تفاجأت مجموعة من الأسر المغربية، من إقصائها من الاستفادة من الدفعة الثالثة للدعم المخصص للأسر المتضررة من جائحة فيروس كورونا المستجد، التي تضرب المملكة منذ بداية شهر مارس الماضي، بالرغم من أنها استفادت من الدفعتين السابقتين.
وتسبب إقصاء عدد من الأسر من الدفعة الثالثة، في أزمة حقيقية لها، خاصة أنها كانت تعول عليها، من أجل شراء أضحية العيد، غير أن صدمة عدم الاستجابة لطلبهم، وضعت أرباب هذه الأسر في وضع محرجٍ للغاية، وجعلت مجموعة منهم، ينتظرون رحمة المحسنين.
وفي هذا السياق، يقول عبد الله (56 سنة)، سائق “تريبورتور”، في تصريح لجريدة “بناصا”:”لقد كنا من الأسر المتضررة من جائحة كورونا، لأن إغلاق الأسواق انعكس سلبا علينا بشكل مباشر، وفعلا استفدنا من الدعمين الأول والثاني”.
وأضاف المتحدث، القاطن بمدينة زايو بإقليم الناظور:”وفي الوقت الذي كنا ننتظر أن نتوصل بالدعم الثالث، الذي تزامن اقتراب عيد الأضحى، وكنا نعول عليه بشكل كبير، لزيادته على مبلغ متواضع جدا جمعناه لشراء الأضحية، لكن الصدمة، كانت في إقصائنا”.
وأوضح:”لا أعلم السبب في إقصائنا، أنا أعمل سائقا لتريبور، وكنت متضررا من الجائحة، خاصة أني قاطن في مدينة زايو الصغيرة جدا، والتي تعرف كسادا تجاريا منذ فترة طويلة، فقمته كورونا، وانعكس ذلك على العديد من الفئات، من بينهم نحن، ولا أجد أي سبب لحرماننا من الدعم الذي استفدنا منه في مناسبتين”.
مواطن ثانٍ، يدعى محمد (71 سنة)، قاطن بجماعة أولاد ستوت بإقليم الناظور، ويعمل مياوما، صرح لـ”بناصا”:”في بداية الجائحة وفور بدء إرسال طلبات الاستفادة من الدعم، أرسلت رسالة بها رقم الرميد للرقم المخصص لذلك، لكن تم رفض طلبي، وأقصيت من الاستفادة”.
وبعد فتح باب رفع الشكايات، يضيف محمد، “قمت بملءِ الاستمارة وإرسالها، ليتم قبولي، واستفدت من الدعم، الأول والثاني، ولو أنه جاء متأخرا شيئا ما، ولكنه وصل في وقت كنت محتاجا إليه، وبعد إعلان شروع الوزارة في صرف الدفعة الثالثة، أرسلت رقم البطاقة الوطنية للرقم المخصص، لكن لم أتوصل بأي شيء”.
وتابع:”كانت صدمة قوية لي، لأني كنت أعلق كل آمالي عليه لشراء أضحية العيد، وعدم توصلي به تسبب لي في أزمة نفسية خانقة، لولا أن بعض المحسنين أعانوني على الأمر، وقوفوا جنبي، في وقت تركتني الدولة أعاني الأمرين، بعدما حرمتني من حقي في الدفعة الثالثة للدعم”.
ويتساءل المقصيون عن المعايير التي تم اعتمادها في تحديد المستفيدين من الدفعة الثالثة، حيث يقول عبد السلام (45 سنة)، أحد المتضررين:”هل اعتبرت الدولة أن المياومين وأصحاب التريبورتورات على سبيل المثال، قد عادوا للعمل بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي، علما أن الأضرار الجسيمة لكورونا استمرت حتى بعد الرفع التدريجي للحجر، وهذا معلوم بالنسبة للسلطات”.
وتابع:”الدولة مطالبة في الوقت الراهن بالخروج والكشف عن المعايير المعتمدة في صرف الدفعة الثالثة، لأن هناك العديد من الأسر التي تضررت بشكل كبير من الجائحة، واستفادت من الدفعتين الأولى والثانية، ولكنها حرمت من الثالثة، دون أن تعرف لماذا، وهذا في حد ذاته مشكل كبير”.
يشار إلى أن العديد من الأسر المتضررة من جائحة كورونا، أقصيت من الدفعة الثالثة للدعم المخصص لها، من دون أن تعرف الأسباب، كما أن هناك مجموعة من العائلات التي لم تستفد أصلا من هذا الدعم، مع العلم بأن شروط المعلنة في وقت سابق، تتوفر فيها، وبالرغم من رفع الشكايات إلا أنها لم تتلق أي رد.
تعليقات الزوار ( 0 )