نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” مقالا تحليليا لـ (أفييل شنايدر)، رئيس تحرير الموقع العبري، تناول فيه ما أسماه بمحاولة سيطرة المملكة المغربية على المسجد الأقصى، وذلك من خلال “استئناف العلاقات الدبلوماسية” مع إسرائيل، قائلا إن هذا الوضع الجديد سيمكن ملك المغرب، من تحقيق حلم طويل الأمد بالسيطرة على أقدس موقع في القدس.
ويستهل الكاتب مقاله قائلًا، إن عقد اتفاقية السلام الأخيرة بين إسرائيل والمغرب تدخل لاعباً آخر في مسعى المسلمين للسيطرة على الحرم القدسي الشريف، ولطالما اعتبر ملوك المغرب أنفسهم مدافعين عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
وأضاف (أفييل شنايدر)، أن لهذا السبب، وفي عام 1969، بعد عامين من إعادة توحيد القدس ، تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي (OIC) في العاصمة المغربية الرباط، وكان من بين جدول الأعمال الأول لمنظمة المؤتمر الإسلامي هو “تحرير” المسجد الأقصى والقدس.
وتضم منظمة المؤتمر الإسلامي في عضويتها 56 دولة إسلامية، وتدعي أنها تمثل الإسلام كله، إلى جانب السلطة الفلسطينية، التي كان من بين أهدافها دعم كفاح الشعب الفلسطيني ومعاونته لاستعادة القدس، وترأس هذه اللجنة الملك الراحل الحسن الثاني وخليفته الملك محمد السادس، ومع الاتفاق الجديد مع إسرائيل يتحرك المغرب لتثبيت موقفه السياسي فيما يتعلق بالمسجد الأقصى وجبل الهيكل في القدس.
وأشار الكاتب، إلى أن المغرب وَضَعَ نُصْبَ عَيْنَيْهِ منذ زمان اهتمامه بالمسجد الأقصى، ثالث أقدس البقاع الإسلامية، حيث تبرع المغرب بالعديد من السجاد الغالي الثمن لاستخدامه في المسجد الأقصى، كما تم من خلال لجنة القدس تحويل الأموال لاستخدامها في ترميم المباني والهياكل المحيطة بالمسجد والحائط الغربي اليهودي.
و في مارس سنة 2018، زار وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، المسجد الأقصى في الحرم القدسي الشريف، وكان أحد اللاعبين الأساسيين في تحقيق استئناف العلاقات الرسمية بين البلدين، لأن آلاف الإسرائيليين يقضون إجازاتهم في المغرب منذ سنوات، على الرغم من أن الدولتين لم تكن لديهما علاقات دبلوماسية رسميًا.
واسترسل (أفييل شنايدر)، أنه يتم الآن خلط الأوراق في لعبة القوة الإسلامية على المسجد الأقصى، الآن بعد أن أصبحت إسرائيل والمغرب صديقين رسميين، فإن الدولة العبرية تقترب بهدوء وحذر من المملكة العربية السعودية، وإلى حدود الساعة كانت الأردن الحارس الوحيد للأماكن الإسلامية المقدسة، وتم تكريس هذا في اتفاقيات أوسلو سنة 1994 بين إسرائيل والأردن ، وكذلك في اتفاقيات أخرى.
ونتيجة لـ “صفقة القرن” الأمريكية التي أطلقها دونالد ترامب، يضيف الكاتب، اشتدت المنافسة حول من سيقود المسجد الأقصى، باعتباره الحامي الإسلامي، ولسنوات، خلف الكواليس، ادعت الدول الأعضاء الأكبر مثل المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وإيران زمام القيادة في منظمة التعاون الإسلامي.
أما بالنسبة للمملكة الهاشمية في الأردن، فإن مهمة حراسة المسجد الأقصى ليست فقط إرثًا دينيًا وتاريخيًا طويل الأمد، بل كانت قبل كل شيء عاملاً رئيسًا في سياستها في الشرق الأوسط، والتي عملت على تعزيز نظامها الملكي، خاصة ضد المتطرفون الإسلاميون في البلاد، وإذا ضعف موقف الأردن من القدس بسبب اللاعبين الجدد من الرباط والرياض، فقد يتضاءل استقرار المملكة الأردنية، ويرى خبراء إسرائيليون في الشرق الأوسط أن هذا قد يهدد وجود الدولة ذاتها، لأن الفلسطينيين يشكلون 70٪ من سكان الأردن.
وأبرز رئيس تحرير الموقع العبري، أن لجنة القدس، بقيادة الملك محمد السادس، قررت منذ سنوات عديدة أن تكون مكانة الأردن فيما يتعلق بالحرم القدسي مؤقتة، وردا على قرار لجنة القدس، تخلى المندوب الأردني بغضب عن المداولات وعاد إلى عمان، وفي ذلك الوقت، منحت السعودية ومصر للمغرب دعمهما السياسي.
وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنتها الخاصة بالقدس غير ذات صلة إلى حد ما في السنوات الأخيرة، ولكن يمكن الآن أن تصبح ذات صلة مرة أخرى بهذه التطورات السياسية الجديدة بين إسرائيل والحكومات العربية، إذا أن المغرب والسعودية يناوران وراء الكواليس ويريدان الانخراط بشكل أكبر في الأمور المتعلقة بالمسجد الأقصى.
وأشار صاحب المقال، إلى أن المغرب والسعودية يحاولان إضعاف مكانة الأردن باعتباره الحارس الوحيد للأماكن الإسلامية المقدسة في فلسطين، ولكن في الوقت نفسه يمكن أن يُنظر إلى هذا على أنه تحدٍ خطير لإسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية القدس شديدة الحساسية، وفق تعبيره.
وأضاف، أنه يجب على المرء ألا يتجاهل الأصوات الجديدة في العالم العربي، والتي تناقش بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة التقاليد الإسلامية المتعلقة بالمسجد الأقصى في القدس الذي يعتبر ثالث أهم مكان مقدس في القرآن.
وحذر الكاتب، إسرائيل بأن تكون حذرة للغاية، وألا تتخذ الموقف الخاطئ عندما يتعلق الأمر بالقضايا الدينية الإسلامية، لاسيما مسالة القدس.
تعليقات الزوار ( 0 )