شارك المقال
  • تم النسخ

ندوة تقارب آليات التصدي لظاهرة العنف في صفوف الشباب في جرف الملحة بسيدي قاسم

احتضن بهو بلدية مدينة جرف الملحة في إقليم سيدي قاسم، يوم أمس السبت 2 نونبر ، ندوة ثقافية في موضوع “التربية على القيم: آليات التصدي لظاهرة العنف في صفوف الشباب” ، بشراكة بين ثانوية محمد الزرقطوني التأهيلية ومركز ورغة للدراسات والفكر.

استضافت الندوة ثلة من الباحثين والفاعلين في مجالات متباينة شملت التربية والأسرة والتعليم والقانون والعلوم الشرعية والتنمية الذاتية.

بداية، رحب محمد الكرافس رئيس مركز ورغة للدراسات والفكر ومسير الندوة بالحضور، معطيا الكلمة الافتتاحية للأستاذ محمد عروب مدير ثانوية محمد الزرقطوني التأهيلية الذي أسهب في الحديث عن دور المدرسة اليوم في غرس القيم النبيلة والسلوكات القويمة في صفوف التلاميذ، مع تأكيد الدور الإيجابي لمثل هذه الندوات في إنعاش الحياة المدرسية وربطها بالانفتاح على المحيط الخارجي، بما يخدم المجتمع ويساهم في نشر قيم الفضيلة والصدق والتسامح ونبذ السلوكات الهجينة والمشينة.

 وانطلقت أشغال الندوة بمداخلة في موضوع: “التربية على القيم: مقاربة تربوية”، قدمها الدكتور رشيد الكزولي، وهو أستاذ باحث وفاعل سياسي، له إسهامات نوعية في دراسة التاريخ والتراث اللامادي للمنطقة، حيث قدم تعريفا نظريا لمفهوم القيم ووظائفها. كما ربط التربية بالقيم باعتبارها مشتلا وحاضنة لها، تماشيا مع روح الإسلام وتوصيات ديننا الحنيف. وفي الشق الثاني من محاضرته، تطرق الكزولي إلى مفهوم العنف وأشكاله ونتائجه الوخيمة وتأثيراته على الشباب والمجتمع ككل. واقترح حلولا ومجموعة من الإجراءات التي بإمكانها الحد من العنف المستفحل وسط الشباب.

وجاء محور المداخلة الثانية موسوما بــ” المقاربة القانونية لظاهرة العنف”، للأستاذ أيوب الهداج، وهو محام بهيئة القنيطرة، حاصل على شهادة الماستر في قانون المنازعات.  في البداية عرّف المحاضر مفهوم العنف في تجلياته الجسدية والنفسية والعاطفية، مستحضرا نماذج لحالة ونوازل عرفتها محاكم المملكة. كما حدد مراحل الطفولة وأنواعها من الناحية القانونية، مفرقا بين الطفل قبل 12 سنة والطفل المميز القاصر ما بين 12 و 17، ومعتبرا السلوكات التي تنشا عن الفعل الجرمي تدخل في باب الإيذاء بمختلف أنواعه. واستحضر الهداج الاستغلال الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي الذي تتم المعاقبة عليه عند الإساءة إلى الطرف الآخر، لاسيما ما يتعلق بالتنمر والسب والقذف الذي تتم المعاقبة عليه أحيانا وفق قانون الصحافة، مفصلا الحالات المتعددة في هذا الباب.

من جانبه، تناول الأستاذ الباحث عزيز التاونتي ظاهرة العنف من زاوية شرعية، حيث وسم مداخلته بــ “المقاربة الإسلامية لمواجهة العنف”، مقدما تحديدا لغويا واصطلاحيا للعنف في الإسلام، ومعرجا على أنواعه وأسبابه المباشرة وغير المباشرة. وانفتح الأستاذ التاونتي على  التوجيهات الربانية في هذا المجال مستحضرا أخلاق الرسول عيه الصلاة والسلام، باعتبار الإسلام دين مكارم الأخلاق والمعاملات بالإضافة إلى العبادات والجوانب العقدية والتعبدية. كما قدم مجموعة من النصائح والتوصيات للشباب قصد اتخاذ الرسول قدوة في سلوكاتهم اليومية، لاسيما ما يتعلق بنهج اللين ونبذ الخشونة وغيرها.

وخصصت المداخلة الرابعة موضوعها للتوازن النفسي والوعي الثقافي لدى فئة الشباب، قدمها الأستاذ الباحث عبد الهادي اليماني، الذي يهتم بشؤون الأسرة وسيكولوجية الطفل والمراهق عامة. وقد جاء عرضه تفاعليا، حيث أشرك مجموعة من الحاضرين في عرضه بعد اختياره لبعضهم للمشاركة معه في التقديم، واختار عينة من الآباء والأمهات والتلاميذ والتلميذات، ثم  أعطى لكل واحد منهم الكلمة للتعبير عن رغباته الداخلية وتصوره لنبذ للعنف. وأثناء عرضه التفاعلي كان يسائل الجمهور ويطلب منهم ترديد الكلمات التي تناهض العنف مثل:  أمل، تسامح، لا عنف، …. ليختم عرضه بالدعوة إلى تصالح الأسرة فيما بينها و تخصيص جلسات أسبوعية ولو من نصف ساعة للحوار الداخلي مع إطفاء أجهزة الهاتف مؤقتا والإنصات لبعضنا البعض.

اختتمت الندوة بفتح المجال أمام الحاضرين لإبداء تفاعلهم مع المداخلات، حيث تناول الكلمة مجموعة من المتدخلين وطرحوا أسئلة مباشرة على الباحثين. كما قدم بعضهم شروحات وإضافات أغنت النقاش، لينتهي النشاط بعد ذلك بتقديم شهادات  المشاركة للمتدخلين وأخرى تقديرية لبعض الحاضرين الذي أسهموا في تنظيم وإنجاح هذا اللقاء الثقافي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي