حصلت مونية زمامو الباحثة المغربية في مجال الطاقة بجامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة (شمال العاصمة الرباط) على جائزة “المواهب الخضراء” (Green Talents) من وزارة التعليم والبحث الاتحادية الألمانية، في إطار مسابقة المواهب الخضراء لسنة 2021، وهي الباحثة الوحيدة المشاركة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المسابقة.
وتمثل الباحثة مونية زمامو الحاصلة على الدكتوراه في الفيزياء في مختبر النظم الإلكترونية ومعالجة المعلومات والميكانيكا والطاقة نموذجا للباحثين الشباب بالمغرب؛ حيث اختارت المضي قدما في أبحاثها من أجل اقتراح حلول ناجعة لمشاكل الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
وقالت مونية زمامو في حديث للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني “أتيحت لي الفرصة للمشاركة في منتدى علمي رفيع المستوى، حيث تمكنا من التواصل مع خبراء ألمان بارزين من مختلف المجالات، وتعرفنا على مجال البحث المستدام الألماني، من خلال اجتماعات فردية مع باحثين وخبراء ألمان مشهورين حول موضوع أطروحة الدكتوراه الخاصة بي”.
جدارة أكاديمية وتدريبية
وحسب إعلان لجنة التحكيم من الخبراء العلميين، لفتت الدكتورة مونية انتباه لجنة التحكيم من خلال الجمع بين الجدارة الأكاديمية والتزامها الاجتماعي، فهي ليست باحثة ذات خبرة جيدة في مجال الطاقات المتجددة فقط، خاصة في مجال طاقة الرياح، ولكنها أيضا شخص مشارك اجتماعيا في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
وقالت مونية للجزيرة نت “قدمت للبرنامج عرضا لفكرة وأهداف مشروعي البحثي بالإضافة إلى ملفي العلمي متضمنا المقالات العلمية التي نشرتها والجهود التي بذلتها من خلال المشاركة في مؤتمرات دولية في العديد من البلدان (جنوب أفريقيا، وألمانيا، وتونس، ومصر، ومالطا، وتركيا…) للمساهمة في مستقبل أكثر استدامة.
وشاركت مونية في العديد من التدريبات والفعاليات المتعلقة بالاستدامة وأمن الموارد على مستوى العالم، في دول مختلفة في أفريقيا وأوروبا، وتهدف التدريبات إلى جمع الباحثين الشباب والمهنيين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل تطوير إستراتيجيات مستدامة في مجالات الطاقة والمياه وإدارة النفايات والتنمية الحضرية.
وتقول مونية “لقد مكنني تدريبي الأكاديمي وخبراتي المهنية من اكتساب المعرفة التقنية والتنظيمية حول الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة”.
مشاريع مستدامة صديقة للبيئة
قالت مونية “بعد أن طورت اهتماما حقيقيا بالاستدامة والبيئة، قمت بتوجيه دراستي الجامعية بوعي بطريقة توفر الوسائل المهنية التي تركز على الأنشطة المتعلقة بالطاقات المتجددة وتوفير الطاقة وحماية البيئة”.
وفي هذا الصدد، طورت الباحثة مونية زمامو مشروعا للطاقة النظيفة الذي يندرج ضمن أطروحتها للدكتوراه، وينقسم إلى قسمين: يهدف الأول إلى توفير إنتاج بديل للطاقة النظيفة على نطاق صغير للأشخاص الذين يعانون من نقص في الحصول على الكهرباء.
حيث يمكن استخدام توربينات الرياح التي تم تطويرها في هذا المشروع كنظام مستقل في المناطق الريفية والنائية التي تواجه نقصًا في الطاقة، وأيضًا في المناطق الحضرية لتقليل تكاليف الطاقة.
والمشروع الثاني هو توفير الإضاءة باستعمال الرياح كحل لأضواء الشوارع، حيث يتم تثبيت توربينات الرياح على مصابيح الشوارع، كما يمكن أيضا استخدام توربينات الرياح الجديدة هذه كنظام طاقة قائم بذاته لدعم الزراعة المستدامة.
وفي هذا الإطار، توضح مونية فكرتها التي كانت سببا في فوزها قائلة “الحاجة إلى توربينات الرياح التي يمكنها الاستفادة من سرعات الرياح المنخفضة في المناطق الحضرية والريفية لا تزال تمثل تحديا كبيرا، لهذا السبب قمنا بتطوير تصميم جديد لشفرة توربينات الرياح بناءً على عملية التحسين المزدوجة، التي تعتمد على ديناميات السوائل الحسابية لدراسة الديناميكية الهوائية والتدفق المحيط بتوربينات الرياح.
وتؤكد مونية زمامو أن “الهدف الرئيسي للمشروع هو تعزيز استغلال الطاقة الخضراء من خلال جعل استخدام طاقة الرياح سهلا وواسع النطاق لتحقيق حماية البيئة، إضافة إلى توليد طاقة نظيفة بديلة على نطاق صغير للأشخاص الذين ليس لديهم اتصال بالشبكة الكهربائية، لمواجهة التفاوت بين المناطق الحضرية والريفية التي تشكل المعوقات الرئيسية للتنمية في العديد من البلدان.
مسابقة لتشجيع الشباب الباحثين
وبالنسبة لنسخة هذا العام من مسابقة المواهب الخضراء، كانت مونية زمامو الباحثة العربية والمغربية الوحيدة التي تم اختيارها من بين 25 فائزا بهذه الجائزة. واختارت لجنة تحكيم رفيعة المستوى من العلماء الخبراء هذه السنة الفائزين من بين 467 متقدما من 78 دولة.
وتستضيف وزارة التعليم والبحوث الفدرالية الألمانية كل عام مسابقة “المواهب الخضراء” المرموقة لتعزيز التبادل الدولي للأفكار الخضراء المبتكرة في مجال الاستدامة.
وتركز مسابقة المواهب الخضراء على الباحثين الشباب المتميزين، الناشطين في مجال التنمية المستدامة والراغبين في التعاون مع الخبراء الألمان والإسهام في أبحاث الاستدامة في ألمانيا، حيث تشكل أهداف التنمية المستدامة إطار عمل مسابقة هذا العام ويجب على المتقدمين تحديد أهداف التنمية المستدامة التي يسهم بحثهم فيها.
وتمنح الجائزة برعاية الوزيرة آنيا كارليشيك، تكريمًا للباحثين الشباب من العديد من البلدان والتخصصات العلمية كل عام لإنجازاتهم وجهودهم في جعل مجتمعاتهم ودولهم ومجتمعاتهم أكثر استدامة، ويتم اختيار الفائزين بالجوائز من قبل لجنة تحكيم من الخبراء الألمان.
تعليقات الزوار ( 0 )