بحلول اليوم، يكون عدد المصابين بفيروس كورونا في العالم قد تجاوز سقف الأربعة ملايين مصاب وقضى على أكثر من 180000 شخص، وهي أرقام مرشّحة بالارتفاع في ظل غياب لقاح فعال يقضي بصفة نهائية على هذا الفيروس الذي فرمل اقتصاد ألعالم وأدخله في أزمة غير مسبوقة.
الفيروس الذي أرغم العديد من بلدان العالم على فرض حجر صحّي قسري مسّ أكثر من ثلثي سكان المعمور، بدأت بوادر محاصرته تؤكدها بعض الأرقام ولو بشكل بطيء.
فحسب موقع woldometer للإحصائيات المتعلقة بوباء كورونا، فنسبة المصابين الذين يتابعون علاجهم في غرف العناية المركزة، انخفضت من 4٪ المسجلة في شهري مارس وأبريل الماضيين الى 2٪ منذ بداية الشهر الحالي. أما نسبة التعافي التي كانت دون 30٪ في نفس الفترة، فقد أصبحت الان تتجاوز 34,51٪. في حين واصلت نسبة الوفيات تراجعها المستمر، فبعدما تجاوزت سقف 7٪ خلال شهر أبريل، أصبح معدلها اليوم هو 6,88٪.
رقم آخر يؤشّر على بداية انخفاض حدة خطورة الفيروس، يمكن رصده من خلال الحالات المغلقة، أي من خلال مقارنة نسبة الوفيات الى نسبة المتعافين، فخلال شهر أبريل، كانت نسبة الوفيات حسب نفس الموقع دائما تمثل 20٪ من الحالات المغلقة مقابل 80٪ هي نسبة المتعافين، هذه الاخيرة ارتفعت في الايام الاخيرة لتصبح 83٪ على حساب نسبة الوفيات التي تراجعت الى 17٪.
هذه النسب المسجلة على الصعيد العالمي، تغذيها أرقام محلية ملفتة حققتها بعض الدول، خصوصًا في أروبا التي بدأت تتعافى من الأزمة الصحية التي عانت من تبعاتها، فإيطاليا التي سجلت إبّان الذروة أكثر من 6000 حالة موجودة في غرف العناية المركزة، أصبح هذا الرقم الان لا يتجاوز من 1168 حالة، أما ألمانيا التي أصاب فيها الوباء لحد الساعة أكثر من 170 ألف شخص، فقد استمرت فيها عدد الحالات النشيطة في الانخفاض حتى أصبحت اليوم تقترب لتصبح دون 20 ألف حالة نشيطة.
لاشك إذن أن هذه الأرقام قد فتحت باب الأمل في القدرة على محاصرة فيروس كورونا، وهو الأمر الذي حذا ببعض البلدان الى إعادة الفتح التدريجي للإقتصاد واللجوء الى تخفيف إجراءات العزل. الا أن بعض الخبراء ومعهم منظمة الصحة العالمية، يحذرون من المبالغة في هذا التفاؤل واستعجال الفتح التام، لأن ذلك قد يسبب في حدوث انتكاسة تعجل بموجة ثانية للفيروس، تكون عواقبها أوخم أثرا من الاولى التي بدأت في الانحسار.
ومهما يكن، فإجراءات العزل وفرض الحجر الصحي على المواطنين، أثبتت كلّها نجاعتها في محاصرة الفيروس وإبطاء انتشاره، وبالتالي التحكم فيه دون أن يعني ذلك القدرة على القضاء عليه نهائيا، وهو أمر لن يتحقق الا بالوصول الى لقاح فعال ضده.
*كاتب وصحفي مغربي مقيم في واشنطن
تعليقات الزوار ( 0 )