في فضيحة جديدة، وُصفت بأنها “متعدّدة الأبطال”، صادق المجلس الحكومي، المنعقد اليوم الخميس، على تعيين يونس السحيمي، كاتباً عاماً لقطاع التربية الوطنية، بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على الرغم من عدم ترشحه للمنصب الذي سبق للوزارة أن أعلنت عن إجراء مباراة لنيله.
وكانت وزارة التربية الوطنية قد أعلنت في الـ 16 من يناير الماضي، عن فتح باب الترشيح لشغل منصب الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية، قبل أن تفرج في الـ 14 من فبراير الماضي، عن قائمة المرشحين لاجتياز المقابلات الانتقائية في الـ 17 من الشهر نفسه، والتي تضمنت 5 أسماء.
ورغم تواجد أسماء راكمت تجارب مهمة في قطاعي التربية والتعليم، في القائمة الخماسية، منها رضوان مرابط، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس السابق، وعبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، وهيند ابن الحبيب، مديرة إدارة منظومة الإعلام بوزارة التربية الوطنية، إلا أن شكيب بنموسى، اختار اسماً خارج القطاع، وهو السحيمي، الإطار في المفتشية العامة لوزارة المالية.
هذا التعيين، خلّف موجة من الجدل، خصوصاً أنه جاء بعد إعلان الوزارة، عن مباراة لنيل هذا المنصب، وبالنظر إلى العلاقات التي تربط السحيمي، المنتمي لحزب الاستقلال، بنزار بركة، الأمين العام لـ”الميزان”، والذي تشير أصابع الاتهام إليه بدرجة أولى، وتعتبر أنه وراء الضغط، لإنزال المعني، بـ”المظلة الهوائية” فوق المنصب.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن هذه الفضيحة الجديدة “متعددة الأبطال” من داخل الحكومة، وعرفت مشاركة الأحزاب المتحالفة، خصوصا الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، باعتبارهما المعنيان الرئيسيان، حيث بحثا عن الترضيات، من أجل تجنّب أي شرخ محتمل، في “التركيبة الثلاثية”.
وتعليقا على هذا الأمر، قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العامّ، في تدوينة على “فيسبوك”، بعد اقتباسه لعبارة من أغنية لـ”ناس الغيوان: “دقة تابعة دقة وشكون يحد الباس”: “مع حكومة الريع والفساد ماحتقدر تغمض عينيك، سير على بركة الله”، متابعاً: “الفساد والريع يتمدد الخطر القادم”.
من جانبها، قالت الإعلامية، والبرلمانية السابقة، حنان رحاب، إن هذا التعيين “فضيحة”، مضيفةً في تدوينة على حسابها بـ”فيسبوك”: “هذا الشخص لم يتقدم بترشيحه لنيل المنصب، ومعلوم أن الوزارة أعلنت عن فتح باب التباري، وقدم كثيرون ترشيحاتهم، وفي النهاية تم انتقاء خمسة أشخاص بتجارب غنية للمقابلة من أجل اختيار واحد، ومرت المقابلة”.
وأوضحت أنه “في الوقت الذي كان الجميع ينتظر الإعلان عن نتائج المباراة، تفاجئ الحكومة اليوم الجميع بتعيين السحيمي الذي لم يشارك فيها”، متابعةً: “اللجان التي انتقت الملفات الأولية، واللجنة التي أشرفت على المقابلة، والذين نالوا تعويضاتهم عن هذا العمل. والأشخاص الذين حضروا المقابلة، بذلوا مجهودا كبيرا في تهييء ملف ترشحهم الذي يقتضي عرض برنامجهم، وهو الأمر الذي يتطلب مجهودا كبيرا من التحضير والإعداد. من مروا من تجربة التباري حتى على منصب رئيس قسم في إدارة جهوية، ويعرفون ما يتطلبه إعداد المشروع الشخصي، فما بالك بمنصب كاتب عام واحدة من أكبر وزارات البلد. كل هذا، “ويجي واحد وياخودها باردة”. فقط، لأنه ولأنه كان مديرا لديوان لوزير..”.
وشددت رحاب، على أن السيرة الذاتية الخاصة بالسحيمي، التي نشرتها عدد من المواقع، أقل من نظيرتها الخاصة بالشخصيات التي شاركت في المقابلة”، مؤكدةً في الختام: “منطق المحسوبية ومنطق الترضيات على حساب القانون، والإنسان المغربي باق ويتمدد”.
تعليقات الزوار ( 0 )