Share
  • Link copied

نَوفل البعمري: النِّظام الجَزائرِي أَضْعفُ مِمّا نَتصوّر وعمليةُ الكركارات صدمته

قال الباحث المتخصص في ملف الصّحراء المغربية والمحامي نوفل البعمري، إنّ الجزائر ستكون مصدومةً اليوم من العملية النوعية السريعة التي قام بها المغرب أمس (الجمعة)، لوضع حدّ لوضعية الانسداد الناجمة عن عرقلة حركة معبر الكركرات الحدودي ـ لأنه لا أحد توقع ذلك ـ مؤكداً أنه في الوقت الذي كانت تبدو فيه المنطقة هادئة، عَمدَ المغرب الى القيام بتدخل عسكري سريع واضح الأهداف تَجلى في بناء حزام أمني يضمن سلامة المنطقة والحركية التجارية التي يعرفها المعبر.

وأضاف البعمري، في تصريح لجريدة “بناصا” الإلكترونية، أنّ الدولة الجزائرية هي اليوم أضعفُ ممّا نتصوّر، وهناك فراغ سياسي ومؤسساتي، ناتج عن مرض الرئيس تبون، الذي يتواجد منذ أسابيع في ألمانيا ولا أحد يتوقع تطور الوضع داخل الجزائر، والتحرك المغربي كان منتظرا بالنَّظر لتطورات الوضع في الكَركَرات، وهو تطور عرف نوعا من التصعيد غير المبرر من طرف مليشيات الجبهة التي استغلت حكمة و تبصر المغرب من أجل شرعنة تواجدها بمعبر الكركرات وبقطعها للطريق في مشهد لا يقوم به إلا “قُطاع الطرق”.

وأوضح المختص في شؤون الصّحراء، أنّ المغرب انتبه إلى هذا التصعيد منذ اليوم الأول، وكان يعلن عن مواقفه بشكل تصاعدي، وبشكل يراعي حجم الخطر في الميدان وتطوره، إذ انطلق المغرب أولا في إدانة ما حدث لينتقل لمستوى آخر وهو إعلان المغرب عن وقف المسلسل السياسي الذي لا يُمكن أنْ يستمر مع البلطجية ثم تحميل المغرب الأمم المتحدة لمسؤوليتها اتجاه الوضع في المنطقة وصولا للموقف الحالي الذي قام فيه المغرب بعملية عسكرية سريعة محدودة الأهداف و التدخل.

وأبرز البعمري، في التصريح ذاته، أنّ الهدف من العملية كان هو إنشاء حزام أمني بالمنطقة لوقف الأعمال البلطجية لعناصر الجبهة في الكركرات، وكذلك لتأمين الحركية التِجارية وتنقل المركبات والعربات، علاوة على ضمان الحق في التنقل للمدنيين سواء كانوا تُجار أو مسافرين.


وأكد المتحدث ذاته، أنّ الموقف المغربي واضح للأمم المتحدة وللمنتظم الدولي، وقد سبق أنْ تم إعلامهم به و بمختلف تطوراته المحتملة، إذ أنّ بلاغ الخارجية المغربية واضح من حيث تأكيد المغرب أنه لا يسعى للحرب، لكن إذا فُرضت عليه سيكون مضطرا للدخول فيها من منطلق الدفاع الشرعي عن النفس وعن المدنيين الذين يعبرون الكركرات.


وأشار الباحث في شؤون الصّحراء، إلى أنّ ما يهم الآن هو أنّ العملية كلها تصّب في اتجاه حماية المدنيين و تأمين المنطقة العازلة وأنها كانت مُؤطرة بالقانون الدولي، خاصة وأنّ المنتظم الدولي قد عَاينَ وسجل خروقات الجبهة مقابل حكمة وتبصّر المغرب.

Share
  • Link copied
المقال التالي