شارك المقال
  • تم النسخ

هكذا تدفع طنجة ثمن سنوات الاستثمار المفرط في العشب وإهمال البنيات الصحية

فضحت أزمة كورونا، وتدهور الأوضاع بطنجة، حجم الخصاص الفادح في البنية التحتية لا سيما البنيات التحتية الصحية، والمنشآت الخدماتية، بعد أن حولت، السلطات والمجالس المنتخبة، وعلى مدى سنوات، مدينة طنجة وتطوان، وامتدادها السياحي بكل من المضيق، مارتيل والفنيدق إلى مجرد ساحات خضراء، بكليشهات نمطية تخدم التسويق السياحي الداخلي للشمال، لكنها لا تخدم مصالح الساكنة في اللحظات العصيبة.

فقد كشف الأزمة الحالية، أن كلفة التركيز على تحويل طنجة، تطوان، الفنيدق، مارتيل، وأصيلة إلى حدائق خضراء، مع التركيز على الإنارة، وأعمدة الكهرباء الغالية الثمن، وأرصفة الطريق، وصيانة هذه التحسينات الجمالية، تمت على حساب المرافق الخدماتية في قطاعات اجتماعية مختلفة، خاصة الصحة، إذا أن الحج إلى منطقة الشمال للاصطياف في فصل الصيف، لم يمنع من تصدير عشرات الحالات الصحية الحرجة بشكل أسبوعي إلى العاصمة طيلة سنوات، بسبب النقص الحاد في البنية التحتية الصحية بطنجة وتطوان، اكبر التجمعات الحضرية بمنطقة الشمال.

وفي ظل استمرار تمدد وباء كورونا بعاصمة البوغاز، تستحضر ساكنة المناطق، مسلسل الأخطاء، وسنوات العشب الذي يستنزف الفرشة المائية، مع توالي سنوات الجفاف، و سوء اختيارات السلطات المحلية، وضعف المنتخبين، التي تجاهلت حاجة المدينة إلى مرافق صحية وخدماتية في المستوى.

واستغربت مصادر بناصا التناقض الكبير الحاصل بهذه المدينة المليونية والتي باتت تصنف قطبا اقتصاديا وسياحيا عالميا، في الوقت الذي لا تتوفر على مستشفى في المستوى يستقبل المرضى بشكل لائق في الأيام العادية، فما بالنا باكراهات هذه المرحلة العصيبة التي تشهد ارتفاعا في الاصابات بمدن الشمال طنجة تحديدا.

وأضافت مصادر بناصا ” لا يمكن أن تواجه مدن صغيرة وهامشية بالمغرب العميق جائحة كورونا بأريحية كبيرة ورخاء في التطبيب والعلاجات وفائض في المعدات الصحية و تجهيزات التنفس والانعاش في الوقت الذي تبين أن مدينة طنجة تعيش الهشاشة على مستوى البنيات مما ضاعف من متاعب السلطات العمومية والصحية خلال السنتين الاخيرتين، وخاصة في مواجهة فيروس كورونا.

وكشفت المصادر ذاتها أن وزير الصحة خالد آيت الطالب اخد بدون شك فكرة واضحة على هشاشة البنية التحتية وفضاءات استقبال مرضى ساكنة الشمال، حيث ينتظر أن يسارع إلى إخراج المستشفى الجامعي إلى الوجود، فضلا عن مضاعفة الاهتمام بهذه المنطقة التي اهملها سابقوه على مدى سنوات، أمام أنظار السلطات المحلية والمجالس المنتخبة التي تؤدي طنجة اليوم ثمن صمتهم منذ سنوات، وإهمالهم للمشاكل الحقيقية التي تعاني منها المدينة على مستوى جاهزية المرافق الصحية والتعليمية والخدماتي بشكل عام.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي