اجتاح هاشتاغ “ملكنا خط أحمر”، مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بعد الإساءة الصارخة التي قامت بها قناة الشروق الجزائرية، في حق الملك محمد السادس، بعدما جعلت شخصه موضوعاً للسخرية في أحد برامجها، متجاوزة كلّ مبادئ حسن الجوار المتعارف عليها في المجتمع الدولي.
وتصدر “ملكنا خطّ أحمر”، “الهاشتاغات” الأكثر تداولاً في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فيما جاء “ملكنا خطّ أحمر”، و”قوتنا في وحدتنا”، و”المغرب”، في أول ثلاث مراتب للمتداول بـ”تويتر”، بعد أن عمد الآلاف من المغاربة، لنشر تدوينات مُستنكرة وغاضبةً، بعد الذي قامت به القناة الجزائرية.
وعن هذا الموضوع، قال المحلل السياسي عمر الشرقاوي، إن الدول تظل “تختلف وتتفق وستظل تفعل ذلك طوال تاريخها وأياً كان نوع هذا الخلاف، سواء كان على مصالح أو علاقات أو أطماع أو حقوق أو غير ذلك، إلا أن أخلاق الدول التي تقرها مبادئ حسن الجوار وتحميها القوانين الوطنية والدولية تضع للخلافات أطراً محددة وخطوطاً جمراء يجب عدم تجاوزها”.
وأضاف الشرقاوي، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، موسومة بهاشتاغ “ملكنا خط أحمر”، بأنه “لذلك تجد القانون الجنائي المغربي يحمي رؤساء الدول ورموز سيادة الدول من الإساءة الداخلية ويجعل صاجبها موضوع متابعة لأننا في دولة ذات أخلاق”، متابعاً: “ما وقع أمس خلال قناة الشروق الجزائرية من تحويل ملك دولة جار إلى موضوع للسخرية يعني أن الجارة الشرقية فقدت كل الأخلاق”.
وشدد الأستاذ الجامعي على أن إعلام الجزائر تحول إلى “حيوان مسعور ينهش كل شيء ويعتدي على الحدود”، مردفاً أن “إعلام العسكر يعوض على خسارة بلاده دبلوماسياً وسياسيا وتنموياً بانتصار وهمي يجعله سخرية للعالمين بدل أن يسخر من الآخرين. للأسف أصبحنا أمام دولة مجنونة قطعت كلّ الحبال ومستعدة لفعل أي شيء دون أي اعتبار”، مختتماً: “اللهم عافي أشقاءنا من الحمق والجنون”.
وعن الموضوع نفسه، قال الأكاديمي الحسين الفرواح: “سبق أن نبهنا إلى ما يقوم به الإعلام الرسمي الجزائري”، مسترسلاً: “ما قامت به قناة الشروق ينم عن ما يكنه فعلا حكام وجنرالات قصر المرداية من الحقد الدفين تجاه المغرب والمغاربة ورموزها. ويتجاوز اللباقة وكلّ الأعراف التي كان من المفروض أن تستحضر قبل الإقدام على مثل ذلك الفعل المرفوض”.
وكتب الإعلامي منعم بلمقدم، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “إذا أتت المذمة من ناقص فتلك شهادة لنا بالكمال.. عاش المغرب وعاش الملك محمد السادس.. ليحفظ الله بلادنا من شر ومكر من ضاقت بهم السبل..”، مضيفاً: “ومع ذلك لن نسمح بأي تطاول يطال الرموز”، مختتماً: “مثل الغرقى الذين ينشدون القشة هذا حالهم ويبدو أن الدوائر دارت على بعض الحمقى والرعاع من الجيران”.
وأوضح الناشط مهدي بوعبيد، بأن الجزائريين أغبياء، مشيراً إلى أنه “لا أتحدث عن كابراناتكم وجنرالاتكم المجرمين فحسب، بل عن الشعب، نعم الشعب الذي يرضى لنفسه الانحدار والتقهقر لهذا المستوى من الدناءة والحقارة، لا يستحق إلا أن يعيش تحت حذاء العسكر، وهاته الطغمة الإجرامية هي من ستنهي قصة الجزائر، هذا الكيان العفن الذي زرعه الاستعمار بين ظهرانينا”.
واعتبر الناشط، الصحراوي رشيد، بأن “الاستهزاء بالملك وبالشعب المغربي تصرف صبياني لأشباه قنوات إعلامية، التصرف الجبان الذي تم بثه من طرف إحدى القنوات الإعلامية لدى الجارة الشرقية كيبين درجة الحقد الكبيرة عند إعلامهم الخبيث، واش هادشي كامل حقد على المغرب؟”، مضيفاً: “على إعلام الجارة أن يهتم بشؤون بلده، ولن نقبل أي تطاول على رموز الدولة المغربية”.
ومن جهته كتب الإعلامي والفاعل الجمعوي، محمد الرداف، إن “ملك المغرب خط أحمر يا كابرانات الجزائر”، مشدداً على أن “تمادي حكتم الجزائر وإمعانهم في الإساءة لمقدسات المغرب ورموزه بلغ مرحلة من الوقاحة التي لا يمكن السكوت عنها، وما قامت به تلك القناة الجزائرية البئيسة من إساءة لملك المغرب لن يمرّ مرور الكرام”.
وقال الناشط “الفيسبوكي” صلوحي: “من بعد مافرشخهم الملك محمد السادس نصره الله ورجعهم أضحوكة أمام العالم.. وكان رد انفعالي بسبب النجاحات الدبلوماسية التي يحققها المغرب بقيادة الملك محمد السادس، تجاوز جيران البؤس وإعلامهم الفاسد كلّ الحدود وبلغت بهم الدناءة والخسة حد الإساءة لجلالة الملك”.
وأوضح نشطاء آخرون، بأن ملك المغرب لم يصرف أموال “سوناطراك” لمعاكسة بلد جار، ولم يسلح جماعة من المرتزقة لينسف وحدة شعب مسلم، ولم يحشر أنفه في الشأن الداخلي للجيران، ولم يهدد دولة مسالمة بصواريخ إسكندر ومناورات على الحدود، مردفين بأن ما قام به الملك، هو “كل ما تقتضيه الضرورة لتوحيد أقاليم بلاده التاريخية، واسترجاع باقي ترابه من براثن الاحتلال”؟
وطالب نشطاء بتحرك السلطات وسحب السفير المغربي من الجزائر، وطرد سفير الأخيرة من الرباط، في الوقت الذي ذهب فيه آخرون، مثل تينيش موسى، إلى أن المغرب، لن يستدعي السفير الجزائري في الرباط، ولم يطالب بتوقيف البرنامج، ولن يتحرك دبلوماسيا من أجل إنقاذ النظام الجزائري الغارق.. متابعةً بأن “محمد السادس لا يحتاج من يمدحه؛ طنجة سنة 1999 لا تصدر سوى 120 مليون دولار فقط، وطنجة 2021 صدرت 7 مليار دولار”، مختتماً: “استمروا في مسرحيتكم ولن يأتيكم مركب النجاة”.
تعليقات الزوار ( 0 )