تَتواصل مُناوشات واستفزازات جبهة البوليساريو الإنفصالية اليائسة بخلق مزيد من الفوضى ونقل المدنيين إلى منطقة الكركرات والتهديد بحمل السلاح في الأيام الأخيرة، وذلك في عرقلة واضحة لجهود مجلس الأمن الدولي فيما يخص الاتفاق العسكري رقم واحد، بعد أن خسرت جميع أوراقها، ولم تعد تُمثّل شَطحاتها هذه إلاّ شطحات ما قبل النهاية، لاسيّما بعد فتح عدد من الدول الإفريقية والعربية قُنصلياتها بكل من مدينتي العيون والداخلة، وتمديد بعثة المينورسو لصلاحياتها بالمنطقة لعام إضافي.
محمد شقير، الباحث والمتخصص في العلوم السياسية والتاريخ المغربي الحديث، قال إنّ الاستفزازات التي تقوم بها الجبهة والتحركات الأخيرة بمنطقة الكركرات ليست وليدة اللحظة، إذ أنّه ومنذ تولي إبراهيم غالي رئاسة الجبهة تم التركيز على ضرورة حمل السلاح واستغلال المناطق العازلة كمجال محرر نظرا لأنها تدرك بأن مكونات الدولة لابد أن تستند على مجال ما.
وأضاف شقير، في اتصال هاتفي مع جريدة “بناصا”، أنّه ومنذ اعتبار المنتظم الدولي الجزائر طرفا في النزاع، والنظام يُحاول أن يتخلص من المخيمات التي توجد بتندوف حيث يضغط من خلال توطّين سكان هذه المخيمات في هذه المناطق بما فيها معبر الكركرات الذي يعُتبر معبراً تجاريا أساسيا وحيويا لتنقل البضائع من المغرب وموريتانيا كما تعتبر هذه المنطقة قريبة من الساحل الأطلسي الذي يُمكن أن يشكل منفذا الجزائر على البحر.
وأوضح الباحث السياسي، أنّ الاوضاع الداخلية المتأزمة في كل الجزائر والبوليساريو والانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب مؤخرا من خلال إقناع عدد من الدول الإفريقية والعربية بفتح قنصلياتها بكل من العيون والداخلة، شكّل اعترافا صريحا بسيادة المغرب على مناطقه المسترجعة وتسهيل الاستثمارات الاجنبية فيها، الشيء الذي دفع بجبهة البوليساريو ومن يساندها إلى تأجيج الوضع.
وأكد شقير، أنّ من بين أهداف هذه التحركات بالكركرات، هو التخوَّيف بأن هذه المناطق ليست آمنة، وبالتالي فإذا كان من الضروري أنْ يدعم المغرب تواجده العسكري بهذه المنطقة خاصة أمام التحركات المعادية فإنَّ عليه ألاّ يعطي الفرصة لإشعال فتيل الحرب في هذه الظرفية، بل يجب أن يضغط على المنتظم الدولي الذي أشرف على عملية إطلاق النار لكي يحرك قوات المينورسو لتقوم بمهامها بهذا الشأن.
واقترح الباحث والمتخصص في العلوم السياسية والتاريخ المغربي الحديث، أنْ يقوم المغرب بحملة إعلامية ودبلوماسية لإظهار خروقات جبهة البوليساريو الإنفصالية لكل بُنود هذا الاتفاق، مع الاستعداد للتصدي عسكريا كما جاء في خطاب الذكرى الـ 45 للمسيرة الخضراء، للتصّدي لأي خرق عسكري أو استهداف القوات العسكرية المغربية داخل حدوده التُرابية.
تعليقات الزوار ( 0 )