شارك المقال
  • تم النسخ

ميارة يدعو بغينيا الاستوائية إلى تعزيز التعاون والعمل العربي الإفريقي المشترك

دعا رئيس مجلس المستشارين، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، النعم ميارة، اليوم الخميس بعاصمة غينيا الاستوائية، مالابو، إلى تعزيز التعاون والعمل العربي- الإفريقي المشترك من أجل مواجهة التحديات متعددة الأبعاد وتحقيق التنمية المنشودة على أسس من التضامن والتعاون المثمر والبناء.

وأكد ميارة في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقاء التشاوري الـ 11 لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي (أسيكا)، أن التحديات الحالية تحتم ابتكار مبادرات وحلول مناسبة بعيدا عن أشكال التعاون التقليدية التي أصبحت غير قادرة على الاستجابة للحاجيات المتزايدة لشعوب العالم العربي وإفريقيا.

وأوضح رئيس رابطة (أسيكا) أن التحديات والرهانات المرتبطة بالتطور التكنولوجي والابتكار والرقمنة والذكاء الاصطناعي، أصبحت حاضرة بشكل متزايد ومتنامي في كافة مجالات الحياة اليومية، مشيرا إلى أن معضلة التغيرات المناخية، والأزمات الاقتصادية المتلاحقة تحتم ابتكار حلول المناسبة مناسبة.

وفي هذا الإطار، سلط الضوء على الآفاق والفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لدول الجنوب في عدة مجالات، مؤكدا على ضرورة استثمار هذه التكنولوجيا لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة.

من جهة أخرى، حذر ميارة من الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي على دول الجنوب، لا سيما زيادة الفجوة بين الاقتصادات الكبرى، وتلك النامية والناشئة، والمخاوف المتعلقة بانتهاك الخصوصية وأمن البيانات والمعلومات، ناهيك عن الآثار الحتمية على الهياكل الإنتاجية وسوق العمل وعدم المساواة الاقتصادية، لافتا إلى أن هذه الآثار السلبية يمكن أن تؤثر على توازن النظام الاقتصادي والاستقرار المالي والتماسك الاجتماعي.

وفي هذا الصدد، دعا ميارة إلى سن قوانين تحكم تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشددا على أن برلمانات الدول الأعضاء مدعوة لتنفيذ تشريعات قادرة على تنظيم كافة جوانب الذكاء الاصطناعي.

وبخصوص التحديات البيئية، نبه ميارة إلى تفاقم ظاهرة التصحر وتدهور التربة في الدول العربية والإفريقية، مسجلا أن هذه الظاهرة مست خلال العقدين الماضيين، أكثر من مليار ونصف شخص يعيشون في مائة بلد في العالم، وتسببت في خسائر اقتصادية تفوق 124 مليار دولار.

وأوضح أن الأراضي القاحلة تشغل أكثر من 50 بالمائة من مساحة الوطن العربي وأن 20 بالمائة من الأراضي الزراعية مهددة بالتصحر، مضيفا أنه بإفريقيا، أصبح التصحر يهدد ملايين الهكتارات، بفعل زحف الرمال الذي يتزايد في بعض المناطق بمعدل خمسة كيلومترات في السنة.

من جانب آخر، أكد رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، أن هذا الاجتماع التشاوري يكتسي أهمية خاصة لكونه يكرس أعماله لبلورة رؤية عربية إفريقية برلمانية، في إطار التعاون الوثيق جنوب -جنوب، لمواجهة التحديات الراهنة المحدقة بالعالمين العربي والإفريقي.

وفي هذا الصدد، أشار ميارة إلى أنه بالنسبة للمملكة المغربية، فإن التعاون جنوب -جنوب يحتل مكانة مركزية في الرؤية التنموية التي دعا إليها الملك محمد السادس، مضيفا أن المغرب جعل من التعاون جنوب -جنوب رافعة استراتيجية لسياسته الخارجية، وأحد ثوابت دبلوماسيتها.

وقال إن التزام المغرب في مجال التعاون جنوب -جنوب يندرج في إطار رؤية ملكية استراتيجية وشاملة، ترتكز على تعزيز القدرات في مجال التنمية البشرية، وتوطيد السلام والأمن والاستقرار، ودعم التكامل الاقتصادي الإقليمي وفق مقاربة رابح -رابح، وذلك عبر إطلاق مشاريع ومبادرات إقليمية لفائدة هذا التعاون.

وترأس الجلسة الافتتاحية للقاء التشاوري الـ 11 لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، المنعقد تحت شعار “تعزيز العمل البرلماني المشترك لدول الجنوب من أجل مواجهة الرهانات البيئية والتكنولوجية والتنموية” رئيس مجلس المستشارين، رئيس (أسيكا) النعم ميارة، ورئيسة مجلس الشيوخ لغينيا الاستوائية، تيريزا إيفوا أسانغونو، بحضور، على الخصوص، الوزير الأول لغينيا الاستوائية، مانويل أوسا نسوي، ورئيسي البرلمانين الإفريقي والعربي، فورتشن شارومبيرا، وعادل بن عبد الرحمن العسومي، فضلا عن شخصيات سياسية إفريقية وعربية.

وقالت رئيسة مجلس الشيوخ لغينيا الاستوائية، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، إن هذا الاجتماع ينعقد في سياق دولي يتسم بأزمات أمنية متعددة الأبعاد، لا سيما، في إفريقيا والعالم العربي، مؤكدة على ضرورة التعاون البرلماني المشترك من أجل معالجة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة.

من جهة أخرى، أشادت أسانغونو، بالدعم الذي قدمه المغرب سنة 2022 لغينيا الاستوائية من أجل الانضمام لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، وكذا مساهمته في التنظيم الناجح لهذا الحدث الهام بمالابو.

ويضم الوفد المغربي المرافق لميارة، على الخصوص، نور الدين سليك رئيس فريق الاتحاد المغربي للشغل، ومحمد العموري عضو فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب.

ي شار إلى أن رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، هي منظمة برلمانية إقليمية تعمل على تعزيز نظام الغرفيتن بالبرلمان، وتوطيد التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية بين المنطقتين الإفريقية والعربية. كما تسعى إلى تعزيز الحوار والتنسيق وتبادل الخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي