Share
  • Link copied

هكذا عانى المغاربة من الأمراض وعاشوا في الأكواخ في مطلع القرن 20

عانى المغاربة بداية القرن العشرين من أمراض كثيرة كالتيفوسle typhus والجرب la gale والتهاب الأمعاء la dysentrie والجدري la variole ، كما أن الطاعون ضرب مناطق بالبلاد.

وارتبطت هذه الأمراض بسوء التغذية ورداءة المياه وانتشار الباعوض والذباب وقذارة المساكن التي استقر بها السكان.

بالإضافة إلى عادة النوم بنفس ملابس النهار. وخلف مرض الزهري la syphilis أضرارا أكثر من غيره. أمام تنوع الأمراض لجأ المغربي إلى الطبيب الشعبي “العشاب” في الأسواق وصَدَّق الساحر، حتى إذا أعياه الوصول إلى العلاج لجأ إلى “الشيطان” الذي لم يكن سوى الطبيب الأوربي. في هذه الرحلة التي قام بها المراقب الصحي “إميل كيرن” Emike Kirn إلى المغرب سنة 1911، وزار خلالها عدة مدن (أسفي، الصويرة، الدار البيضاء…) سنعرض لأهم ما تطرق إليه في الرحلة التي وسمها بـ”رحلة مراقب صحي إلى المغرب (1911م)”.

إن الأمراض الكثيرة التي أصابت المغاربة كانت نتيجة عدة عوامل هيمنت على المجتمع المغربي تغذية ولباسا وسكنا ونظافة.

السكن في الأكواخ والكهوف:

عاش المغاربة في الكثير من المدن في أكواخ بئيسة، أما خارج المدن فاستقروا في خيام مرقعة وقذرة وأكواخ مبنية من أغصان الأشجار والطين. تظهر أكثر بؤسا في مدينة أسفي بالمقارنة مع الصويرة. كما تحيط القمامة بهذه الخيام. كما أن جزءا من المغاربة يعيشون في كهوف.

وفي المدن التي بنيت بها دور ومنازل، حضرت حفر المراحيض جنب مستودعات المياه والآبار، هذه الأخيرة كانت تترك مفتوحة ومعرضة لسقوط القاذورات. يتم تنظيف هذه الحفر يدويا ووضع المواد المستخرجة أمام المنازل فلا تنقل إلا بعد أن تجف، وهو ما يزيد من تلويث الهواء، ونشر الميكروبات والروائح الكريهة.
النظافة وكنس الأزبال

أما كنس الأزقة فكان مختلفا من مدينة إلى أخرى، فبينما كانت تتم إزالة القمامة بواسطة العربات مزودة بأجراس تعلم السكان لإخراج الأزبال، كانت تتم بحمار في الأزقة الضيقة بأسفي والصويرة.

واستغل المستعمر في العديد من المدن المغربية التي سيطر عليها حتى حدود سنة 1911، السجناء لتنظيف الأزقة عبر ربطهم إلى بعضهم وترك القيد طويلا بما يسمح لهم بالتنظيف تحت أنظار الشرطة.

وعموما كان المغاربة يعانون من غياب عادات النظافة بشكل مستمر، إذا غابت في معظم المدن قنوات تصريف المياه العادمة، كما لا وجود لقنوات الماء الصالح للشرب، فالمياه تجمع بمستودعات مائية (مطفيات وخطارات) وفي الصيف يلجأ المغاربة إلى مياه الأبار أيضا، التي تبقى معرضة لكل القاذورات.

الإدارة : إدفع أكثر تحصل على منصب أهم

لم تكن هناك أي عوامل أو شروط موضوعية تراعى في إسناد المسؤولية، فتعويض موظف سام بأخر لا يحتاج لسبب سوى المبلغ المرتفع الذي يدفعه الطامع في المنصب إلى السلطان أو أحد أفراد حاشيته. ففي فترة صراع السلطانين عبد العزيز وعبد الحفيظ وصل القائد الشجاع بوشتى البغدادي (إلى الرباط وكان عزيزيا) لينضم إلى السلطان عبد الحفيظ ، فسر به هذا الأخير، واستقبله أخوه اسعيد، الذي عين قائدا على أولاد جامع، لكن القائد القديم ولد بامحمد الشركَي، جاء إلى القصر ليهدي إلى السلطان 250 ألف فرنك من أجل الإبقاء عليه في منصبه، فاعتقل مولاي عبد الحفيظ الأخوين بوشتى واسعيد، وصادر كل ممتلكاتهما. بعد ذلك يلجأ صاحب المنصب الجديد إلى ابتزاز مرؤوسيه لاسترجاع أمواله. هكذا اتخذ السلاطين والحاشية إجراءات لا معقولة من أجل المال.

كاتب صحافي
المرجع :
إميل كيرن، رحلة مراقب صحي إلى المغرب 1911م، ترجمة وتقديم بوشعيب الساوري، منشورات القلم المغربي، ط1، 2011.

Share
  • Link copied
المقال التالي