Share
  • Link copied

هكذا تمكن المغرب من كسب معارك دبلوماسية مع دول أكبر من ألمانيا وإسبانيا

علّق المغرب اتصالاته مع السفارة الألمانية في مارس الماضي، قبل أن يقوم بسحب سفيرته لديها لاحقاً، وهو نفس الأمر الذي قام به، مع إسبانيا التي قطع علاقاته الدبلوماسية والأمنية والاستخباراتية معها، وذلك بسبب مراكمة المواقف العدائية من الدولتين، تجاه القضية الوطنية الأولى للمملكة، وهي الصحراء المغربية.

بالرغم من أن المغرب، يعتبر الأضعف، من حيث المبدأ، في الأزمات مع الدول الكبرى مثل ألمانيا، إلا أن المملكة سبق لها أن دخلت في معارك دبلوماسية مع قوى عظمى، بسبب المسّ بالقضية الوطنية الأولى، أو تجاوز البلدان للخطوط الحمراء في العلاقات الدولية، وخرجت منتصرةً منها جميعها، معاكسةً كلّ التوقعات.

ونشرت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، أمس الإثنين، تقريراً عن المعارك الدبلوماسية التي خاضتها المملكة في السنوات الأخيرة، حيث قالت إنه “من حيث المبدأ، يبدو المغرب الأضعف في الأزمة، لكن القصر الملكي، المسؤول عن السياسة الدبلوماسية، اعتاذ في السنوات الأخيرة على توجيه ضربات كبيرة في المجال الدولي، وقد فاز بكل منهم تقريبا، باستثناء أزمة جزيرة ليلى، وفق المصدر.

المغرب والولايات المتحدة وأزمة توسيع مهام “المينورسو”

في سنة 2013، تقدم الوفد الأمريكي لدى الأمم المتحدة، بطلب توسيع مهام بعثة المينورسو، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، وهو ما أغضب المغرب، الذي قرر إلغاء مناورات الأسد الإفريقي، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها بعد سبعة أشهر، حين استقبل باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة وقتها، الملك محمد السادس في البيت الأبيض.

وأوضح المصدر، أنه من مفارقات التاريخ، فقد كانت فرنسا، إلى جانب إسبانيا، داعمة للمغرب، وأحد العوامل المساهمة في كسبه للأزمة التي نشبت مع الولايات المتحدة الأمريكية، مورداً تصريحا لسمير بنيس، المستشار السياسي في واشنطن، الذي اعتبر أن المغرب يلعب دوراً مهما للغاية في قضايا الأمن والهجرة غير النظامية والاتجار بالمخدرات والإرهاب.

وأشار بنيس، في التصريح الذي ضمنته “إلباييس” في تقريرها، إلى أن إسبانيا لم تفهم بعد، بأن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى المغرب من أجل تعزيز مكانتها في إفريقيا، حيث من المتوقع أن يكون نفوذه الدبلوماسي حاسما في المستقبل، نظرا للدور الاقتصادي المتنامي له، الذي روج له الملك محمد السادس في العقدين الأخيرين.

ونبه بنيس إلى أن المغرب يتوفر على 70 في المائة من احتياطات الفوسفات في العالم، وهو المصدر الرئيسي لهذه المادة التي تعد أساسية كسماد زراعي، مردفاً بأنه مع نمو عدد سكان العالم في العقود المقبلة، فإن المغرب سيصبح للعالم ما كانت عليه المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالنفط، حسبه.

ضد الجزائر والبوليساريو.. إنهاء زمن “الاستفتاء”

تمكن المغرب، تواصل “إلباييس”، من دفع الأمم المتحدة إلى حذف كلمة استفتاء من قراراتها منذ أن تقدم بمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية سنة 2007، موضحةً أن كلّ معركة يتم كسبها في الأمم المتحدة تعتبر انتصارا على الجزائر، لأن الأخيرة هي الداعم الرئيسي للبوليساريو، التي لا تعترف بها الأمم المتحدة كدولة، مشيرةً إلى أن هناك حليف آخر للجبهة في الـUN، وهي جنوب إفريقيا.

لإيقاف التطاول الفرنسي

في سنة 2014، علّق المغرب تعاونه الأمني مع فرنسا، بعدما وجه الادعاء العام الفرنسي استدعاءً، لعبد اللطيف الحموشي، حيث سلم أربعة ضباط من الشرطة الفرنسية الاستدعاء لسفير الرباط بباريس شكيب بنموسى بمقر إقامته، قبل أن ينتهي الأمر لاحقاً بتوشيح الحموشي بوسام ضابط ووسام جوقة الشرف، عرفاناً له بالدور الذي يلعبه في مكافحة الإرهاب.

لإنهاء نوايا السويد

أوقفت الحكومة، افتتاح متجر “إيكيا” للأثاث في ضواحي مدينة الدار البيضاء، وهو أول مؤسسة لها في المنطقة المغاربية، بنيت على مساحة تصل إلى 27 ألف متر مربع، بقيمة مالية وصلت إلى 40 مليون يورو، وذلك بحجة عدم توفرها على شهادة المطابقة، غير أن الخطوة تعود، وفق “إلباييس”، إلى توجه السويد للاعتراف بجبهة البوليساريو كدولة.

واسترسلت بأنه، بعد حوالي ثلاثة أشهر على الأزمة، سحبت الحكومة السويدية مشروع الاعتراف بالجبهة، بمبرر أن هذا الاعتراف، “لن يساعد في هذه العملية”، إلى جانب أن “الوضع في الصحراء المغربية يختلف عن الدول الأخرى التي اعترفت بها السويد في الماضي”، وفق ما قالته وزيرة الخارجية وقتها، مارغو والستروم، ليفتتح متجر “إيكيا” لاحقا.

يشار إلى أن آخر التطورات التي شهدتها الأزمة المغربية الإسبانية، كانت استثناء الرباط لموانئ الجارة الشمالية من عملية “مرحبا 21″، وهو القرار الذي ربطه بعض المراقبين بالخلاف الحاصل بين البلدين، فيما يبدو أن الأزمة الأأخرى، بين الرباط وبرلين، قد تشهد تحسنا نسبيا، بعد اعتراف ألمانيا بدور المملكة إقليميا، وبالأخص في الملفّ الليبي، وتوجيه الدعوة إليها للمشاركة في مؤتمر “برلين 2”.

Share
  • Link copied
المقال التالي