أشاد النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأمريكي، إليوت أبرامز، بالقرار “السليم والجريء” الذي اتخذه الرئيس السابق دونالد ترامب في دجنبر 2020، والذي يُعد بمثابة اعتراف تاريخي بالسيادة الكاملة للمغرب على كافة أراضيه الصّحراوية.
وقال إليوت، في افتتاحية نُشرت (الأربعاء) في المجلة الأمريكية المرموقة نصف الشهرية “National Review”، إنّ “ترامب فهم الأمر بشكل صحيح”، لأن الاعتراف الأمريكي بالصّحراء المغربية يعتمد على الدعم القوي من قبل الإدارات الأمريكية السابقة لاقتراح الحكم الذاتي المغربي.
وأضاف النائب السابق لمستشار الأمن القومي، أنّ إدارة الرئيس السابق، أكدت أن “اقتراح المغرب الجاد والواقعي للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل، ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار”.
وشدّد المسؤول ذاته، على أنّ المرسوم الرئاسي الذي يعترف بمغربية الصحراء، شكل خطوة منطقية في الاتجاه الذي أيدته السياسة الخارجية الأمريكية بمهارة أكبر لسنوات، مُشيراً إلى “أنه من الناحية التاريخية، لم تكن الصّحراء الغربية أبدا دولة مستقلة”.
وانتقد المسؤول الأمريكي رفيع المستوى، الآراء المتحيزة وذات الدوافع السياسية التي أعرب عنها منتقدو قرار الولايات المتحدة، نظير جيمس بيكر وأنصار البوليساريو جون بولتون والسناتور جيمس إينهوفي، مؤكدا “أن حُججهم غير صحيحة وتفتقد إلى المنطق”.
وشدّد إليوت أبرامز، الذي اشتغل في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، على أنه “لأسباب غير مقنعة، عارض الثلاثة مطالب المغرب الإقليمية وفضلوا عملية من المحتمل أنْ تضعف المملكة المغربية، التي تعتبر الحليف الأقوى للولايات المتحدة في منطقة خطرة”.
وأوضح المصدر ذاته، في تحليله المتعمق، على أنّ “مقترحاتهم قد تسلم المنطقة إلى جبهة البوليساريو، وهي مُنظمة من مخلفات الحرب الباردة، ولا يمكن التعويل عليها للعب دور المغرب الريادي في مكافحة الإرهاب والتطرف”، مُشدداً على أنّ “الدول ستدافع دائما عن استقرار المغرب وأمنه”.
ولفت إليوت، إلى أنّ “إنشاء دويلة البوليساريو الموالية للنظام الجزائري، كانت ولا تزال فكرة سيئة”، لأنها لا تفضي إلى الاستقرار في المنطقة، مُشيرا إلى أنّ الجزائر تواصل استضافة البوليساريو وتزويدها بالمال، والدعم الدبلوماسي والعسكري.
وأشار المتحدث ذاته، وهو زميل أول في دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، إلى أنّ “الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صّحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأنّ الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”.
وخلص أبراهامز، ضمن مقاله المطول في المجلة الآنف ذكرها، أنه لا يوجد الآن سوى مسارين متاحين لسياسة بايدن الخارجية: إما “استمرار الصراع اللانهائي” أو “التفاوض على أساس خطة الحكم الذاتي المغربية”.
وأضاف، أنّ قرار ترامب، من شأنه خلق ضغط لازم لتسوية النزاع الذي عمر طويلا، وذلك من خلال المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة بشأن شروط خطة الحكم الذاتي المغربية، وأنّ أي مسار آخر “لن يقودنا إلى هناك”، وفق تعبيره.
تعليقات الزوار ( 0 )