شارك المقال
  • تم النسخ

نشطاء مغاربة ينقسمون حول “دعاية” أخنوش.. “شجاعة سياسية” أم “رشوة سياسية”؟

مع دُنُوّ موعد الانتخابات التشريعية والمحلية، أثار تعهد وزير الفلاحة والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، بتوفير مليون فرصة عمل، وتخصيص 1000 درهم شهرياً للمسنين، ورفع رواتب الأسرة التربوية، في حالة تصدر حزبه الإنتخابات المقبلة، زوبعة من الجدل على منصات “السوشيال ميديا”.

جاء ذلك، خلال تقديم زعيم حزب “الحمامة” للخطوط العريضة لبرنامج حزبه الإنتخابي يوم أمس (الخميس) بمدينة أكادير، الذي أعلن فيه عن خمس أولويات كبرى لبرنامج حزب “التجمع الوطني للأحرار”، تهم مجالات التعليم و الصحة والشغل والحماية الإجتماعية.

وفي أفق التحضير للانتخابات المقبلة، إلتزم الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال تقديمه لمحاور البرنامج الإنتخابي، بتوفير منح خاصة للأسر، وتخصيص 1000 درهم شهرياً لمن يفوق سنه عن 65 عاماً و التلاميذ الذين يتابعون دراستهم، فضلاً عن رفع رواتب لرجال ونساء التعليم من 5000 درهم الى 7500 درهم.

وعود انتخابية عمرها 30 سنة

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت آراء المعلقين المغاربة بخصوص “الحملة الدعائية” لزعيم “الأحرار” بين مؤيد ومعارض ومستهزأ، وصلت حد شن رواد الشبكات حملة دعائية مضادة تسخر من ما وصفته بالبرامج والوعود الكاذبة على غرار برنامج “من سيربح المليون”.

عبد الرحيم حامض، المحامي بهيئة الدار البيضاء، كتب في تدوينة له، أمس (الخميس)، تعليقا على البرنامج الإنتخابي السالف ذكره، قائلا: “نفس الوعود قدمها “أخنوش” على عهد البصري الذي احتضنه وهو شاب ذات انتخابات محلية ليصل إلى منصب رئيس المجلس الإقليمي لأكادير وتتبخر جميع الوعود الإنتخابية”.

بدورها تفاعلت المهندسة المغربية، سليمة بلمقدم، مع تعهد عزيز أخنوش بإحداث مليون فرصة شغل وتخصيص منحة 2000 درهم “زرورة” للرضيع الأول ومنح مبالغ مالية لكبار السن والتلاميذ، في تدوينة لها على صفحتها الرسمية.

ووصفت بلمقدم هذه “الحملة الدعائية” بأنها “سياسة الرشوة”، مشددة بالقول “وعود حول الفلوس والفلوس فقط”، أما بالنسبة لمليون منصب شغل، فيجب التدقيق مع السيد الوزير بأي قطاعات وعلى أي مدى؟”.

وأخيرا، تضيف صاحبة التدوينة، “أريد أن أذكر بأن واحات المغرب في خطر، وذلك بسبب سياستكم الفلاحية غير الملائمة أو المخربة، بسبب تغييب الحكامة في تدبير الموارد المائية، ونظرا لغياب تام لتفعيل مخطط معقول للتخفيف من آثار التغيرات البيئية”.

من جانبه، قال عبد الوهاب السحيمي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية وحاملي الشهادات، إن “الخطير على البلاد ماشي هو أخنوش ولا العثماني ولا لشݣر”.

وأضاف في السياق ذاته، “الخطير فعلا على البلاد هوما هادوك اللي هازين ليهم البندير، وأن المصيبة تتكون أكبر وأعظم هو ملي تيكونوا البنادرية يعتبرون أنفسهم من المثقفين”.

شجاعة سياسية، ورفع السقف عاليا أمام باقي الأحزاب الأخرى

وفي تدوينة مطولة، كتب جواد الشفدي رئيس المرصد المغربي للمشاركة السياسية، منشورا بخصوص جدل الذي أحدثه إعلان أخنوش، قائلا: “شخصيا كنت دائما ضد البرامج الانتخابية المدونة في عشرات الصفحات بلغة جميلة مليئة بالكلمات وبدون أرقام”.

وأضاف، “المواطن المغربي اليوم في حاجة لمن يتعاقد معه وفق إلتزامات كمية وشجاعة، وأعتبر خروج رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار شجاعة سياسية، لأنه رفع السقف عاليا أمام باقي الأحزاب الأخرى، ومع ذلك، فالخرجة الأخيرة لأخنوش سيف ذو حدين، لأنها جاءت بالتزامات كمية وواضحة من جهة، ولأنه وضع نفسه وحزبه رهن محاسبة المواطنين في حالة فوزه بالانتخابات من جهة ثانية”.

وأوضح الشفدي، أن المغرب اليوم في حاجة الى برامج قريبة من حاجيات المواطن، وتجيب على إشكالات العديد من السياسات العمومية التي أبانت على هزالتها من حيث المردودية والفعالية، ولفتح نقاش صريح، ووضع مختلف برامج الأحزاب السياسية تحت مجهر التشريح والمقارنة، أنتظر بشغف كبير التوجهات والخطوط العريضة للبرامج الانتخابية التي ستعتمدها أحزاب العثماني، ووهبي، وبركة، ولشكر، والعنصر، وساجيد، وبنعبد الله، ومنيب”.

واسترسل، “الأكيد أن البرامج الانتخابية التي ستخاطب المواطنين بلغتهم سيكون لها أثر إيجابي في محاربة العزوف الانتخابي، وسينتج عنها مشاركة انتخابية وسياسية مكثفة، شريطة أن يحس المواطن بصدقيتها وملامستها لمتطلباته وحاجياته”

وسجل رئيس المرصد المغربي للمشاركة السياسية، في التدوينة ذاتها، أنه خلال الـ10 سنوات الأخيرة، أعطت صناديق الإقتراع الأفضلية لتوجه سياسي معين، والمواطنون سيحاسبون حصيلته خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة”

وبالمقابل، يضيف الشفدي، فـ”انتقاد أي برنامج انتخابي يكون بتجريبه على أرض الواقع، حينها يمكن تقييمه وفق الآليات الديمقراطية، وعزيز أخنوش كباقي زعماء الأحزاب السياسية من حقه قيادة حكومة مغربية إذا وضع فيه المغاربة ثقتهم”.

وأشار، إلى أنه من سيقارن بين ما جاء في توجهات النموذج التنموي الجديد وبين برامج الأحزاب السياسية فكمن يحلم بمغرب يسير بربانين للسفينة، النموذج التنموي شاركت فيه الأحزاب السياسية عبر مقترحاتها، فهو نموذج تنموي لجميع المغاربة، ومن الطبيعي أن تستمد منه الأحزاب السياسية التوجهات الكبرى لتوجهاتها والتي لايمكن لها إلا أن تصب في رافعات التغيير الكبرى لمغرب 2035.

وخلص رئيس المرصد المغربي للمشاركة السياسية، في ختام تدوينته، إلى أن الحكومة المقبلة مطالبة بتحمل كامل مسؤوليتها السياسية أمام المواطنين، وأن تقطع مع شماعة “ما خلاونيش نخدم!!”.

عبد السميع بنصابر، القاص والروائي المغربي، وعضو اتحاد كتاب المغرب، في تعليق ساخر، استشهد بمقولة القائد السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف، للتعبير عن رأيه بخصوص “الحملة الدعائية” لزعيم الأحرار” جاء فيها:”السياسيون كُلهم مُتشابهون فهُم يعدونك ببناء جسر، حيثُ لا يوجد نهرٌ أساسا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي