تواصلت، أمس الاثنين، الاحتجاجات الغاضبة في مدن الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية مقتل الشاب الأسود جورج فلويد، وسط تحريض من الرئيس دونالد ترامب لحاكم الولايات لاستخدام الشدة.
وذكرت تقارير لوسائل الإعلام أن ترامب انتقد رد حكام الولايات على الاحتجاجات، معتبرا أن هؤلاء يجب عليهم اتخاذ موقف أكثر صرامة، وأن ردهم الحالي يجعلهم يبدون ضعفاء.
5 قتلى و4000 معتقل… نائب مسلم سيحاكم الشرطي المذنب
وقالت محطة (سي.بي.أس) التلفزيونية نقلا عن تسجيل صوتي لترامب حصلت عليه «عليكم السيطرة إذا لم تسيطروا على الوضع فإنكم تهدرون الوقت. سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى».
وقبل هذا، دعا البيت الأبيض إلى الالتزام «بالقانون والنظام»، وحمّل المحرضين مسؤولية الاحتجاجات الأمريكية العنيفة في جميع أنحاء البلاد للّيلة السادسة على التوالي.
وقالت كايلي مكيناني المتحدثة باسم البيت الأبيض لشبكة فوكس نيوز «نحتاج إلى القانون والنظام في هذا البلد». وقالت إن «أنتيفا»، وهي جماعة مناهضة للفاشية، كانت «بالتأكيد وراء هذا العنف».
وقضت مراكز الشرطة والإطفاء الليلة الماضية في إخماد حرائق متفرقة بالقرب من البيت الأبيض، وفوضى نهب المتاجر في نيويورك وساوث كاليفورنيا.
ونقلت شبكة «سي.أن.أن» عن مصادر أمريكية مسؤولة القول إن ترامب نُقل إلى قبو البيت الأبيض المُحصن (مركز عمليات الطوارئ)، وذلك مع تجمع المتظاهرين من أجل جورج فلويد خارج البيت الأبيض الجمعة الماضية.
ونشر الحرس الوطني قواته في 23 ولاية وواشنطن العاصمة. واندلعت حرائق قرب البيت الأبيض، وتعرضت متاجر للنهب، واخترقت شاحنة مسيرات في مدينة مينيابوليس الأمريكية.
وبدأت الاضطرابات باحتجاجات سلمية على وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود، أثناء احتجازه لدى الشرطة. وتوفي فلويد (46 عاما) يوم الاثنين 25 ماي بعد أن أظهر مقطع فيديو ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس وهو يجثو على رقبته لما يقرب من تسع دقائق.
وفي لويسفيل في ولاية كنتاكي، ذكرت قناة (دبليو.إل.كيه.واي تي.في) التابعة لشبكة سي.بي.أس أن الشرطة قتلت بالرصاص رجلا في وقت مبكر أمس الإثنين. ولم يتضح إن كان من المتظاهرين.
وأضافت القناة أن الشرطة قالت إنها تعرضت لإطلاق نار قبل الواقعة. كذلك أشارت وسائل إعلام إلى أن عدد القتلى وصل إلى 5.
وفي واشنطن العاصمة، أضرم محتجون النار قرب البيت الأبيض أول أمس الأحد.
واندلعت أعمال شغب متفرقة في بوسطن بعد احتجاجات سلمية، فيما ألقى متظاهرون زجاجات على أفراد الشرطة وأشعلوا النار في مركبة. وبعد ظهر الأحد، اخترقت شاحنة حشدا من المتظاهرين على الطريق السريع 35 في مينيابوليس، الذي كان مغلقا أمام حركة المرور، وسحب المتظاهرون السائق من الشاحنة وضربوه قبل أن تحتجزه شرطة مينيابوليس. ولم يبد أن الشاحنة أصابت أي متظاهرين.
وفي الساحل الغربي، وقعت اشتباكات في بورتلاند في ولاية أوريغون حيث أظهرت لقطات تلفزيونية حرائق صغيرة مستعرة، فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين أطلقوا ألعابا نارية.
وتعرضت المتاجر الفاخرة في سانتا مونيكا للنهب في شارع شهير للمشاة قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل بعض الأشخاص. وفي نيويورك اعتقلت الشرطة 350 شخصا وأصيب 30 شرطيا بجروح في اشتباكات، وقالت مصادر إعلامية إن عدد المعتقلين في عموم البلاد وصل إلى 4000.
إلى ذلك، أعلن حاكم ولاية مينيسوتا الأمريكية، تيم فالز، أن النائب العام في الولاية، كيث إليسون، وهو أول نائب ديمقراطي مسلم في الكونغرس، سيأخذ زمام المبادرة في محاكمة ديريك تشوفين، ضابط الشرطة المتهم بقتل جورج فلويد.
وجاء هذا القرار بعد أن فقد سكان الولاية ثقتهم بالمدعي العام في مقاطعة هينيين.
تعليقات الزوار ( 0 )