شارك المقال
  • تم النسخ

أزمة انطلقت في الـ 7 من أكتوبر وتوشك على بلوغ ذروتها.. لهذه الأسباب رفع نتنياهو خريطة المغرب من دون صحرائه

استفز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يقود منذ أكتوبر الماضي، إبادة جماعة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، المغاربة، بعد عرضه لخريطة المملكة منقوصة من صحرائها.

وظهر نتنياهو، في مقابلة بثتها قناة “LCI” الفرنسية، وهو يعرض خريطة لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، تضم خريطة المغرب بدون صحرائه، رغم اعتراف تل أبيب المفترض، السنة الماضية، بسيادة المملكة على كامل ترابها بما في ذلك أقاليمها الجنوبية.

ويرى مراقبون، أن إظهار نتنياهو لخريطة المغرب المبتورة من الصحراء، كان متعمّدا، خصوصا أن سياق المقابلة لم يكن يفرض عليه إشهارها مطلقاً، بل إن ما يؤكد أن الأمر يتعلق برسالة مباشرة إلى الرباط، هو أن الخريطة، ضمّت أراضي دولة جنوب السودان المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، إلى السودان.

وكانت المقابلة قد أثارت الجدل حتى قبل بثها، إذ احتج عدد من نواب حزب “فرنسا الأبية” اليساري، على عرضها، حيث قال أنطوان لومين: “في فرنسا يعاقب أحد النواب لأنه لوح بعلم شعب يتعرض للمذبحة. فيما أولئك الذين يقصفون ويتكبون مذابح مدعوون للظهور على شاشات التلفزيون. إنه أمر كئيب ومروع”.

الأزمة انطلقت من الـ 7 من أكتوبر.. المغرب رفض إدانة “حماس”

ويأتي هذا الأمر، في سياق تشهد فيه العلاقات بين البلدين، أسوأ فتراتها منذ التطبيع في دجنبر من سنة 2020، بعدما اختار المغرب، الانحياز لصالح القضية الفلسطينية، التي أكد مراراً وتكراراً، على أن استئناف علاقاته بتل أبيب، لن يكون مطلقاً على حساب القضية الفلسطينية، التي يضعها في منزلة قضية الصحراء.

وبعد هجوم “حماس” على إسرائيل، في الـ 7 من أكتوبر الماضي، رفض المغرب إدانة حركة المقاومة الإسلامية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حينما اعتبر بأن ما حدث، نتيجة حتمية لـ”الانسداد السياسي”، مشيراً إلى أنه طالما حذّر من تداعيات ذلك، على “السلام في المنطقة ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يتأخر في الرد على وقوف الرباط مع الفلسطينيين، حيث وجه في الـ 22 من شهر أكتوبر، رسالة مشفرة، وذلك من خلال عرض خريطة المغرب من دون صحرائه، بطريقة غير مباشرة، خلال استقباله لرئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني.

ولم يقف المغرب، الذي كان يعي جيداً بأن مواقفه قد تؤدي بتل أبيب إلى التراجع عن اعترافها بسيادته على الصحراء الذي أعلنته في يوليوز 2023، (لم يقف) عند هذا الحد، حيث واصل دفاعه في أكثر من مناسبة، عن الشعب الفلسطيني، وإدانته واستنكار لجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي.

الملك: إسرائيل تمادت في عدوانها السافر على المدنيين

وفي الـ 11 من نوفمبر من 2023، قال الملك محمد السادس في خطابه الموجه إلى القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي انعقدت بالرياض، والذي تلاه رئيس الحكومة، إن إسرائيل تمادت في عدوانها السافر على المدنيين العزل في قطاع غزة، وذلك من خلال استمرار مدافعها وصواريخها في استهداف الأطفال والنساء والشيوخ.

وأضاف أن المدافع والصواريخ الإسرائيلية “لم تترك دار عبادة أو مستشفى أو مخيما إلا ودمرته كليا أو جزئيا”، متابعاً أن المنطقة تمر “المنطقة تمر بـ”أزمة غير مسبوقة، يزيدها تعقيدا تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين العزل، ويضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، وتجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة”.

الملك: تمادي إسرائيل في استهداف المدنيين يسائل ضمير المجتمع الدولي

في أواخر الشهر نفسه، عاد الملك محمد السادس، ليقول في رسالة موجهة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، شيخ نيانغ، إن تمادي إسرائيل في استهداف المدنيين في غزة، يسائل ضمير المجتمع الدولي ومجلس الأمن.

وأكد الملك أنه “يدين ويرفض سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها قوات تل أبيب في القطاع”، موضحاً أنه “رغم ارتفاع الدعوات بضرورة خفض التصعيد والتهدئة، وإتاحة الفرصة لإدخال الأدوية والمساعدات الإغاثية الأخرى، استمرت إسرائيل في قصف عشوائي عنيف بالتزامن مع توغل قواتها البرية في القطاع، مخلفا نزوح أزيد من مليون ونصف فلسطيني ومزيدا من القتل والتدمير”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي