شارك المقال
  • تم النسخ

هدم أقدم سينما في سلا ينشر الأحزان في المدينة ويحوّل حي تابريكت لمأتم جماعي

تحول حي تابريكت بمدينة سلا، إلى مأتم جماعي بعد إصدار السلطات قرارا يقضي بهدم المعلمة الثقافية التاريخية ‘’سينما لوبيرا’’ التي بدأت بها أشغال الهدم خلال اليومين الأخيرين، مما تسبب في نقاش كبير بالساحة الثقافية السلاوية، وظهور أصوات تطالب بوقف هذا الإجراء الذي سيقضي على جزء من تاريخ المدينة.

ويرى أبناء مدينة سلا، أن الإقدام على هذه الخطوة من شأنه أن يقضي على ‘’معلمة تاريخية’’ وسط المدينة دون أن تكون هناك أي مبررات لذلك، في الوقت الذي تحتاج فيه المعلمة إلى صيانة وإعادة الروح لها، في ظل وجود معالم ممثالة بكافة أرجاء الوطن، تم ترميمها في إطار برامج مدعومة من منظمات ومجالس منتخبة ووزارة الثقافة.

وفي سياق متصل، قال هشام المراكشي، وهو من أبناء المدينة ‘’ سينما لوبيرا، أحد أقدم الدور السينمائية بمدينتي سلا، كان سيكون جميلا لو تم تحويلها إلى مركز ثقافي تقام فيه انشطة ثقافية وندوات علمية، أو مكتبة عمومية كبيرة، خصوصا أنها تقع في وسط مدينة سلا. لكن للاسف، وزارة الثقافة نائمة، والجهات الوصية في سلا لم تحرك ساكنا. وكانت الكلمة الأخيرة لصوت الجرافات. الإسمنت يزحف على اليابس والأخضر في المدن المغربية’’.

وأضاف رضى عياشي، وهو أيضا من أبناء المدينة ‘’ سلا.. في هذه الأثناء جاري هدم بناية سينما لوبيرا ذاكرة مكان،  أين القطاع الوصي على الثقافة و الفن..؟ سينما لوبيرا بسلا، من أعظم قاعات عروض السينما بسلا، قدمت عروضا ممتعة منذ بدايتها في منتصف الستينات و بقيت مقاومة إلى منتصف بداية العقد الأول من القرن الحالي..أغلقت في صيف 2004 بعد أربعة عقود من العمل… انتصر المنعش العقاري على رواد الفن السينمائي بسلا’’.

ومن جانبه قال محمد الغفري ‘’ من المسؤول عن هذه الكارثة الثقافية في حق ساكنة سلا، سينما_لوبيرا لوبيرا تابريكت سلا، لم تكن سينما لوبيرا مجرد قاعة لبث الأفلام العالمية بل كانت بالنسبة لجيلنا نافذة نطل بها على العالم على القارات الخمس كانت الدليل على أننا لسنا وحدنا في هذا الكوكب بل هناك شعوب وثقافات مختلفة تعيش معنا في نفس الكوكب وليست بالضرورة تؤمن بما نؤمن به، في علاقاتنا بالغيبيات والحاكم ومختلف الحقوق الكونية للانسانية’’.

وأردف محمد إيمان، ابن المدينة، ‘’ إلى جانب الدور “الترفيهي” اللي كانت كتلعبو سينما لوبيرا كانت سينما لوبيرا كذلك واحد الدور ثقافي، تربوي وسياسي… من خلال احتضان أمسيات تربوية مقدمة من الثنائي السلاوي ناقوس وسنيسلة اومن قبل المربي والمنشط ادريس العلام “با حمدون”. كما وقف على خشبات سينما لوبيرا الكثير من نجوم الغناء والفكاهة واشهر الفرق الغنائية بالمغرب على سبيل الذكر ناس الغيوان وجيل جيلالة وخطب فيها مفكرين وسياسيين من قيمة المرحوم عبدالرحيم بوعبيد ومحمد جسوس وغيرهما. كما تولدت فكرة انشاء دوري الفرشي لي كرة القدم الشهير بين أعمدة المقهى التي كانت تتواجد بجانب السينما’’.

مضيفا في تدوينته ‘’سينما لوبيرا اللي كنحكي ليكم عليها، ما بقى منها والو، حيث هاد اللحظة انتصر المنعش العقاري على رغبة، ذاكرة وتاريخ اولاد سلا وفي هذه اللحظات يتم هدم سينما لوبيرا ونقول وداعا لي هاد المكان لي كنت تنمشي ليه و نرجع للدار و انا طاير بالفرحة بعدما ضمنت لحظات من الحلم و السفر عبر الخيال لعوالم الفيلم اللي تفرجت فيه داخلها…سينما النصر، الملكي، كوليزي ولوبيرا هذه الأسماء كلها أصبحت في خبر كان و لم يبق منها للأسف إلا الذكريات في مخيلتي ومخيلة اولاد سلا’’. 

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي