وضعت حزب “بوديموس”، أحد مكونات حكومة بيدرو سانشيز، مدريد في موقف محرج، بعد اتفاق حلف شمال الأطلسي، على التدخل في أوكرانيا، في حال قررت روسيا غزوها، بسبب مواقف زعيمه إيغليسياس، الذي سبق له أن أصدر تصريحات مناصرة لروسيا، ومهاجمة لـ”الناتو”.
وكشفت جريدة “lavanguardia”، أن بابلو كاسادو، زعيم حزب الشعب، أعرب عن عدم ارتياحه لأن رئيس حكومة مدريد بيدرو سانشيز، لم يستدعه لإبلاغه بالوضع ونوايا الدولة بخصوص الأزمة الروسية الأوكرانية، معتبراً أنه في حال قررت السلطة التنفيذية نشر جنودها، فيتعين عليها تقديم الطلب إلى الكونغرس.
وأضاف أن هذا الطلب، سبق ووقع في السنوات الأربعين الماضية في قضايا مثل هذه، مع ذلك أعلن أنه يدعم موقف الحكومة في الأزمة الروسية الأوكرانية، متابعةً أن ما يعكس النقص في التواصل بين سانشيز، وزعيم حزب المعارضة الرئيسي، هو ضعف العلاقة بين الاثنين، مبرزةً أنهما حضرا بالتزامن، المعرض الدولي للسياحة بمدريد فيتور، وزارا نفس المدرجات، وكانا على بعد أمتار قليلة، إلا أنهما لم يقتربا من بعضهما.
وأوضح كاسادو، أنه لم يسبق أن التقى رئيس الحكومة منذ آخر مرة، في يوليوز 2020، فيما كانت آخر محادثة هاتفية بينهما في ماي 2021، بعد تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى مدينة سبتة المحتلة، مردفةً أن زعيم حزب الشعب، يعتقد أن على الحكومة الاتصال به، في الموضوع، وليس العكس.
واعتبر كاسادو، أن “الحكومة هي التي يجب أن يكون لها معارضة”، وبالتالي فإن الشيء المنطقي هو أن السلطة التنفيذية هي التي تدعو حزب المعارضة الرئيسي، لإبلاغه، ومحاولة كسب دعمه، غير أن وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، أوضح أمس الجمعة، أن رقم هاتفه مفتوح 24 ساعة في اليوم، لجميع المتحدثين باسم الكونغريس الذين يريدون معلومات منه.
وعلى الرغم من هذا الخلاف، إلا أن كاسادو، ركز بشكل خاص على ضمان أن يكون موقف حزب الشعب، سواء أعلن ذلك أم لا، موقف دولة، وأن الحكومة ستحصل على دعمنا الكامل للوفاء بالتزاماتنا في إطار منظمة حلف شمال الأطلسي، وأيضا إذا كان لابد من نشر القوات في المنطقة، لأن ضمان السلام “ضروري للسلام والاستقرار في إسبانيا وأوروبا”، حسبه.
وطلب كاسادو، من سانشيز، توضيح موقف سانشيز من حزب “بوديموس”، أحد مكونات الحكومة، لأنه سبق لأعضائه، أن وقفوا ضد منظمة حلف شمال الأطلسي، وأيدوا روسيا، وهو ما يتناقض مع كل ما قيل في الأيام الأخيرة، من قبل وزير الدفاع، ووزير الخارجية، وحتى رئيس الحكومة نفسه، حسب تعبير زعيم الـ”PP”.
وأعرب كاسادو، عن قلقله إزاء تصريحات مثل تلك التي أطلقها بابلو إغليسياس، زعيم حزب “بوديموس”، مع اتهامات للسلطة التنفيذية بالترويج للحرب، ولهذا السبب، طالب زعيم حزب الشعب، خليفة إغليسياس، في الحكومة، يولاندا دياز، التي باتت رئيسة ائتلاف “بوديموس”، أحد مكونات حكومة مدريد، بتحديد موقفها من الأمر.
تعليقات الزوار ( 0 )