شكل موضوع “تاريخ تطوان من خلال أرشيف الذاكرة القضائية” موضوع ندوة وطنية، نظمت أمس الخميس بمبادرة من جماعة تطوان بشراكة وهيئة المحامين بتطوان، بمشاركة أكاديميين وباحثين وخبراء.
وتهدف هذه الفعالية العلمية، التي احتضنتها الدار المتوسطية للمحامي، إلى إبراز أهمية الوثيقة القضائية باعتبارها إرثا حضاريا، وجزءا من ذاكرة الوطن والهوية المغربية بروافدها المتعددة، وبما تجسده من ركائز الوحدة الوطنية والترابية للمملكة.
كما تروم هذه الندوة، التي حضرها مسؤولون قضائيون ومنتخبون وممثلو الإدارات اللاممركزة بالإقليم، إبراز الرصيد الوثائقي التي تزخر به مدينة تطوان والتحسيس بأهمية الحفاظ عليه وجعله مادة علمية للبحث الأكاديمي والعلمي.
وتميزت الندوة بتقديم مداخلتين حول “الذاكرة القضائية الشرعية بتطوان” و”الوثائق العدلية بتطوان” في تدوين تاريخ شمال المغرب، إلى جانب افتتاح رواق الذاكرة العدلية بتطوان، والذي يتضمن وثائق ومخطوطات وأحكام قضائية تاريخية وسجلات عدلية نادرة.
ودعا المشاركون في هذه الندوة إلى ضرورة الإسراع بإخراج متحف الذاكرة القضائية بتطوان الموجود بساحة العدالة إلى حيز الوجود، والذي سيشكل منصة لتثمين التراث الثقافي والقضائي لمدينة تطوان ومركزا علميا وبحثيا في مجال التاريخ والأرشيف القضائي بالمنطقة الشمالية.
وأبرز نقيب هيئة المحامين بتطوان، محمد بنحساين، في تصريح صحفي، أن تنظيم هذه الندوة الوطنية تتزامن مع تخليد الشعب المغربي لذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، التي تشكل لحظة تاريخية مميزة من الذاكرة الجماعية للامة المغربية، مضيفا أن الاحتفاء بالذاكرة القضائية بتطوان هو احتفاء بالذاكرة الوطنية الجماعية واعتزاز بشموخ تاريخ المؤسسة القضائية بالمغرب.
وأكد أن تنظيم هذه الندوة بشراكة بين هيئة المحامين وجماعة تطوان إعلان وانطلاقة لتفاعل إيجابي بين المؤسستين وتأسيس لتعاون فعال ومنتج، وإسهام في التدبير التشاركي لخدمة الصالح العام.
من جهته، اعتبر نائب رئيس جماعة تطوان، أنس اليملاحي، أن الجماعة اختارت أن تحتفل بذكرى 11 يناير بشراكة مع هيئة المحامين بتطوان من خلال هذه الندوة الموضوعاتية بالنظر إلى أن الجماعة تشتغل حاليا على تحيين الذاكرة التطوانية.
وتابع اليملاحي أن جماعة تطوان تولي اهتماما كبيرا للأرشيف الذي تزخر به خزائنها، لاسيما ذلك المتعلق بسجلات الحالة المدينة لليهود والإسبان الذين ولدوا بالمدينة، مبرزا أن رواق الذاكرة العدلية بتطوان، الذي جرى افتتاحه على هامش هذه الندوة الوطنية، يشكل المحور الثاني من اشتغال جماعة تطوان على الذاكرة القضائية بتطوان، عبر استعراض الوثائق المتعلقة بالقضاء منذ عهد الحماية.
وشدد على أن تطوان تعمل على تحيين الذاكرة التطوانية لضمها في المشروع الكبير الذي أطلقته جماعة تطوان المتمثل في محفظة تطوان من أجل إعادة كتابة تاريخ هذه المدينة بلغة معاصرة.
وجرى خلال الندوة توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة المحامين بتطوان وجماعة تطوان، وذلك بهدف حماية الوثائق التي تخص مدينة تطوان وتاريخها ومعالجتها، وتكثيف التعاون والتنسيق من أجل تجميع التراث العدلي وأرشفته وحفظه، وإعداد دراسات في مجال الوثائق التي توجد في حوزة المؤسستين ونشرها لعموم الباحثين والمهتمين.
تعليقات الزوار ( 0 )