شارك المقال
  • تم النسخ

هلال يقدم إحاطته لمجلس الأمن بشأن توطيد السلام في إفريقيا الوسطى

بدعوة من الرئاسة السويسرية لمجلس الأمن، قدم السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بصفته رئيس تشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام، إحاطة أمام المجلس اليوم الأربعاء، بشأن التقدم المحرز في مجال توطيد السلام في هذا البلد الإفريقي.

تميز هذا الاجتماع، على الخصوص، بتقديم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في جمهورية إفريقيا الوسطى، من طرف الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى، فالنتين روغوابيزا.

وفي تقريره، أبرز هلال أن جمهورية إفريقيا الوسطى تشهد اليوم لحظة فارقة، ومنعطفا حاسما في مسار تحقيق السلام والاستقرار الدائمين.

وتطرق، في هذا الصدد، إلى التحول الجوهري الذي تم إرساؤه بقيادة الرئيس فوستين أركانج تواديرا، بهدف إخراج البلاد من حالة الأزمة المستمرة والاعتماد على المساعدات الإنسانية، نحو التعافي وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك بغية تمكين جمهورية إفريقيا الوسطى من الاستغلال الأمثل لمؤهلاتها ومواردها الغنية.

كما أشاد رئيس تشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام باعتماد مخطط وطني جديد للتنمية، في شتنبر الماضي، والذي لا يطمح فقط إلى الاستجابة للاحتياجات العاجلة لسكان جمهورية إفريقيا الوسطى، بل يندرج ضمن رؤية على المدى الطويل تروم تحقيق السلام والمصالحة والازدهار لكافة مواطني هذا البلد.

ولاحظ هلال أن التشكيلة، بصفتها شريكا ثابتا لجمهورية إفريقيا الوسطى، تظل ملتزمة بمواكبة تنفيذ هذا الإطار الاستراتيجي، الذي لا يقتصر على تحقيق النمو الاقتصادي، بل يتضمن رؤية للسلام والمصالحة والازدهار لكافة سكان إفريقيا الوسطى.

وأوضح هلال أن هذه الرؤية تتجلى من خلال النهوض بالحوار الشامل والمصالحة عبر إشراك كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الجماعات المسلحة والسلطات الحكومية والمجتمع المدني والساكنة المحلية، وكذا تقوية قدرات المؤسسات حتى تتمكن من مواجهة التحديات الحالية، خاصة ما يتعلق بالتنمية.

كما تقوم هذه الرؤية على ضمان الولوج إلى العدالة وتعزيز سيادة القانون، والتنمية الاقتصادية الشاملة والمشاركة المواطنة.

وتطرق رئيس تشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام إلى الانتخابات المحلية لسنة 2025، مسجلا أن هذه الاستحقاقات لن تشكل مجرد حدث سياسي، بل ستساهم في تحفيز التنفيذ الفعال للمخطط الوطني للتنمية، كما ستمهد الطريق أمام إرساء حكامة أكثر شمولا وشفافية وفاعلية، مما يعد ضروريا لبناء مستقبل تنعم فيه جمهورية إفريقيا الوسطى بالسلام والازدهار.

وأوضح هلال أن هذا الاقتراع سيضطلع بدور حاسم في توطيد الديمقراطية المحلية، من خلال انتخاب ممثلين يجسدون تطلعات الساكنة، بما سيعزز مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار.

وأضاف أن هذا الاقتراع سيمكن من النهوض بالمسؤولية والشفافية، من خلال تشجيع مساءلة الناخبين للمنتخبين المحليين، وضمان شفافية تدبير الموارد والمشاريع التنموية، مما يساهم في تحسين الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم. كما ستسمح هذه الانتخابات بملاءمة المشاريع مع الاحتياجات المحلية، من خلال تحديدها ورصد أولوياتها، فضلا عن تسهيل إرساء شراكات بين السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية والفاعلين الخواص.

وأكد السيد هلال على أهمية إجراء هذه الانتخابات المحلية في موعدها، بغية ضمان استكمال الدورة الانتخابية التي انطلقت سنة 2020، قبل انطلاق الدورة التالية المقررة في دجنبر 2025.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن تشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام ستواصل الاضطلاع بدور تكميلي أساسي في دعم تنظيم هذه الانتخابات، وفي تنفيذ المخطط الوطني للتنمية.

وستواصل التشكيلة ترافعها لدى الشركاء الثنائيين والدوليين والإقليميين بهدف تسهيل تعبئة الموارد المالية والتقنية الضرورية لدعم جهود التنمية والسلام، كما ستستمر في العمل كمنصة للتنسيق بين مختلف الفاعلين الوطنيين والدوليين، وضمان تناسق وفعالية الجهود من أجل جمهورية إفريقيا الوسطى في مجال توطيد السلام.

ولفت رئيس التشكيلة إلى التفكير الجاري من أجل التوصل إلى خطة عمل، على أساس أولويات البلاد، تأخذ بعين الاعتبار مؤهلات البلاد وقدرات مختلف الفاعلين، بغية بعث دينامية جديدة في الشراكات ومواكبة أفضل لجهود السلام والتنمية في جمهورية إفريقيا الوسطى.

كما تلتزم التشكيلة بمواصلة تتبع التقدم المحرز في جمهورية إفريقيا الوسطى عن كثب، من أجل ملاءمة الاستراتيجيات وفقا لتطور الوضع والنتائج المحققة.

من جانب آخر، ذكر هلال بأن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى تظل شريكا أساسيا في جهود بناء السلام في هذا البلد، مسجلا أن هذه البعثة لا تعد مجرد قوة لحفظ السلام، بل تمثل أيضا شريكا أساسيا في عملية تحقيق الاستقرار والتنمية.

وخلص إلى أن جمهورية إفريقيا الوسطى تتطلع إلى مستقبلها بتصميم والتزام، داعيا إلى تثمين هذه الدينامية المشجعة بهدف وضع البلاد على طريق التعافي.

وأجمع أعضاء مجلس الأمن على الإشادة بالمساهمة البارزة لهلال بصفته رئيسا لتشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام، مما يجسد القيمة المضافة لالتزام هذه اللجنة لدى مجلس الأمن.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي