Share
  • Link copied

نمو هائل للنباتات.. صور الأقمار الصناعية تظهر التحول الكبير في المناظر الطبيعية بعد التساقطات المطرية الأخيرة

كشف تحليل حديث لصور الأقمار الصناعية التي أصدرها برنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي عن ظاهرة مهمة في شمال غرب المغرب، وتتعلق بالنمو الهائل للنباتات بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة.

وقالت صحيفة “إلديباتي” التي تطرقت للموضوع، إن مناطق مثل الدار البيضاء وبرشيد وسطات، التي كانت حتى منتصف فبراير تتميز بمناظر طبيعية جافة في الغالب، تظهر الآن مساحات واسعة مغطاة بالخضرة.

وأضافت الصحيفة، أن هذا التغيير، تم رصده باستعمال بيانات من القمر الصناعي “Sentinel-2″، التابع لبرنامج “موبرنيكوس”، الذي يوفر ملاحظات عالية الدقة لسطح الأرض.

وتابعت أن الصور المقارنة الملتقطة يومي 14 فبراير الماضي، 16 مارس الجاري، تظهر بوضوح كيف عادت النباتات إلى الظهور بعد فترة من هطول الأمطار الغزيرة بشكل استثنائي.

وحسب البيانات التي جمعتها مديرية الأرصاد المغربية، ووضعها برنامج “كوبرنيكوس” في سياق هذا التغير، سجل المغرب 113.9 ملم، من الأمطار في الفترة ما بين 1 شتنبر 2024، و19 مارس 2015.

ويمثل هذا الرقم، حسب البيانات نفسها، زيادة بنسبة 88 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، إلا أنه ما يزال أقل بـ 18 في المائة، عن المتوسط الطبيعي.

وأكدت الصحيفة الإسبانية، أن وجود الغطاء النباتي يفيد النظام البيئي بعدة طرق، لأنه يعمل على تثبيت التربة، ويقلل من التآكل، ويحسن الاحتفاظ بالرطوبة، ويعزز التنوع البيولوجي، كما أن تهاطل الأمطار مؤخرا في المغرب، يمثل تحسنا للظروف المناخية التي اتسمت بالجفاف، بالنسبة للمناطق الفلاحية.

وعلى نحو مماثل، يقول المصدر، يسهل التشجير تجديد المراعي، مما يعود بالنفع على الثروة الحيوانية التي تعتمد على الأعلاف الطبيعية، مردفاً أنه على المستوى البيئي، قد تعمل على هذه الأنواع من الأحداث على التخفيف مؤقتا من آثار تغير المناخ، رغم أنها لا تحل المشكلة البنيوية المتمثلة في الإجهاد المائي الذي تواجهه المنطقة.

وأبرز الموقع، أن تعافي الغطاء النباتي الملحوظ، يعزز دور أنظمة المراقبة عبر الأقمار الصناعية في مراقبة المناخ، متابعاً أن “كوبرنيكوس” يتيح الكشف السريع عن التغيرات في الغطاء الأرضي، وتقييم الأحداث المتعلقة بالطقس، والتوجيه بشأن سياسات التكيف في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة، وإدارة المياه وحماية البيئة.

ونبهت “إلديباتي” في سياق متصل، إلى أنه بالرغم من الراحة التي تجلبها هذه الأمطار، إلا أن الخبراء، يحذرون من أن هذه الظاهرة فريدة من نوعها ضمن نمط مناخي متقلب بشكل متزايد، مبرزين أن التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في البنية التحتية للمياه، سيظل أمرا حاسما لمواجهة التحديات المستقبلية.

Share
  • Link copied
المقال التالي