Share
  • Link copied

هاجر أعليلة.. مُحامية مغربيّة تشَدُّ اَلرِّحَال نحو الـ”YouTube” لنشر مُحتويَات هَادِفة

بِابتسامةٍ لا تفارق مُحيّاها، وبضحكة تُشبه ضحكة  “خواكين فينكس” بطل فيلم  “الجوكر”، تُطّل علينا الشابة هاجر أعليلة، المحامية بهيئة المحامين بالدار البيضاء من خلال قناة اليوتيوب، لا للترافع في ملفات النزاعات أو من أجل إعطاء نصائح قانونية، بل من نافذة الأدب والعلوم، ناثرة بحراً بلا ساحل من المعلومات المفيدة.

يَصفها البعض من أصدقائها المقربين  بالساحرة ومُعذبة الحروف، بسبب غزارتها في كتابة الخواطر والقصص والمقالات، بأسلوب منفرد قلّ نظيره، والسر في ذلك هو شغفها بالمطالعة، إذ أنها تقضي جل وقتها في القراءة في تجسيد واضح لظاهرة ما يسمى بـ (Bibliophilia) أو الولع بالكتب.

تقول هاجر أعليلة، في حديث مع  جريدة “بناصا”  عن هذه التركيبة الكيميائية التي تمزج  بين مهنة المحاماة وعشق الكتابة في كلمات مقتضبة ومركزة،  إنّ “المحاماة حلم الطفولة ومتعتي اليومية، والأدب ضمادة للماضي ورصاصة بكاتم صوت”.

أعليلة، ورغم حمأة الانشغالات وسط مهنة المحاماة التي لا تعرف للهدنة طريق، كانت أول شخصية في المغرب تجري مقابلة  عبر تقنية المناظرة المرئية مع عالم الفضاء بوكالة ناسا، البروفيسور المصري الأمريكي فاروق الباز، ثم مع العالم المغربي رشيد اليزمي، عالم بطاريات الليثيوم المستخدمة اليوم في معظم الأجهزة المحمولة.

وعن هاته اللقائات العلمية، قالت هاجر:”يمكن أن أقول إن هذه من أجمل اللقاءات التي حظيت بها، بالنسبة للبروفيسور فاروق الباز، كنت أحلم بلقائه منذ كنت بالحادية عشرة من عمري، كان يحكى لي عمي عنه وأعجبت به. وكنت أحب علوم الفضاء وظللت أتابعه، إلى أن حظيت بشرف لقائه”.

وأضافت المتحدثة ذاتها، “أما البروفيسور اليزمي، فكنت أتابعه منذ سنوات، وتعرفت عليه سنة 2014، وحين تحدثنا يوما عرضت عليه فكرة اللقاء فرحّب بها كثيرا. وشرّفني هو الآخر بلقاء استثنائي دام لما يقارب الساعتين”.

 وأنشأت هاجر أعليلة، أول قناة لها على منصة اليويتوب، في الثامن ماي من السنة الجارية، وحظيت بمتابعات محترمة  على المحتوى الأدبي والعلمي الذي تقدمه بسخاء لمتابعيها.

وفي هذا الصدد قالت أعليلة: “أحب تفاعل المشاهدين مع ما أقدم، ذلك أعتبره وقود سيارة أو دعني أشبهه بالكيروسين. أفرح كثيرا بأي تعليق، وأحب كثيرا الملاحظات والانتقادات البناءة التي يفيدونني بها أيضا لأحسن من أدائي”.

 وأردفت المحامية بهيئة الدار البيضاء، أن “فكرة قناة باليوتوب راودتني من سنوات، لكنني كسولة بالمونتاج و بالتقنيات ولا أهتم لها. لكن حين وضعت فيديوهين على حسابي بالفايسبوك الكثيرون شجعوني. وتحمّست كثيرا للفكرة، وبدأت رغم أن تقنياتي بسيطة.

وفي تعليق لها على  تعاظم التهافت والابتذال، وأن الكون في قبضة التفاهة، أشارت هاجر إلى أنه “بالنسبة للمحتويات التافهة لا تعليق عليها سوى أنها تافهة”.

قبل أن تستطرد : “لكن الخلل ليس في مقدِّم التفاهة، بل في آلاف المتفاعلين معه عبر العالم، وهذا يحيلنا لما قاله البروفيسور المهدي المنجرة: نحن بحاجة لبناء الإنسان”.

وأشارت هاجر أعليلة إلى أن سبب الابتسامة التي لا تفارقها أينما حلت وارتحلت إلى، أنها تحب الابتسام والضحك كثيرا منذ كانت صغيرة، قائلة: “الابتسامة سلام، حب وصدقة، لكنني بالتأكيد حين أرى هذا أمامي (أي صورة بطل فيلم “الجوكر” بقناعه) لن أبتسم، سأطلق ساقي للريح”.

Share
  • Link copied
المقال التالي