعة لروسيا أو تركيا، من الاستيلاء على المضيق، ما يترك الباب مفتوحاً لإسبانيا للتعاون من جيرانها، في السيطرة على المضيق، وهو ما ساهم في إصلاح العلاقات بين مدريد والرباط.

وذكرت الجريدة في ختام تقريرها، مظاهر التعاون الوثيق بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون العسكرية، من بينها المناورات البحرية المشتركة مصافحة البرق، على مقرب من جزر الكناري، وتمرين الأسد الإفريقي الذي استثنى إسبانيا، إلى جانب استضافة الرباط لندوة “أفريكوم” السنوية، التي قدم فيها خبراء عروضا لمناقشة مختلف الجوانب المرتبطة بالأمن البيني والسيبراني والاتصالات العسكرية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي