شارك المقال
  • تم النسخ

هل اتفقت الرباط ولندن على توفير الكهرباء مقابل الاعتراف بمغربية الصحراء؟

تعيش العلاقات المغربية البريطانيا إحدى أفضل فتراتها، بعد أن عزّز البلدان التعاون في مجموعة من المجالات، خصوصاً خروج المملكة المتحدة من قبة الاتحاد الأوروبي، آخرها كان مشروع الكابل البحري، الذي ستزود به الرباط، لندن، بالكهرباء، وسط تكهنات بتوجه الأخيرة إلى الاعتراف بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، سيراً على منوال الولايات المتحدة الأمريكية.

قالت جريدة “إل إسبانيول”، في تقرير عنونته بـ”الرباط ستزود لندن بالكهرباء مقابل الاعتراف بالصحراء الغربية”، موردةً في التفاصيل، أن المغرب يسعى إلى الحصول على دعم صريح بخصوص سيادته على الأقاليم الجنوبية، كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضافت أن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الطاقة البرطانية “كلينكس”، سيمون موريش”، أعلن نهاية شتنبر الماضي، عن مشروع استثمار حوالي 22 مليار جنيه إسترليني لتركيب محطة طاقة شمسية وطاقة الرياح بقوة 10.5 جيجاوات، على مساحة تبلغ 1500 كيلومتر مربع، جنباً إلى جنب مع منشأة لتخزين البطاريات، في جهة كلميم واد نون.

وتابعت أن الطاقة المخزنة في المحطة، سيتم إرسالها إلى إنجلترا وويلز، من خلال خط نقل تيار مباشر بأربع كابلات منفصلة، تحت سطح البحر، يبلغ طول كلّ منها 3800 كيلومتر، وهو ما يجعلها الأطول في العالم، مبرزً أن “كلينكس”، تريد البدء في مد الكابل في سنة 2025، سيتم تشغيل أول كابل 1.8 جيجاوات، في أوائل 2027، على أن يطلق الثاني بعدها بسنتين.

وأردفت أن المملكة المتحدة، تعتزم من خلال هذا المشروع، تنويع مصادر الطاقة لديها، حيث ستكون قادرة على توفير كهرباء منخفضة الكربون لسبع ملايين أسرة ببريطانية، وتغطية 8 في المائة من احتياجات البلاد بحلول نهاية العقد الحالي، متابعةً أن “كلينكس”، ستنشئ مصنعاً لتصنيع الكابلات، ما سيوفر 1350 وظيفة جديدة دائمة بحلول 2024.

وأوضحت أن المشروع المغربي البريطاني، سيوفر طاقة متجددة تعمل كطاقة أساسية، من خلال الاستفادة من ساعات الشمس الطويلة في المغرب، والرياح القوية، كما سيوفر مصدرا موثوقا للكهرباء الخالية من الكربون للمملكة المتحدة، وذلك بهدف “توفير الطاقة المستدامة على مدار 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، من الصحراء إلى بريطانيا”.

واسترسلت اليومية الإسبانية، أن توقيع هذا المشروع، مع المغرب، وفي الصحراء، يأتي في سياق اتفاقيات الشراكة الموقعة بين البلدين، عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في انتظار الإعلان الرسمي للندن، عن اعترافها بمغربية الصحراء، كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في الـ 10 من شهر دجنبر الماضي.

وكشفت الجريدة، أن المملكة المتحدة، تعترف بالفعل بمغربية الصحراء، بـ”حكم الواقع”، في ظل الشركات التي تعمل في المنطقة، إلا أن المغرب يسعى إلى تطور الأمر إلى اعتراف رسمي، متابعةً أ، السفير السابق في الرباط، توماس رايلي، أوضح في مقابلة مع “إل إسبانيول”، أن “المملكة المتحدة تعترف بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب لحل نزاع الصحراء”.

وزادت أن “الحقيقة أن المملكة المتحدة هي أقرب دولة، خارج الوطن العربي والقارة الإفريقية، للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، نظرا لمصالحها الاقتصادية مع المغرب، ينضاف إلى ذلك كابل الكهرباء، ومشروع نفق الاستريشو، من شمال المغرب إلى جبل طارق”.

وذكرت الجريدة، أن الشراكة مع بريطانيا، لم تتغير كثيرا، حيث ما يزال 60 في المائة من السردين المستهلك في المملكة المتحدة، يأتي من المغرب، مشيرةً إلى أن رايلي، سبق له أن دافع بشدةّ على تواجد الشركات البريطانية في الصحراء، بسبب أن “هناك أشخاص يقطنون فيها، ولهم الحق في الماء والتعليم والشغل والاستقرار السياسي”، بغض النظر عن الجانب السياسي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي