Share
  • Link copied

هكذا تفاعلت الصحف الإسبانية مع رسائل خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب

في تطوّر غير متوقع، تحدث الملك محمد السادس عن الأزمة المغربية الإسبانية، التي اندلعت بين البلدين منذ شهر أبريل الماضي، عقب استضافة الجارة الشمالية لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، حيث أكد أن مدريد والرباط، عملا بهدوء ووضوح ومسؤولية، وحرصا على تعزيز الثوابت التقليدية بين الطرفين.

الصحف الإسبانية، التي سبق واعتبرت أن تغييب الأزمة مع مدريد في خطاب العرش، مؤشر إيجابي على قرب نهايتها، تلقت الرسائل التي تضمنها الخطاب الملكي للجارة الشمالية، بشكل متباين، حيث اعتبرت بعضها بأن العاهل المغربي، وضع حدأ نهائياً للأزمة الدبلوماسية بين البلدين، بعد الحوار بين الطرفين، وذلك في خطاب غير متوقع، فيما قالت أخرى إن المملكة وجدت نفسها مطالبة بإصلاح العلاقة مع نظيرتها الإيبيرية، بعد توتر العلاقة مع الجزائر، وذلك لتجنب الوقوع في مشاكل مع جارين رئيسيين للبلاد.

ملك المغرب يبدي رغبته في فتح مرحلة “غير مسبوقة” في العلاقة مع إسبانيا

قالت جريدة “إلباييس” الإسبانية، إن الملك محمد السادس، أنهى الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين الرباط ومدريد منذ شهور، بخطاب وصفته بـ”غير المتوقع تماما”، حيث أكد على أنه يريد “تدشين مرحلة غير مسبوقة” في العلاقة بين البلدين، والتي يجب أن تقوم على أساس “الثقة والشفافية والاعتبار المتبادل واحترام الالتزامات”.

وأضافت أن الملك، اعترف بأن الأزمة كانت “غير مسبوقة زعزعت الثقة المتبادلة وأثارت عدة تساؤلات حول مستقبلهما”، مشدداً على أن إدارته عملت “بأكبر قدر من الهدوء والوضوح التام وروح المسؤولية”، للتوصل إلى تفاهم مع إسبانيا، متابعةً بأن الملك فيليب السادس، قام بدوره بإعادة تهدئة الوضع، حين هنأ الملك محمد السادس، بذكرى توليه العرش، في نهاية يوليوز الماضي.

واعتبرت الصحيفة الإسبانية، أن للتوتر المتزايد بين المغرب والجزائر، بعد اتهام الأخيرة للرباط، بمواصلة “الأعمال العدائية المتكررة”، مقرّرةً “إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية”، دور في هذا التحول، وفق المصدر، فقد رأت المملكة، أنها لا تستطيع تحمل خوض نزاعين مفتوحين مع جارتيها المباشرتين.

محمد السادس يدعو إلى “تدشين مرحلة غير مسبوقة” في العلاقات مع إسبانيا

أما “إل إسبانيول“، فقد كتبت، أن ملك المغرب، أكد أن الهدف هو الخروج من الأزمة الدبلوماسية الثنائية مع إسبانيا على أساس “الثقة والشفافية والاحترام المتبادل”، موردةً أن العاهل المغربي شدد على أنه عمل “بهدوء ومسؤولية” للتوصل إلى تفاهم مع إسبانيا، مسترسلةً أنه بحسب الملك، فإن الرباط ومدريد عملتا بـ”أكبر قدر من الهدوء والوضوح التام وروح المسؤولية”.

ملك المغرب يفتتح “مرحلة جديدة غير مسبوقة” مع إسبانيا على أساس “الثقة”

من جانبها، أوردت “إلموندو“، أن الملك محمد السادس، دافع على أن هدف الرباط هو مراجعة “أسس” العلاقات مع مدريد، معتبرةً بأن هذه الكلمات “توحي بأن المغرب ينوي فرض بعض التغييرات أو الفروق الدقيقة”، متابعةً أن الملك أعرب عن استعداده لبدء “مرحلة جديدة” في العلاقات بين البلدين.

لكن العاهل المغربي، تقول الجريدة الإسبانية، حدّد أن هذه “المرحلة الجديدة”، ستكون “غير مسبوقة”، لأنه بعد الأزمة الثنائية في الاشهر الأخيرة، لم يكن هدفه فقط “الخروج” من حالة التوتر هذه، بل “جعلها فرصة مراجعة الأسس والمحددات التي تحكم العلاقات بين البلدين”، متابعةً أن هذه الكلمات تشير إلى أن المغرب يشعر بالقدرة على فرض بعض التغييرات أو الفروق الدقيقة.

ووصفت الصحيفة، بأن السياسة الخارجية المغربية، باتت الآن، “أكثر عدوانية بكثير على ما كانت عليه من قبل، وذلك منذ اعتراف دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بسيادة المملكة على الصحراء، الشيء الذي تريد الرباط أن تفعله إسبانيا وأوروبا أيضا”، وفق “إلموندو”.

وأردفت أن “كلمات الملك محمد السادس، تؤكد أن عمل وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، بدأ يعطي نتائج ملموسة، بعد ما يزيد قليلا عن الشهر، على تعيينه رئيسا للدبلوماسية الإسبانية، بهدف حل الأزمة التي اندلعت خلال حقبة أرانشا غونزاليس لايا”، بعد دخول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى أراضي المملكة الإيبيرية للاستشفاء.

ملك المغرب ينهي الأزمة مع إسبانيا ليفتح مرحلة “غير مسبوقة”

وبدورها، كتبت صحيفة “لافانغوارديا“، أن العاهل المغربي محمد السادس، حسم الجمعة، الأزمة الدبلوماسية المفتوحة مع إسبانيا، راغبا في “افتتاح مرحلة غير مسبوقة” في العلاقات بين البلدين، والتي يجب أن تقوم على “الثقة والشفافية والاعتبار المتبادل واحترام الالتزامات”، قائلاً: “بتفاؤل صادق، نعرب عن رغبتنا في مواصلى العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسيها بيدرو سانشيز، لتدشين مرحلة غير مسبوقة”.

ونبهت الصحيفة إلى أن الأزمة مع إسبانيا، أدت إلى أكبر قطيعة شهدتها العلاقات بين البلدين، منذ أزمة جزيرة ليلى سنة 2020، مشيرةً إلى أن الأسابيع الأخيرة، وبعد إقالة وزيرة الخارجية السابقة أرانشا غونزاليس لايا، أظهر المغرب بوادر تقارب، مثل قبول عودة مئات القاصرين من مدينة سبتة المحتلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي