لا تحقرن عمل شيء ولو كان بسيطا ولا تحقرن احدا ولو كان رجلا مهملا ضعيفا، اغبر ،اشعث مدفوع عن الابواب لأن الله يضع سره في أضعف خلقه ،فربما لو اقسم على الله لأبره .وتخلص من خلق العجب بالنفس والانانية والكبرياء والاحساس بالقوة ،والخيلاء والبطر، ولا تمشي في الأرض مرحا ،إن الله لا يحب كل مختال فخور .
أقم صلاتك في اوقاتها واقرأ كلما تيسر لك ، آيات من القرآن ، الكريم فكلمات الله تحميك من الشرور .واذكر الله ما استطعت.
عش حياتك بهدوء لحظة بلحظة دون توتر او ضغط تلذذ بتنفس الهواء والنسيم العليل كل صباح وخذ فطورك الصباحي دائما ونوع غذاءك واقتصد كثيرا في اكل اللحوم وأكثر من الخضر ولا تأكل حتى تشبع ، حاول ممارسة الرياضة ولو كان المشي السريع فقط نصف ساعة كل يوم ، وقد كنت ولا زلت كسولا خاملا ، واهتم بصحتك وزر طبيبك الخاص بشكل دوري كل ثلاثة أشهر على الأقل واهتم بجسدك فهو وسيلتك للعمل في الدنيا والعبادة والفلاح في الآخرة ، وعش حياتك العائلية وعانق واحضن ابناءك واحب زوجتك ولا تخنها فالخيانة تدمير للنفس الطاهرة ولا يستدرنجك الشيطان ويبرر لك فعل الشرور ، ويوسوس لك ويقول لك أفعلها وجربها ولو لمرة واحدة ، فقيامك بذلك يعني زوال الحاجز ، فمن يقتل مرة سيقتل مرات اخرى ، ومن يزني لمرة سيسهل عليه فعل الزنى ، وكذلك من يسرق ، لأن البراءة والفطرة الإنسانية تتلوث حينذاك وترتفع ، ويصبح الاجرام والفساد ،عندك عادة طبيعية لا تسبب اي إشكال ، أو إحراج لأن الضمير يكون قد مات
ارحم الحيوان وكل ذي روح حية وكبد رطبة فقد تدخل الجنة بسبب شربة ماء لهرة عطشانة في يوم شديد الحر ، ولا تقتل اي حيوان إلا الخطير الضار منها ، ولا تقطع النبات والشجر بدون سبب فروح الله تسري فيها ولا تعيث في الأرض فسادا ،
واهتم كثيرا بالصداقة وابحث عن اصدقائك القدامى وتواصل معهم فهم انت لانهم ذاكرتك التراكمية وما علق بها من لحظات وصور عبر الايام لأن الصداقة رابطة اخوية قائمة بالاختيار ، وهي تدعمك بطاقة إيجابية ومعنوية خلال رحلة العمر ، وقد جربت خلال هذا المرض معنى الصداقة وقد كان اصدقائي وأحبائي القدماء والجدد يتصلون بي كل صباح ومنهم من بكى دموعا حارة صادقة حزنا وخوف علي ومنهم أخ وصديق وخليل حبيب لم اكن ادرك عمق محبته بهذا الشكل ، وكنت مقصرا في حقه احتراما له ولعمله وكان يتصل بي كل صباح رغم مسؤولياته، الجسام ، وصديق الطفولة والشباب والكهولة من ورثث محبته من محبة ابي بأبيه العالم الفقيه رحمه الله ، والد الحبيب الأستاذ الجامعي والمفكر والفيلسوف الذي لم تلهه اعماله بالخارج، عن السؤال الدائم واستاذ مرب فاضل مدير مؤسسة تعليمية وغيرهم من اصدقاء الطفولة بقريتي وأيام الدراسة بفاس العتيقة حماها الله وحفظ اهلها واهل وطننا الحبيب وجيراني ومنهم من اتصل بي من وسط ادغال افريقيا بساحل العاج ومنهم اشخاص لا اعرفهم من بلاد عربية ومن هذا المنبر احيي الدكتور ياسر الحسن وهو صديق فايس بوكي ، واحيي زملائي في المهنة بدون استثناء من هيئة القنيطرة وغيرها من الهيآت ومنهم من كان يتصل بي يوميا ومنهم من زارني رغم خطورة المرض ، وأصدقاء آخرين تتبعوا حالتي ودعوا لي بالشفاء ، فقد شعرت واحسست بكل واحد منكم عن بعد لأن حالة الصدق تكشف الحقائق لذلك انا اشد على ايديكم والوح لكم من بعيد وأعانقكم واقبل وأبوس الارض تحت نعالكم يامن غمرتموني بالحب وبما لا يباع ولا يشترى. بمال ، وقد صدق من قال ان بالالم تنصهر الروح في فرن الصدق لتخرج طاهرة نقية ، وفي المحن الكبرى والشدائد يظهر من يحبونك وقد كنت غافلا عنهم ولا أرد لهم بالا ، في زحمة الحياة
، وأنت تعيش لا تنسى حظك ونصيبك من الدنيا ، واعمل قدر ما تستطيع واحب مهنتك وزملاءك في العمل وعاملهم باحترام وتقدير يليق بمقامهم ولا تتسرع في الحكم عليهم إذا صدر من احدهم خطأ أثناء التنافس الشريف وظن بهم خيرا فأنت تراهم وتعيش معهم اكثر مما ترى إخوانك ، ولا تطمع فيما عندهم وليس عندك فالله قد قسم الارزاق وفق شروط واسباب موضوعية منها الطموح والاستعداد والعلم والجهد ونحن غير متساويين في النباهة والذكاء ، وكذلك فالله يهب الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ومهما كنت فقيرا لا تسلك طرق الفساد ، وتتبع خطوات الشيطان ، وقد غرتني نفسي كثيرا وفي محطات متعدد فانتصرت أحيانا لكنني قمعتها أحايين أخرى وانتبهت ،
وإنا قابل لوضعي وما وهبني الله ولو كان قليلا طامع في تحسينه طامح في تغييره وكل ذلك بمساعدة وتوفيق من الله .
ولذلك حاول تحسين وضعك المعيشي بما تستطيع وبما يرضي الله ولا تعقد صفقة مع الشيطان فقد يهبك الدنيا والمال ويسرق منك روحك ويسجنها في قلعته الحصينة فتندم يوم لا ينفع الندم كما ذكر الشاعر الألماني جوته في مسرحيه الرائعة المسماة فاوست ،
واعمل لدنياك كأنك ستعيش ابدا ،واعمل لآخرتك كانك ستموت غدا.
ولا تنسى امك وبر بها إن كانت حية فإن بطنها هو منزلك الاول في هذا الوجود ، واحضنها وخذ أنفاسا عميقة من رائحة و وعرق وعبق صدرها الفردوسي ، وجالسها كثيرا فأنك حين تفقدها ستشعر انك اصبحت طفلا عاريا في الفضاء ولو كنت شيخا عجوزا ، وبر بابيك كذلك ولا تتكبر عليه ولا تقل له اف وصاحبه في الدنيا معروفا ، فقد حملك على كتفك حين كنت صغيرا وسهر الليالي حين كنت مريضا وواجه الصعاب من اجل ان لا تشعر بالجوع. وعرض نفسه للخطر حتى لا تشعر بالخوف ، وقد حدث لي في تجربة مرضي أنني فكرت في ابنائي وإنا على فراش الموت ، وحزنت وخفت عليهم من عوادي الزمن اكثر من خوفي على نفسي من الموت ، ونسيت أن الله القادر من أقام الاكوان والنجوم والمجرات قادر على ان يتكفل بهم بمعيتي او بدوني وانني مجرد سبب ظاهري واهي ، وهمي
صل رحم إخوانك وخالاتك وعماتك وسائر أفراد عائلتك فإن صلة الرحم من الرحمة .
ولا تنسوا الله حتى لا ينسيكم انفسكم ، استحضروه في حياتكم كل دقيقة ومع كل نفس حتى يكون معكم في الأوقات الصعبة .حين لا تجدون احدا عند اليأس والفشل والهزيمة، والانكسار
ففي الحديث الصحيح عن النبي ﷺ: قال الله :(أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.) رواه البخاري في صحيحه.
هذه نصائح انصح بها نفسي قبل أن انصحكم ، وهي نصائح ليست سرا من الأسرار. بل يعرفها البادي والعادي والقاصي والداني ، ولكن يتعرض الإنسان للغفلة والنسيان ، ويحتاج إلى التذكر لأن الذكرى والعبرة والعظة، تنفع الانسان ذي القلب السليم والعقل الحصيف ، يوم لا ينفع الانسان إلا من أتى الله بقلب سليم ، أتمنى لكم اصدقائي جميعا الصحة والسعادة في الدارين وان يحفظكم الله من كل مكروه ، ولا تؤاخذوني فإنما هي كلمات أواسي بها نفسي وانا في حال المرض ولا اقصد بها الا الخير واعوذ بالله من التعالي والتعالم و الكبر والعجب والرياء ،فمن شاء منكم اخذ منها ما يحب ، ويرضى ، ومن شاء منكم أهملها وتركها فهو حر. وأعلم أنا العبد الضعيف انه وكما قيل قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ، وكل واحد يعلم من الفكر والخير بنصيب ويرى الحقيقة والحق من زاوية ، لا استطيع أنا العبد الضعيف رؤيتها واكتشافها ،ومعرفتها بنظري القاصر المحدود ، فللحق أوجه متعددة. وطرق كثيرة ، وانا لا ادعي الوثوقية والدوغمائية ، فالكمال لله وحده.
تعليقات الزوار ( 0 )