أظهرت بيانات حديثة صادرة عن هيئة ميناء الجزيرة الخضراء نمواً ملحوظاً في حركة الشاحنات بين مينائي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، وذلك بفضل استراتيجية “جسر المغرب” التي اعتمدتها شركة ميرسك، ثاني أكبر شركة شحن بحري في العالم.
وتشير البيانات إلى أن عدد الشاحنات التي عبرت مضيق جبل طارق بين طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء خلال الفترة من يناير إلى ماي 2024 قد ارتفع بنسبة 4٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2023. حيث تمّ تسجيل 45.771 وحدة شحن و تفريغ، تمثل 93.37٪ من إجمالي حركة الشحن عبر مضيق جبل طارق.
ويُعزى هذا النمو إلى جملة من العوامل، أبرزها استراتيجية “جسر المغرب”، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحويل المغرب إلى مركز إقليمي للتجارة والنقل، من خلال ربطه بباقي دول الاتحاد الأوروبي عبر شبكة نقل متكاملة تشمل البر والبحر والسكك الحديدية.
أما العامل الثاني فيتمثل في تفادي رسوم نظام تداول الانبعاثات (ETS)، إذ تُلزم هذه الرسوم شركات الشحن بدفع مبالغ مالية مقابل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن رحلاتها البحرية. وبما أنّ المغرب يقع خارج الاتحاد الأوروبي، فإنّ الشحن عبره يُعفى من هذه الرسوم.
وتعاني العديد من الموانئ الأوروبية، مثل موانئ إسبانيا، من الازدحام، مما يُؤدي إلى تأخيرات كبيرة في عمليات الشحن والتفريغ. تُقدم “جسر المغرب” بديلاً سريعاً وفعّالاً لتجنب هذه الازدحامات.
وبالإضافة إلى حركة الشاحنات، شهد ميناء الجزيرة الخضراء أيضاً نمواً ملحوظاً في حركة الحاويات خلال الفترة المذكورة. حيث تمّ نقل 2 مليون حاوية TEU عبر الميناء، بزيادة 3.6٪ عن نفس الفترة من عام 2023. كما ارتفع عدد الركاب الذين عبروا مضيق جبل طارق بنسبة 9٪، ليصل إلى 1.6 مليون راكب.
ويُتوقع أن يكون لهذه التطورات تأثير إيجابي على الاقتصاد المغربي، من خلال خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الصادرات المغربية، ثم جذب الاستثمارات الأجنبية.
ويُعدّ نجاح “جسر المغرب” نموذجاً ناجحاً للتعاون بين القطاعين العام والخاص في المغرب، وتُظهر هذه التجربة أنّ المغرب يمتلك إمكانيات كبيرة ليكون مركزاً إقليمياً للتجارة والنقل في المنطقة.
تعليقات الزوار ( 0 )