شارك المقال
  • تم النسخ

نُعمان لحلو: الرسول الكريم ﷺ خطٌ أحمر والمطبّعون يبحثون عن مصالحهم

اَفْتَرع الفنان نعمان لحلو، بطريقته الخاصة والفريدة، بمناسبة ذكرى المولد النبوي، أغنية تحت وسم “بالعربي.. إلا النبي” أو بلغة شكسبير (In Arabic.. Anything But The Prophet)، تنديداً بالرسوم المُسيئة للنبي محمد، ورداً على تصريحات بعض المسؤولين الفرنسيين، قائلا “إنّ ألأغنية الجديدة التي أُنجزت في ظرف وجيز، تحمل ثلاثة رسائل عالمية رئيسية بُغية نُصرة الرسول.

في سياق آخر، وقبل إصدار الأغنية الآنف ذكرها، ردّ الفنان المغربي، لحلو، في حوار خاص مع موقع “بناصا”، على الجدل الدائر الذي أثارته لوائح الفنانين المستفيدين من دعم وزارة الثقافة، وقراره توقيف إنتاج مشروعه الفني، مُطالبا الوزارة بتحويل المنحة التي خصصت لمشروعه ـ إن شاءت الوزارة – إلى صندوق كوفيد 19 قائلا: “إنّ هذا القرار جاء بناءً على حرصي بعدم التموقع في” مناطق مشبوهة”.

وفي ما يلي نص الحوار:

انطلقت العديد من المظاهرات الحاشدة، أخيرا، في عدد من البلدان العربية والإسلامية للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي محمد، هل أغنية “بالعربي.. إلا النبي” التي أصدرتها قبل أيام، هل هي امتداد لهاته الهتافات والمظاهرات؟

أغنية “بالعربي.. إلا النبي”، هي من تأليف الشاعر سعيد متوكل، وتوزيع يونس الخزان ، والتلحين والغناء من أدائي، وهي تعبير حضاري وسِّلمي للرد على من يسيئون للإسلام، ارتأيتُ وتعمدت ترجمة كلماتها إلى اللغة الإنجليزية لكي تصل إلى العالم، وذلك من خلال ثلاثة رسائل أساسية؛ الرسالة الأولى هي أنَّ “النبي خط أحمر” والثانية “صليبكم وهِلالُنا تجاور في بلادنا عبر السِنين”، والثالثة “لا تخلقوا لنا مشكل الإسلاموفوبيا”.

ما المدة الزمنية التي استغرقتم لإنجاز وكتابة وتوزيع هاته الأغنية الناجحة، لاسيما أنها صدرت مباشرة بعد ذكرى المولد النبوي؟

تم تأليف وكتابة الأغنية من طرف الشاعر سعيد المتوكل، ليلة الاحتفال بذكرى المولد النبوي وقمت بتلحينها في اليوم الموالي (الجمعة)، واشتغلنا على التوزيع يومي السبت والأحد، لتخرج الأغنية إلى الوجود في صباح يوم الإثنين الماضي على الساعة الرابعة.

الأغنية يجب أن تواكب الحدث وأن تَصدُرَ في آوانها، وإلا فمصيرها الضياع والموت، وما سَرّع من إصدار أغنية “بالعربي .. إلا النبي”، هو عامل التكنولوجيا، واشتغلنا أنا والمؤلف والموزع دون أن نلتقي، كل منا اشتغل بدون انقطاع من “الأستديو” الخاص به ومن منزله ببرنامج ونظام توزيع واحد، حتى الموسيقيين اشتغلوا من منازلهم، ممّا مكّننا من إصدارها في وقت قياسي لا يتعدى أربعة أيام.

هل يمكن للفن أن يغير من واقع الحال، أقصد حال الأمة العربية والهوان، وكيف يخدم الفني ما هو ديني؟

يمكن للفن أن يَخدُمَ أي شيء، لأن الفن رسالة نبيلة تُسمى بـ (Soft diplomacy) أو “الدبلوماسية الناعمة”، ويمكن للفن أيضا أن يُغير الزاوية التي من خلالها نرى الواقع، والفن يُؤخد من الواقع، لكن لا يتم تنزيله بنفس حدة الواقع، وإنما يُقرأ بزاوية فنية خالصة، فأن تقتحم أغنية ما المذياع أو التلفزة وتسمعها أو تشاهدها فهذه قوة دون أن تستأذنك، فيرددها الصغير والكبير خصوصا إذا كانت الأغنية راقية، وقد ينطبق نفس الأمر مع الأغاني “الهابطة” فهي سلاح ذو حدين، وفق تعبيره.

المُدققون اللغويون يقولون إن استخدام عبارة “إلا النبي” التي جاءت في عنوان أغنيتكم، “فاسدة المعنى”، وكأن القائل يقول: “أسيؤوا إلى كل شيء إلا نبي الله”، ما تعليقك على هذا القول؟

كل شيء قابل للتفاوض، وللتأويل، فعلاقة الغرب مع رُسلهم تختلف تماما مع علاقة المسلمين مع نبيهم، فبإمكان الغرب أن ينتقدوا أو يسخروا من أنبياءهم عن طريق رسوم كاريكاتورية، بينما المسلم لا يمكن له فعل ذلك، لأن الرسول “خط أحمر”، وأي مسلم كيفما كان إذا قمت بتخييره بين أمه أو أخوه أو الرسول، فسيختار لا محالة الأخير، والضرورة اللغوية تجعلنا نقول عبارة “إلا رسول الله”.

لنبتعد قليلا عن الفن، كيف يرى نعمان لحلو، واقع الأمة العربية والإسلامية، لاسيما بعد تطبيع عدد من الدول العربية مع إسرائيل وعقدها لاتفاقيات سلام دائمة؟

سؤال صعب، لكن ما يمكنني قوله هو إنننا شربنا نضال القضية الفلسطينية من ثدي أمهاتنا والعاهل المغربي يترأس لجنة القدس، وحكومة المغرب أكدت على رفضها لصفقة القرن، وأما الدول التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل فهي تبحث عن مصالحهَا.

في سياق آخر، طلبتم الاستفادة من دعم وزارة الثقافة خلال الجائحة، وبعدها تنازلتم عنه، ما الغاية من هذا الأمر؟ أي أن تطلب الدعم وبعدها تقرر التنازل عنه، بحيث يقول البعض إنه كان بالإمكان تفادي الطلب من البداية أساسا؟

هذا الدعم الذي تقدمه الوزارة للفنانين هو آلية معمول بها منذ سنة 2008، وليس وليد اللحظة، وإذا تم التنازل على الدعم فلن يرجع إلى ميزانية الحكومة، بل سيظل في صندوق وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وهناك أسباب عدة جعلتني أتخلى عن هذا الدعم، أولاً الوزارة ارتكب خطأ كبيرا بعدم عقدها لقاء صحافي من أجل التوضيح، ثانيا أنّ هذا الدعم أصلا ضئيل ولن يقدم شيئا، وأنا تنازلت لأن رأسمالي هو سُمعتي، حتى ولو قدمت الوزارة مليون دولار فسأتنازل عنه مقابل سمعتي، وهذا اللبس الذي وقع هو أنّ الناس لم تفرق بين الدعم الاجتماعي والدعم الفني، ويجب تخصيص صندوق للدعم الاجتماعي.

مما جاء في تبريركم لهذا التنازل، أنكم قلتم، بأنه أتى، حرصا منكم على عدم التموقع في “مناطق مشبوهة”، وهي عبارة رآها بعض منتقديكم، اتهاما صريحا للوزارة، والدولة عموما بمنح الفنانين أموالا مشبوهة.. ما هو ردُّكم؟

لا أبدا، الدولة أعطت دعما للمشاريع الفنية، وعندما تم تعميم هذا الدعم وقع لُبس في الموضوع وأصبحت له صبغة اجتماعية، وأنا ضد هذا اللبس، ولا أحب التموقع في المناطق المشبوهة، هذا هو القصد.

سؤال أخير، قال البعض إنّ تنازلكم جاء من أجل الركوب على الأزمة واستغلالها لصالحكم، خاصة بعد مصطلح “مناطق مشبوهة” ما تعليقكم على ذلك؟

لا توجد أي موجة للركوب عليها، فأنا فنان مشهور ولا أحتاج إلى الشهرة بمثل هذا التصريح، هذا النوع من الكلام يقوله أي كان من باب “القيل والقال”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي