سلطت الصحف العالمية الضوء على المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات، والذي يخوض، ولأول مرة في تاريخ اللعبة بالمملكة والمنطقة العربية، نهائيات مونديال أستراليا ونيوزيلندا 2023، التي تجري منافساته بين 20 يوليو و20 غشت، حيث يبدأ مشواره بمباراة تاريخية أمام ألمانيا يومه الإثنين.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير لها، يوم أمس (الأحد) إن حقيقة أن المغرب يلعب في هذه البطولة، التي بدأت الخميس في أستراليا ونيوزيلندا، وأن فريقها النسائي موجود أصلاً، يمثل مصدر إلهام ومصدر فخر يمكن قياسه في الداخل والخارج.
وأشارت القصاصة ذاتها، إلى أن منتخب السيدات الذي يشارك في واحدة من ثماني مباريات تصفيات لأول مرة في مجال كأس العالم للسيدات، قد لا يفوز بمباراة تلعب في مجموعة تضم بطلًا سابقًا (ألمانيا)، ولاعبًا آسيويًا عاديًا (كوريا الجنوبية) وثاني أفضل فريق في أمريكا الجنوبية (كولومبيا)، لكن من المرجح جدا أن تفتح له آفاقا أرحب لممارسات هذه الرياضة مستقبلا.
ولم يكن الفريق النسوي معروفًا كثيرًا حتى بالنسبة لمعظم المغاربة قبل أن يستضيف الحدث الذي كان بمثابة البطولة القارية المؤهلة لكأس العالم على أرض الوطن في يوليو الماضي. ومع ذلك، عندما أعلن الفريق فوزًا بعدآخر، بدأت الملاعب في البلاد تمتلئ بالمشجعين، وكثير منهم شاهدوا الفريق يلعب للمرة الأولى.
وفي بلد تحظى فيه كرة القدم بالتبجيل ولكن الاهتمام بلعبة السيدات يمثل ظاهرة جديدة، حيث أدى هذا النجاح إلى رفع صورة الفريق. وقال رينالد بيدرو مدرب الفريق الفرنسي: ” لقد أظهروا لنا أنهم يستطيعون ملء الملاعب وإسعاد قلوب المغاربة”، مردفا: “لقد فعلوا ذلك على أرضية المسرح الأفريقي، والآن نأمل أن يفعلن الشيء نفسه على الصعيد الدولي”.
ويعتبر حضور المغرب في أستراليا هذا الشهر شهادة على الجهود المبذولة لتطوير كرة القدم النسائية في البلاد من خلال الاستثمارات الحكومية والجهود المتضافرة لاكتشاف المواهب، ليس فقط في مدن مثل الرباط والدار البيضاء ولكن أيضًا من خلال مواهب الجالية بالخارج على غرار فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وهولندا.
واعتبرت الصحيفة ذاتها، أن الأكاديميات التي تتوفر عليها المملكة المغربية حاليا تضطلع بدور كبير في تكوين اللاعبين من مختلف الفئات العمرية الناشئة، حيث جرى بناء وتجهيز أكاديمية محمد السادس وفق معايير تجعلها تضاهي مراكز التكوين المهنية الأوروبية ذات الصيت العالمي.
ولفت التقرير، إلى أن الثالث عشر من يوليو 2022 سيظل يومًا مميزًا في تاريخ كرة القدم النسوية في المغرب، حيث تأهلت لبؤات الأطلس للمرة الأولى إلى نهائيات كأس العالم. إنه إنجاز تاريخي لم يحدث من قبل في المغرب والوطن العربي، ويضع مسؤولية تكريم كرة القدم النسوية على عاتق مدرب الفريق الفرنسي رينالد بيدروس، ليكون شرفا ليس فقط للمملكة المغربية ولكن للمنطقة بأسرها.
وتأمل اللاعبات المغربيات في تحقيق نتائج إيجابية في هذه النسخة الخاصة، ويمكن أن يسلكن مساراً مشابهاً للمنتخب الوطني الذي لفت الأنظار بأدائه البطولي في كأس العالم 2022 في قطر. هل سيتحقق ذلك؟ خاصة وأن بعض المراقبين يرون أن هذا الإنجاز يمثل تحولاً في كرة القدم النسائية في المغرب، ومن المرجح جداً أن يفتح آفاقاً جديدة لممارسة هذه الرياضة وجذب جمهور أكبر.
تعليقات الزوار ( 0 )