Share
  • Link copied

هبة رؤوف عزت تحاضر بـ”مركز مغارب” عن “أفول الدولة القومية كما نعرفها”

نظم مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني المجلس الثاني من “مجالس مغارب” أمس الخميس، حول موضوع “النظام والفوضى: أفول للدولة القومية كما نعرفها”، وأطرته الدكتورة هبة رؤوف عزت، أستاذة محاضرة بجامعة ابن خلدون باسطنبول، ومتخصصة في العلوم السياسية  وقضايا الاجتماع والعمران.

استهلت الأستاذة المجلس بالحديث عن إشكالية النظرية السياسية والاجتماعية مشيرة إلى أنها تمر بأزمة كبيرة كما تؤكد ذلك العديد من الدراسات، وأشارت بهذا الخصوص إلى وجود اهتمام متصاعد بالنظرية السياسية المقارنة من خلال الكتابات التي تتحدث عن الحكومات العالمية، مضيفة أنه يجب إعادة النظر في مفهوم الدولة من جوانب مختلفة.

وتحدثت الدكتورة المحاضرة حول مفهوم المواطنة متعددة الثقافات، مع التنويه بأن هذا مجال تخصصها في الدكتوراه، محاولة فهم الدولة من منظور المواطنة، وموضحة أن هناك دوما حديثا عن المواطنة العالمية . كما أفادت المتحدثة أن اهتماماتها في التسعينات تمحورت حول موضوع المواطنة، مضيفة أنها كانت تحاول فهم الدولة من خلال هذا المدخل.

كما تطرقت الدكتورة في العلوم السياسية لسؤال تعريف الدولة، المتعلق بالحكومة والأرض والشعب والثقافة والسيادة والهوية، وأضافت المتحدثة أنه”يجب إعادة النظر في نظرية الدولة، مشيرة أن نظرية الدولة لا تستمتد فقط من الدراسات والأبحاث والكتابات بل هي أيضا مخيال يستمد من تصورات الناس فرادى وجماعات”، وزادت قائلة “إن الدولة تشهد تحولات في بنيتها مع ثبات القشرة الخارجية”.

في معرض مداخلتها، أشارت الدكتورة إلى تعدد أنواع المخاييل حول الدولة، أبرزها المخيال السياسي. بهذا الخصوص ، أفادت المتحدثة أنه بعد 2013، ازداد اهتمامها بمفهوم المخيال السياسي لأنه يعكس بوضوح عدم فهمنا لما يجري على أرض الواقع، موضحة أن هناك منطقا ومخيالا مختلفين عن كيفية التعامل مع الدولة، بل كثير من هذه المخاييل تتصارع فيما بينها حول تحديد ماهية الدولة، كما أشارت أن خلاصة أبحاثها حول المخيال ضمنتها كتابها “الخيال السياسي للإسلاميين”.

فيما يتعلق بالمخيال القانوني، أشارت المتحدثة إلى دراسة مهمة لعالم الاجتماع السياسي شارلز ديكينز حول تصور الدولة من منظور سياسي وكذا علاقته بالمخيال السوسيولوجي، بالإضافة إلى علاقته بالمخيال الأخلاقي، وأوضحت المحاضرة أنه “لا يمكن للمجتمع والدولة أن يكون لديهما تعريف منفصل عن المجال الأخلاقي سواء استمد من الدين أو الأيديولوجية”.

في سياق متصل فيما يخص تحليل إشكالية الدولة القومية، تناولت المتحدثة الجانب الأمني وعلاقته بالمساحات المدنية و كذا الدراسات التي أجريت حول الأمن الهجين، مشيرة إلى أن هناك كلاما عن إصلاح الأجهزة الأمنية منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.

وأكدت المتحدثة أنها ليست من أنصار فكرة نهاية الدولة، إلا أنها تشهد تحولات بنيوية داخلية مع ثبات القشرة الخارجية للدولة، وألمحت إلى أن الدولة تتقبل وجود جماعات مختلفة ثم تساءلت عن كيفية تأثير هذا الأمر على الدولة نفسها، مبينة أن تصور الجماعات مختلف عن تصور الدولة واتضح ذلك جليا في الخلاف حول الدستور، وتقصد بذلك الخلاف حول الدستور المصري على وجه أخص.

فيما يخص وجود الأمن في الدولة القومية، أفادت هبة رؤوف عزت أنه”منذ العقد الأول من الألفية الثالثة، فإن حوالي 25 بالمائة من النزاعات تم تفويضها لشركات أمن”، مؤكدة أن هذا يندرج ضمن سلعنة الأمن وخوصصته، متسائلة ” كيف سيؤثر هذا على منطق التعامل مع الجيوش؟ وهل سيؤثر استحداث الشركات الأمنية على الدولة؟. وأضافت المتحدثة في معرض مداخلتها أن هناك منطقا عسكريا تجلى في الأفعال اليومية أثناء الربيع العربي، وتقصد بذلك على وجه أخص مصر و البحرين، وهو ما وسمته ب:عسكرة المدن.

أما فيما يخص المخيال العسكري، أفادت الأستاذة هبة رؤوف عزت بتغير الخيال العسكري والحربي باعتباره أحد الوظائف الرئيسة للدولة، كما أشارت إلى ضرورة التوقف عند مفهوم الحرب الهجينة باستقدام قوات خاصة والتي لا يسري عليها قواعد الجيش كما هو متعارف عليها، مشيرة إلى أن الحرب هي أداة من أدوات الدولة و ترتبط بأسس شرعيتها.

وأفادت المتحدثة أنه في الفترة بين 2008 إلى 2012، كانت هناك محاولة دؤوبة لضبط عمل شركات الأمن لتجويد خدماتها، متسائلة ” كيف سيؤثر هذا على الدولة بتفويض مهامها لشركات خاصة؟ وفي السياق ذاته أشارت المتحدثة إلى ضرورة الوقوف عند كيفية محاسبة  هذه الكيانات والنظر في طبيعتها وأخلاقياتها”.

كما سلطت الأستاذة السابقة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الضوء حول سياسة المدينة، وتقصد بذلك النموذج المصري على وجه التحديد. وبخصوص هذا الشأن أوضحت المحاضرة أن هناك تحولات متزايدة من خلال إنشاء مدن جديدة، مبينة وجود تحولات في إنشاء مدن جديدة مصغرة، متسائلة حول  تأثير ذلك على المخيال الجغرافي للدولة، وأشارت في هذا السياق أن القاهرة تحولت إلى مدينة ثقافية وهناك الكثير من الأسئلة تطرح حول الفلسفة التي تحكم التطور العمراني بالعاصمة المصرية.

كما تفاعلت الأستاذة هبة رؤوف عزت مع عشرات الأسئلة التي تقاطرت أثناء المحاضرة والتي تتعلق بقضايا الدولة والاجتماع والمرأة والقومية والمدينة.

Share
  • Link copied
المقال التالي